نتنياهو يعزز مواقعه في معسكر اليمين بعد فوزه مجدداً برئاسة الليكود

كتب: (أ.ف.ب)

نتنياهو يعزز مواقعه في معسكر اليمين بعد فوزه مجدداً برئاسة الليكود

نتنياهو يعزز مواقعه في معسكر اليمين بعد فوزه مجدداً برئاسة الليكود

منحت الغالبية الكبيرة التي حصل عليها بنيامين نتنياهو في انتخابات حزب الليكود رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته، الملاحق بتهم فساد، تفويضا جديدا صلبا يخوّله قيادة حزبه في الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة مطلع مارس المقبل. وكان النائب والوزير السابق جدعون ساعر يحظى بفرص ضئيلة للفوز في مواجهة نتنياهو الذي يرأس الليكود منذ 1993، باستثناء ست سنوات شغل خلالها أرييل شارون المنصب.

رئيس حكومة الليكود يتعهد بالفوز في انتخابات مارس المقبل

غير أنّ تسجيل نتائج متقاربة كان من شأنه إضعاف نتنياهو، صاحب أطول مدة في سدّة رئاسة الوزراء. وشغل المنصب نحو 13 عاما، بينها 10 أعوام دون انقطاع، وعززت النتائج النهائية التي نشرت في بيان، أمس الخميس، موقع نتنياهو داخل الحزب وذلك بفوزه بنسبة 72.5% في مقابل 27.5% لمنافسه.

ووصف نتانياهو فوزه" بالكبير" وتعهد الفوز في انتخابات الثاني من مارس المقبل، وقال في مؤتمر صحفي "لقد حان الوقت لتحقيق الوحدة والنصر لليكود واليمين في الانتخابات القادمة"، مضيفا: "معظم الناس يدعمون الحق ويدعموني لقيادة الحكومة، لقد تغلبنا على الاستطلاعات الكاذبة والأخبار الكاذبة التي تحاول الآن تقزيم الفوز".

وبدأ مؤتمره كحملة انتخابية ممتنعا عن ذكر "ساعر"، خصمه في الانتخابات. وتقدم نتنياهو بالشكر من حليف إسرائيل الكبير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دعمه وقال إن "فوز الليكود في الانتخابات المقبلة سوف يحقق المزيد من الإنجازات التاريخية".

ووصل حزب الليكود وائتلاف "أزرق أبيض" الوسطي بقيادة بيني جانتس إلى طريق مسدود لتشكيل ائتلاف حكومي. وقد وجه النائب العام الشهر الماضي لائحة اتهام بالفساد لنتانياهو في ثلاث قضايا ينفيها كلها، كما استخدم جانتس النتائج، اليوم، كخطاب للدعاية الانتخابية، وقال إن "نتنياهو المتهم بثلاث قضايا فساد والذى يقود دولة إسرائيل في طريق الفساد، سيستمر في قيادة الليكود، أنه يسعى إلى تفكيك حكم القانون وتأمين الحصانة الشخصية له، وذلك بدلا من معالجة المخاوف الفعلية للشعب الإسرائيلي"

وأضاف جانتس: "يجب أن تبدأ (دولة إسرائيل) مسارا جديدا. ولتحقيق ذلك، يتعين على أزرق وأبيض تحقيق نتيجة حاسمة تخرجنا من المأزق السياسي ومسار الفساد"،  فيما قال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية عوفر زالزبرج، إن النتيجة للانتخابات الجديدة بدات نتنياهو سيقوم بمحاولة ثالثة، على أمل أن تثبت الانتخابات المقبلة نجاحها".

وأضاف زالزبرج، "هذا يعزز موقفه داخل الجناح اليميني الذي رأى أنه لا يزال قادرا على تحقيق الانتصارات لكنه لا يغير بشكل أساسي الحسابات في الانتخابات المقبلة". وشارك في هذه الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود نحو 57 ألف مقترع، ما يمثّل نحو 50% من مجمل المسجلين، فيما أشارت استطلاعات الرأي المبكرة إلى أن انتخابات مارس 2020 قد تكون مرة أخرى في طريق مسدود.

"ساعر": سنقف خلف نتنياهو من أجل فوز الليكود في الانتخابات العامة

وأقر ساعر بهزيمته، وهنأ رئيس الوزراء. وكتب عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "أنا مرتاح لقراري الترشح. أولئك الذين لا يملكون الرغبة بالمجازفة لن ينجحوا أبدا". وتطرق إلى مسألة الانتخابات المقررة في 2 مارس قائلا "زملائي وأنا سوف نقف خلف نتنياهو من أجل فوز الليكود في الانتخابات العامة".

وجرت هذه الانتخابات الحزبية التمهيدية بعد نحو شهر من اتهام نتنياهو بالفساد، وهو ما يرفضه. وإثر توجيه الاتهام إليه، دعا منافسوه داخل الليكود وأولهم ساعر إلى تنظيم الانتخابات التمهيدية. وقال ستيفان ميلر الخبير في استطلاعات الرأي الذي شارك في حملات إسرائيلية متعددة، إن "منصب نتنياهو كان على المحك، وهو حارب من أجل الحفاظ عليه بنجاح".

وكان الفوز في الانتخابات التمهيدية يمثّل مرحلة بالغة الأهمية بالنسبة إلى رئيس حكومة الاحتلال الذي سيبقى في منصبه رغم الاتهامات الموجهة إليه. ونص القانون على وجوب استقالة أي وزير ملاحق قضائيا، ولكن ذلك لا يطبق على رئيس الوزراء.

ومن المتوقع أن تعقد المحكمة العليا الثلاثاء جلسة استماع حول ما إذا كان بإمكان رئيس الوزراء الذي تم توجيه الاتهام إليه تشكيل حكومة، فيما اعتبرت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، جاييل تالشير، أن من شأن نتيجة الانتخابات التمهيدية أن تزيد من عزيمة نتنياهو في سياق معركته لعدم إدانته، وقالت إن "الرهان الكبير بالنسبة إلى نتنياهو يكمن في ضمان الحصول على حصانة. ولذا، فإنّه يحتاج إلى 61 صوتا" في الكنيست بغية تشكيل حكومة، بينما أشارت استطلاعات الرأي إلى بقاء نوايا تصويت الناخبين على حالها.


مواضيع متعلقة