رئيس "السكة الحديد": العشش الخشبية صداع مزمن.. وإزالتها جميعا 2020

12:39 م | الأحد 29 ديسمبر 2019

أكد المهندس أشرف رسلان رئيس هيئة السكة الحديد، أن الهيئة لديها خطة لإزالة جميع التعديات على حرم السكة الحديد، مشيرا إلى أنه سيتم خلال الفترة المقبلة إزالة جميع العشش من على أشرطة القضبان لأنها أصبحت صداعا مزمنا، كما أن وجودها يعوق حركة مسير القطارات، موضحا أن الهيئة تسير بخطوات ثابتة وناجحة في تحديث منظوماتها بكل أركانها، لتقديم كل الخدمات المميزة لجمهور الركاب المسافرين.

وقال "رسلان" فى تصريحات لـ"الوطن"، إن تواجد العشش الخشبية على جانبى قضبان السكة الحديد ينذر بحدوث كوارث يوميا، ويعرض حياة المواطنين قاطني العشش إلى خطر الموت، لافتا إلى أنه سيتم إزالة جميع العشش مع نهاية 2022، بالتنسيق مع الوزارات المعنية، وشرطة النقل والمواصلات، موضحا أنه لن يحدث تهاون مع المخالفين لتعليمات الهيئة، كما أن الهيئة عازمة على إحداث طفرة كبيرة في مستوى الخدمة المقدمة للجمهور المسافر.

"رسلان": استلام 50 عربة جديدة من صفقة الـ1300 خلال أسابيع.. وتخصيص 500 عربة مكيفة لركاب الدرجة الثالثة

وأشار "رسلان"، إلى أن الهيئة ستقوم بتخصيص 50 قطارا مكيفا للتشغيل على الخطوط الفرعية والضواحي والمخصصة لركاب الدرجة الثالثة على مستوى على الجمهورية بدلا من القطارات المطورة الحالية ذات اللون الأصفر، لافتا إلى أنه من المتوقع تنفيذ هذا القرار عقب وصول أكبر صفقة عربات قطارات جديدة والبالغة 1300 المتعاقد عليها مع شركة ترانسماش هولدينج الروسية بالكامل، حيث سيتم استبدال القطارات المكيفة بالقطارات العادية الحالية المسماة "القطارات المطورة"، وذلك خلال منتصف 2020.

وأضاف رئيس "السكة الحديد"، بأنه من المتوقع وصول أول دفعة من العربات الروسية الجديدة والبالغ عددها 50 عربة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حيث سيتم توريد الصفقة بالكامل خلال 40 شهرا من تاريخ تفعيل التعاقد الموقع مع شركة ترانسماش هولدينج الروسية لتصنيع العربات الجديدة، مشيرا إلى أن صفقة العربات الجديدة تشمل 300 عربة مكيفة بينها 180 عربة درجة ثانية مكيفة، و90 عربة درجة أولى مكيفة، و30 عربة بوفية مكيفة، و500 عربة درجة ثالثة مكيفة، و500 عربة مميزة عادية، لافتا إلى أن الصفقة تكلفتها الفعلية تقدر بـ20 مليار جنيه، بالإضافة لإبرام عقد صيانة للعربات وتوفير قطع الغيار اللازمة لمدة 15 عامًا مقبلة، بجانب إنشاء خط إنتاج مشترك بالاشتراك مع مصنع 200 الحربي، لتصنيع عربات السكة الحديد محليًا، بحيث يكون خط الإنتاج المصري مملوكًا للشركة الروسية وهيئة السكة الحديد ومصنع 200 الحربي، ويتم تصنيع وتجميع النسبة التي سيتم الاتفاق عليها محليًا داخل خط الإنتاج الذي سيتم إنشاؤه.

خبراء النقل: العشش الخشبية تنذر بكارثة جماعية على قضبان السكك الحديدية

ونوه "رسلان" بأن غرامات التزويغ من دفع قيمة تذكرة القطارات مفعلة ولا يمكن إلغاؤها، ولا تهاون مع المتهربين من دفع قيمة تذكرة القطارات، مؤكدا أن الغرامات كما هى حيث جاءت كالتالى: 5 جنيهات لعربات قطارات الضواحى، و10 جنيهات للدرجة الثالثة، و20 جنيها للدرجة الثانية، و30 جنيها للدرجة الأولى، لافتا إلى أن الهيئة تسير بخطوات ثابتة وناجحة من أجل تحقيق الانضباط الكامل بمنظوماتها.

فيما أجمع خبراء النقل على أن العشش السكانية المتواجدة على قضبان السكك الحديدية فى العديد من محافظات الجمهورية تمثل خطورة حقيقية على أرواح المواطنين، وتنذر بحدوث كارثة جماعية على قضبان السكك الحديدية بمختلف المحافظات، كما أنها تتسبب فى إعاقة حركة مسير القطارات على جميع خطوط السكة الحديد على الوجهين القبلى والبحرى، مطالبين جميع القيادات المسؤولة بوضع خطة عاجلة لإزالة كل التعديات المتواجدة على شريط القضبان.

"برغوت": ثاني أقدم سكة حديد بالعالم أصبحت تتصدر حوادث القطارات بسبب تهالك العربات والجرارات

وشدد الدكتور حمدى برغوت، خبير النقل الدولى واللوجيستيات، على ضرورة استغلال أملاك السكك الحديدية بطول الشبكة، وبناء مصانع أو أماكن استثمارية فى عدد من القطاعات الزراعية وغيرها، ما يعود بالفائدة على القطاع، مثل ما حدث فى اليابان، حيث أنشأت مناطق اقتصادية حول السكك الحديدية لتعود بالنفع على القطاع، لافتا إلى أن العشش السكانية المتواجدة على جانبي قضبان السكة الحديد تنذر بحدوث كارثة جماعية للمواطنين فى أى وقت.

وأضاف "برغوت" فى تصريحات لـ"الوطن"، بأن ثاني أقدم "سكة حديد" في العالم أصبحت تتصدر حوادث القطارات عالميا بسبب تهالك عربات القطارات والجرارات، وتواجد الأسواق العشوائية والمزلقانات غير الشرعية والعشش الخشبية على أشرطة القضبان، مؤكدا أنه لا بد من وضع خطة عاجلة كاملة وشاملة لإزالة جميع التعديات المتواجدة على حرم السكة الحديد، لافتا إلى أن على وزارة النقل والممثلة فى هيئة السكة الحديد سرعة إصدار قرارات إزالة لجميع التعديات، للحفاظ على أرواح المواطنين وحركة مسير القطارات.

وتطرق خبير النقل الدولى واللوجيستيات، إلى أن الهيئة تحتاج إلى مجهود جبار لتحديث بنيتها الأساسية، وإزالة جميع التعديات على أراضيها، موضحا أن القطارات المطورة وصلت إلى حالة يرثى لها، وانتهى عمرها الافتراضي، ووصلت إلى حال من التدهور الكامل، سواء الجرارات أو العربات المقطورة، وبالنسبة للعربات المميزة فقد وصلت لحالة بالغة السوء، حيث إن المقاعد متهالكة وزجاج الشبابيك محطم، وهناك عربات لا يوجد بها شبابيك من الأساس، ما يسبب حالة من عدم الأمان للركاب، كما أن معظم أبواب القطارات "مخلوعة"، والبعض الآخر غير قابل للفتح أو القفل، ما يسبب خطورة داهمة على حياة الركاب، كما أن حالة الحمامات في حالة "لا تسر الناظرين".

وأوضح "برغوت" أن مصابيح القطارات لا تعمل وبعضها مكسور نتيجة المشاجرات التي تنشب بين الركاب، حيث يقومون بخلعها ويستخدمونها في ضرب بعضهم بعضا، ولا يردعهم أحد من رجال الأمن، فلا يوجد أحد من رجال من الأمن الإداري في رحلات القطارات المطورة إلا واحد أو اثنين علي مستوي جميع عربات القطار الواحد، وفي بعض الأحيان لا يوجد اصلاً، وبالتالي إذا حدث بعض السلبيات أو المخالفات من الركاب لن نجد من يحاسبهم على ما ارتكبوه من مخالفات وتخريب، بالإضافة إلى انتشار الباعة الجائلين والمتسولين بشكل غير مسبوق.

ومن جهته، أكد الدكتور حسن مهدي، أستاذ النقل والطرق بجامعة عين شمس، أن العشش الخشبية والأسواق العشوائية المتواجدة على قضبان السكك الحديدية، خطر يهدد حياة المواطنين، ويعرضهم للموت تحت عجلات القطارات، موضحا أن إزالة جميع التعديات على حرم السكة الحديد يحتاج تضافر جميع الجهود من قبل الجهات المعنية من وزارة النقل والإسكان والتنمية المحلية والمحافظين، مطالبا بفرض غرامات وعقوبات رادعة على المخالفين لتعليمات الحكومة من بناء عشش خشبية على جانبي قضبان السكة الحديد.

وقال "مهدي" فى تصريحات لـ"الوطن"، إن العديد من حوادث القطارات تقع بسبب تواجد الأسواق العشوائية والعشش السكانية والمزلقانات غير الشرعية، مؤكدا أن هناك عششا خشبية عمرها 25 عاما ولم يتم إزالتها حتى الآن، موضحا أن استمرار العشش يهدد بحدوث كوارث يوميا، ويعرض حياة المواطنين قاطني العشش لخطر الموت فى أى لحظة.

وأضاف "مهدي" أنه وجب على وزارة النقل القيام بشن حملات لإزالة جميع التعديات على حرم السكة الحديد والتى وصلت إلى 7 آلاف حالة، لافتا إلى أنه لا يمكن تطوير منظومة السكة الحديد إلا فى حال إزالة كل التعديات، مطالبا جميع المسؤولين بسرعة تنفيذ خطط عاجلة لحماية المرفق من الانهيار التام.

وفي المقابل، قال المهندس هاني حجاب، خبير نقل ورئيس هيئة السكة الحديد السابق، إن عشش السكة الحديد تمثل مشكلة كبيرة وخطيرة على حركة مسير القطارات، موضحا أن هناك صعوبات بالغة في إزالة جميع العشش السكانية، خاصة أن معظمها يسكنها الأهالي، مؤكدا أنه لا بد من حدوث تنسيق كامل بين جميع الجهات المعنية لإزالة هذه العشش للحفاظ على أرواح المواطنين وحركة مسير القطارات.

وأضاف "حجاب" فى تصريحات لـ"الوطن"، أن القطارات المطورة يتم تجديدها وتصليحها بشكل مستمر، ولا يوجد ما يسمى بـ"قطارات متهالكة"، حيث إن القطار الذي ينتهي عمره الافتراضي وغير قابل للتصليح والتطوير يتم استبداله على الفور، بالإضافة إلى وجود فرق لصيانة القطارت غير المتهالكة، والقابلة لإعادة التأهيل حتى يقوم بتصليحها وتطويرها وإعادتها إلي حالتها الطبيعية.

وأشار حجاب إلى أن هيئة السكة الحديد تجري أعمال تطوير وتجديد لجميع مرافق الهيئة، حيث تطوير أنظمة كهربة الإشارات والمزلقانات، واستبدال أجزاء من خطوط السكك الحديدية، بما يهدف لتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين، وزيادة معدلات السلامة والأمان الفترة المقبلة، وتحقيق قدر أكبر من الانتظام فى حركة القطارات والوصول إلى السرعات الاقتصادية فى التشغيل.

ولفت "حجاب" إلى أن "الوزارة تبذل قصاري جهدها، لتحسين الخدمة المقدمة لجمهور الركاب المسافرين على الوجهين القبلي والبحري، حيث إنها تواصل العمل في هذا الصدد بالتنسيق مع الهيئة القومية للسكة الحديد"، موضحاً أن المرفق لم يشهد أي تحديث في بنيته الأساسية منذ زمن طويل، وأن الفترة المقبلة ستشهد تحسنا كبيرا في جميع مرافق السكة الحديد.