محاربو السحاب.. أسطورة حضارة "شاشابويا" القديمة بجبال بيرو

محاربو السحاب.. أسطورة حضارة "شاشابويا" القديمة بجبال بيرو
- بيرو
- أمريكا الجنوبية
- حضارة
- آثار
- مومياء
- توابيت
- قلعة
- موتى
- بيرو
- أمريكا الجنوبية
- حضارة
- آثار
- مومياء
- توابيت
- قلعة
- موتى
بيرو من أكثر بلاد العالم التي تحتوي على العجائب والأسرار التي تبحث عمن يكتشفها، سواء كانت عجائب طبيعية متمثلة في جبال الإنديز الشاهقة وغاباتها، أو أسرار متعلقة بحضاراتها القديمة، مثل حضارة شعب الشاشابويا، التي عاشت في جبال الإنديز بين عامي 600 و1470 ميلاديًا.
اشتهرت حضارة الإنكا القديمة، التي عاشت وازدهرت فوق جبال بيرو، كواحدة من أغرب حضارات العالم وأكثرها قسوة، خاصة فيما يتعلق بطقوس التضحية وتقديم القرابين، إلا أن قليلاً من الناس من يعلمون بوجود حضارة أخرى كانت تنافس الإنكا في قوتها، إلى الحد الذي جعلها واحدة من الأماكن والشعوب القليلة بجبال الإنديز التي ظلت عصية على جيش الإنكا، وهي حضارة الـ "شاشابويا"، أو محاربو السحاب كما يسمونهم في بيرو، وفقاً للتقرير المنشور بموقع "Ancient-Origins" الإلكتروني.
وصفت المصادر القديمة محاربي السحاب بأنهم كانوا أكثر بياضاً من باقي شعوب المنطقة، بما فيهم شعب الإنكا، ولم يكن لون الجلد هو الاختلاف الوحيد بين شعب "شاشابويا" وباقي الشعوب، فمحاربو السحاب امتازوا بثقافة وعادات وتقاليد عجيبة، وربما كان أغرب ما فيها وأكثرها إثارة للإعجاب هي توابيت كاراجيا (Sarcophagi of Karajia)
تقع منطقة "كاراجيا" الأثرية على بعد 60 كم تقريباً شمال شرق مدينة "تشاشابوياس"، بمقاطعة لويا في بيرو، حيث تقف مجموعة من التماثيل الحجرية الجنائزية، والتي تحوب داخلها مومياوات "الحكماء القدامى".
التماثيل الستة المنحوتة على حافة جرف صخري من حجر الكلس، تمثل ستة أجساد برؤوس كبيرة وبلا أطراف، يبلغ طول كلاً منها حوالي 2.5 متر، وتضم داخلها الرفات المحنطة لبعض الحكماء والكهنة من شعب الشاشابويا، وكان عدد التماثيل في الأصل ثمانية، إلا أن اثنين منهما دمرتهما الزلازل والظروف الطبيعية، بينما بقي الستة الآخرون محفوظون من قوة الطبيعية وسطو وتخريب سارقي التوابيت.
وضع الشاشابويا تماثيل موتاهم بحيث تواجه الشرق، وهو اتجاه شروق الشمس، فوق حافة جبلية قريبة من نهر، في أماكن معزولة يصعب الوصول إليها، حتى إن أغلب علماء الآثار والمصورين لم يتمكنوا من الوصول إلى هذه التماثيل لفحصها عن قرب، وهذا يرجع إلى حرص الشاشابويا على حماية موتاهم من الكوارث الطبيعية لصوص القبور.
لم يدفن شعب الشاشابويا كل موتاهم داخل التماثيل الطينية فوق حافات الجبال، كما هو الحال في كارجايا، فالبعض الآخر تم دفنه في مقابر مطلية بألوان زاهية، مثل تلك الموجودة في منطقة "رافيش"، حيث دفن الموتى داخل جدران بفتحات مربعة صغيرة، ومرسوم عليها دوائر صغيرة باللون الأحمر والأبيض، تمثل عيون الموتى المدفونين داخل المقابر، لتساعد مومياوات الموتى المحفوظة داخل المقابر على مراقبة الأحياء ورعايتهم.
إضافة إلى التماثيل والمقابر الجبلية، تركت محاربو السحاب أثراً آخر أكثر ضخامة وعلواً، وهو قلعة "كيلاب"، أو (Kuelap Citadel)، التي تقف على قمة جبل يبلغ ارتفاعه ما يقارب الـ 3 آلاف متراً، وتتكون من حائطاً حجرياً يبلغ ارتفاعه في بعض الأماكن حوالي 20 متراً، ويلتف حول عدد من المنازل والمعابد، يقدر عددها بأكثر من 420 مبنى، وقد بنيت في القرن السادس الميلادي، وظلت مسكونة حتى القرن السادس عشر.