أثري عن اكتشاف قرية من العصر الحجري: مصر بها حضارة قبل توحيد القطرين

11:10 م | الأحد 02 سبتمبر 2018

كشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة عن أحد أقدم القرى المعروفة حتى الآن في منطقة الدلتا، وترجع إلى العصر الحجري الحديث، أثناء أعمال التنقيب الأثري بمنطقة تل السمارة بمحافظة الدقهلية.

وقال "فريديريك جيو"، رئيس البعثة، في بيان له، إنهم اكتشفوا العديد من صوامع التخزين المحتوية على كمية وفيرة من العظام الحيوانية والبقايا النباتية، كما توصلت إلى الفخار والأدوات الحجرية وتؤكد وجود مجتمعات مستقرة في أرض الدلتا الرطبة منذ 5 آلاف سنة قبل الميلاد.

الاكتشافات الأثرية التي تعود لما قبل التاريخ تثبت أن الحضارة المصرية لم تكن فقط مرتبطة بتوحيد القطرين أو اكتشاف الكتابة، حسب الدكتور بسام الشماع، عالم المصريات، موضحًا ان العصر الحجري الحديث يعود لأكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد، أي ما يبعد عن زمننا بأكثر من 7 آلاف سنة.

الشماع أوضح لـ"الوطن" أن القرية التي اكتشفتها البعثة المصرية-الفرنسية المشتركة موقع تل السمارة، تحتوي على الكثير من العلامات الدالة على وجود حضارة في مصر تمتد لما قبل فترة توحيد القطرين، أولها وجود صوامع للتخزين، وهي فكرة حضارية تدل على الاستقرار، مما يعني وجود مجتمعات مستقرة في المنطقة.

ثاني العلامات التي تدل على التحضر، أشار لها عالم المصريات، وهي وجود أواني فخارية وأدوات حجرية، مما يعني وجود ابتكار وهو أحد أهم سمات وصفات الحضارة، المشيرة لوجود فكر إنساني متطور ومتحضر غير مرتبط بالكتابة وأعمق كثيرا من تاريخ توحيد القطرين الكلاسيكي، الذي يعود لفترة أقصاها 4500 قبل الميلاد.

وجود صوامع وفن التخزين للطعام وأواني فخارية وأدوات حجرية، تعني المرور بعدة مراحل قبل الوصول لطريقة صحيحة للتخزين والأكل، حسب الشماع، مؤكدًا أن تلك العلامات الحضارية والإنسانية لابد أن توجه اهتمامات علماء التاريخ لدراسة فترة ما قبل التاريخ بعناية واهتمام.

اكتشاف بقايا عظام حيوانات داخل صوامع التخزين يدل بشكل قاطع على ممارسة مجتمعات هذا العصر للصيد، الذي يعد علامة فارقة في تاريخ البشرية، وفقًا لعالم المصريات، وهو دليل على اختراع الأسلحة، مشيرا إلى وجود مناطق أثرية في مصر تثبت أن أول طعام قابل للأكل في تاريخ المصريين كان "حب العزيز" قبل 18 ألف سنة، وكلها علامات واكتشافات تنفي فكرة بداية الحضارة المصرية مع توحيد القطرين.