محمود علم الدين: التحول الرقمي يعالج خسائر الصحافة.. والتدريب عليه ضروري

كتب: حوار- أحمد البهنساوي

محمود علم الدين: التحول الرقمي يعالج خسائر الصحافة.. والتدريب عليه ضروري

محمود علم الدين: التحول الرقمي يعالج خسائر الصحافة.. والتدريب عليه ضروري

عضو الهيئة الوطنية للصحافة: الرقمنة الصحف مكلفة جدا.. وتوفير خدمات التسوق الإلكتروني يدر دخلا كبيرا

قال الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام وعضو الهيئة الوطنية للصحافة، إن المؤسسات الصحفية المصرية، في حاجة ضرورية للتحول الرقمي عبر توظيف كل منجزات الثورة الرقمية، وذلك لتعويض خسائر الإصدارات التقليدية الورقية لتلك المؤسسات، لافتا إلى أن مشروع التحول الرقمي، يشمل التحرير والإدارة، وتسهيل كل جوانب إنتاج الصحيفة ونشرها.

ولفت "علم الدين" في حوار لـ"الوطن"، إلى أن المشروع يحتاج تكلفة ضخمة لتنفيذه، وأنه من الممكن جنى ثماره خلال عامين، لاسيما وأنه يقوم على تحليل اتجاهات القراء وتفصيل المحتوى، بحيث يكون متناسب مع سمات القراء وتوزيعهم، سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو جغرافية أو ما يتعلق بعمليات النشر في تصميم البوابات الالكترونية:

ماذا يعني التحول الرقمي في المؤسسات الصحفية القومية؟

التحول الرقمي، يعني توظيف كل منجزات الثورة الرقمية في دعم وتطوير وتسهيل جوانب انتاج الصحيفة ونشرها وإدارتها، في مراحل جمع المعلومات الصحفية ومعالجتها، وتصميم المحتوى وتجهيزه للنشر، سواء كان مطبوعا أو رقميا أيضا في جوانب وعوامل العملية الإدارية، بمعنى الجوانب الخاصة بتوزيع الصحيفة واقتصاديات الصحافة، وشئون العاملين.

كيف نستفيد من الثورة الرقمية في تجويد المحتوى الصحفي؟

من خلال كل النظم التي تتضمن التقنيات والبرمجيات، التي يمكن إدخالها لتشجيع الانتاج وتحسين جودته، مثلما ندخل تقنيات الذكاء الصناعي في عمليات جمع المادة والترجمة والتحقق من صدق الأخبار أو زيفها، ما يقلل من بعض المهام الروتينية، التي تلقى على عاتق الصحفي، وفي عملية تحليل اتجاهات القراء، وتفصيل المحتوى بحيث يكون متناسب مع سمات القراء وتوزيعهم سواء كانت نفسية أو اجتماعية، أو جغرافية.

أو ما يتعلق بعمليات النشر في تصميم البوابات الالكترونية، حتى التحرير الآن هناك تقنيات جديدة، مثل أنظمة الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والكروس ميديا والترانس ميديا، مثل ما يتعلق باللايف ستريمينج "البث المباشر"، وصحافة توظيف الطائرات المسيرة، أيضا صحافة الفيديو والمحمول والبيانات.

وماذا عن رقمنة الإصدارات؟

رقمة الإصدارات تعني أن كل الأعداد السابقة من الصحيفة، استطيع أن احفظها "بي دي إف" ثم تتاح للاسترجاع، وأرشيفات الصحف تطورت، وأصبحت تجرى بشكل رقمي، وأنظمة الاتصال الداخلي، كما يمكن أن يوفر مصادر إضافية للدخل حيث ييتيح فكرة تخصيص، نوعيات من المحتوى عن طريق الدفع والاشتراك، فمن الممكن عمل خدمات إضافية للنسخ المجانية، وتضاف إليها أيضًا خدمات معلوماتية، يستفاد بها.

أهناك أوجه أخرى يمكن الاستفادة منها لتحقيق مكاسب مادية؟

عندما تملك موقعا للصحيفة، تستطيع أن تقدم فيها العديد من الخدمات الإعلامية والمعلوماتية التقليدية والمبتكرة، حيث تصل بعض المواقع الالكترونية، لمؤسسات صحفية دولية، توفر أفلام وكتب وخدمات التسويق الالكتروني، وبالتالي هناك إمكانات ضخمة، وتقنيات بازغة، علينا أن ننتبه إليها، مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات.

إلى أي مدى تحتاج المؤسسات الصحفية المصرية للتحول الرقمي؟

المؤسسات الصحفية المصرية معظمها يحتاج التحول رقميا، سواء قومية أو خاصة، لأن السنوات السابقة، واجهت خسائر كبيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية للمؤسسات، نتيجة للسياق الاقتصادي والسياسي والاجتماعى العام، ونتيجة لما تواجهه صناعة الإعلام خاصة التقليدي، من تحديات خاصة، فيما يتعلق بالتواصل الاجتماعي، وبالتالي يجب الإسراع للتحول الرقمي، لأنه طريق تقديم خدمة صحفية متميزة، يمكن أن تعيد القارئ مرة أخرى.

ما الذي قدمته الهيئة الوطنية للصحافة في هذا الإطار؟

بدأنا بمؤسسة الأهرام خلال الأسابيع الماضية، وصالة التحرير الجديدة في أخبار اليوم، وهناك مؤسسات خاصة بها جاهزية للتحديث، وتجعلها أسهل للتحديث من مؤسسات أخرى، مثل "الوطن، المصري اليوم، واليوم السابع"، بحيث تضارع المؤسسات العالمية.

متى يمكن جني ثمار هذه الرقمنة؟

نحن في ظل ثورة جديدة، تسمى الثورة الصناعية الرابعة، قائمة على توظيف التقنيات الالكترونية المختلفة، أعتقد أننا نحتاج شهور من التجهيز، وقد نحتاج شهور أخرى لكي نطبق هذا التحديث، خلال عام أو اثنين، نستطيع أن نلمس أثار ذلك، فعملية التحول الرقمي، تحتاج لتكلفة ضخمة، لا تستطيع المؤسسات الصحفية دون دعم مؤسسات الدولة، وهنا لابد من الإشادة بدور وزارة الاتصالات، في دعم التحول الرقمي بالأهرام والأخبار، ونأمل أن يستمر ذلك في باقي المؤسسات الصحفية.

لكن قد يتسبب ذلك في تسريح عدد من الصحفيين؟

هناك تخوف من أن هذه الثورة الرقمية الجديدة، التي تعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات، أن تخفض العمالة وتلغي وظائف، لكنها في الوقت نفسه، تخلق وظائف جديدة، لابد أن ننتبه أن من مخاطر الثورة الرقمية، قد تؤدي لتخفيض العمالة غير الماهرة.

ما الحل من وجهة نظرك؟

هناك حل استراتيجي وحل مرحلي، الاستراتيجي أن تحوي برامج كليات وأقسام الصحافة والإعلام، وعي بطبيعة المرحلة التي يمر بها العالم، والإعلام وتقنياته الرقمية، وبالتالي عليهم أن يكسبوا الطلاب المعارف والقيم المرتبطة بالثورة الرابعة والتقنيات الرقمية في قلبها، فلابد أن يظهر ذلك في محتوى البرامج التدريسية والتدريبية، بشكل مهم وعاجل، لن نرى أثاره إلا بعد سنوات.

أما الحل المرحلي الآن، أن يكون هناك استراتيجية للتدريب الإعلامي على 3 مستويات، الأول تأهيلي، أن أؤهل بعض الأفراد، ليقوموا بوظائف جديدة في المؤسسات التي ستتحول رقميا، لم تكن موجودة قبل ذلك، بمعنى أنتقي عناصر واعدة لديها مهارات، وقدرات لشغل وظائف جديدة.

أما المستوى الثاني تحويلي بمعنى أن هناك أفراد لابد أن نغير طبيعة مهاراتهم، واكسابهم مهارات جديدة، مثل عملية تصميم الصفحات يدويا، التي أصبحت تجري عبر شاشات الحاسب الآلي، فهنا حدث تدريب تحويلي، وهنا عناصر كثيرة، يمكن تحويلها.

والمستوى الثالث تنشيطي، بمعنى أن هناك مهن لا تتغير مع الثورة الرقمية، ولكن تحتاج تنشيط المعارف والقدرات، وأعتقد أن الهيئة الوطنية للصحافة، لديها استراتيجية تدريبية.

أطلقت مصر مؤخرًا القمر الصناعي "طيبة".. كيف يمكن الاستفادة منه في مشروع رقمنة الصحف؟

طيبة قمر اتصالات، من أهم المزايا الانترنت فائق السرعة، فهو أمر مهم في عمليات التصفح للمواقع والصحف، سواء كانت احترافية أو تواصل اجتماعي أيضا، كل عمليات التواصل عبر الانترنت وآثاره، ستظهر في الأسابيع المقبلة، وهو من ضمن الانجازات التي اكتملت، ودخلنا بالفعل عصر أقمار الاتصالات.


مواضيع متعلقة