محمد عبدالعزيز: السادات تدخل لإجازة "المحفظة معايا" بعد شهر في الرقابة

محمد عبدالعزيز: السادات تدخل لإجازة "المحفظة معايا" بعد شهر في الرقابة
- المخرج محمد عبدالعزيز
- قوة مصر الناعمة
- الفن
- محاربة التطرف الفكري
- الجماعات الإرهابية
- المسرح
- الدراما
- المخرج محمد عبدالعزيز
- قوة مصر الناعمة
- الفن
- محاربة التطرف الفكري
- الجماعات الإرهابية
- المسرح
- الدراما
لا تمل المشاهدة، قد تراها مئات المرات ولكن فى كل مرة قادرة على انتزاع ضحكاتك كأنها المرة الأولى، رحلة «بكيزة وزغلول» وتورطهما فى جرائم قتل غريبة، «كمال» الذى يتمسك بقصة حبه مع «نورا» ابنة الجزار «حلاوة العنتابلى» فى «على باب الوزير»، و«درة» التى تترك عالم «شارع محمد على» بحثاً عن النجومية، مئات المشاهد التى صنعها ببراعة شديدة ما زالت حية فى وجدان الجماهير، حملت توقيع المخرج الكبير محمد عبدالعزيز.
المخرج القدير لـ"الوطن": الإخراج حلم مبكر منذ الخامسة.. وراسلت الدولة من أجل إنشاء معهد السينما.. ونحن جيل كانت لدينا رقابة ذاتية
فى حواره لـ«الوطن»، يكشف عبدالعزيز حلمه الأول الذى تبعه حتى النهاية، وتتلمذه على يد أبرز الأسماء فى عالم الإخراج، ودوره فى إخراج دفعات جديدة من معهد السينما، بالإضافة إلى كواليس أعماله السينمائية التى امتدت إلى 67 فيلماً، وقرار ابتعاده عن الساحة الفنية فى الفترة الأخيرة.
ما اللحظة الفارقة التى قررت فيها أن تكون مخرجاً؟
- المرة الأولى كنت فى الخامسة من العمر حضرت تصوير فيلم للمخرج صلاح أبوسيف، تفاجأت بعالم ملىء بالحركة والممثلين، وقائد يدير هذا العالم، وفى تلك اللحظة ولدت رغبتى فى أن أكون مخرجاً، وبدأت قراءة روايات، ومشاهدة أفلام ومتابعة أخبار السينما، حتى دخلت معهد السينما لتحقيق حلمى المبكر، فى فترة الشباب رغبت فى أن أكون طياراً مدنياً أجوب العالم، أزور كل البلدان، لأنى كنت أعشق السفر، ولكن فى تلك الفترة أيضاً كنت أرسل خطابات للدولة لضرورة إنشاء معهد السينما، وكان ذلك فى عام 1957، أثناء فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، وبالفعل فتح المعهد أبوابه وتقدمت للدراسة، وأكملت حياتى فيه منذ عام 1960 حتى الآن.
عملت مساعداً فى بدايتك مع عمالقة فى الإخراج منهم حسين كمال وصلاح أبوسيف، كيف ساهمت تلك التجارب فى تكوينك كمخرج؟
- لا شك أن تلك التجارب كان لها دور هام فى تكوينى، فى فترة الإجازة الصيفية ما بين عامى الأول والثانى فى المعهد، تدربت فى فيلم «لا تطفئ الشمس» للمخرج صلاح أبوسيف، وعرض علىّ العمل فى شركة «فيلمنتاج» التى كان يرأس إدارتها، ولكنى رفضت بسبب رغبتى فى العمل كمعيد فى المعهد، وبعد تخرجى مباشرة عملت فى مسرح التليفزيون كمدير خشبة مسرح فى 3 مسرحيات، ومن خلال تلك التجربة تعرفت على المخرج حسين كمال، وكان يستعد لإخراج أول أعماله الطويلة «المستحيل»، كما عملت مع مخرج المنوعات محمد سالم، الذى كان يخرج أعمالاً لمهرجان التليفزيون، وكان حدثاً سنوياً ضخماً، ثم تجارب «القاهرة 30»، «نحن لا نزرع الشوك»، «أبى فوق الشجرة»، و«ثرثرة فوق النيل».
الدراسة الأكاديمية ليست كافية لتكوين مخرج ولابد من الاحتكاك العملى.. واكتسبت خبرات عميقة من صلاح أبوسيف وحسين كمال
بعد تلك التجارب كنت مشحوناً بطاقة إبداعية وشغف كبير تجاه السينما، هل الفضل كان للمعهد أم للخبرة العملية؟
- فى تلك الفترة كنت معيداً فى معهد السينما، ولكن الدراسة الأكاديمية بمفردها ليست كافية، لا بد من وجود تجارب عملية واحتكاك حقيقى، وهو ما وفره لى العمل كمساعد مخرج فى أعمال هامة جداً، فكنت أحرص على الوجود مع المخرج خطوة بخطوة من المراحل الأولى، بداية من اختيار النص وترشيح فريق العمل، مروراً بالتنفيذ والمونتاج، وصولاً للعرض، واكتسبت خبرات عميقة ومتنوعة فى أعمال عديدة، حتى سلكت طريق الإخراج فى فيلم «امرأة من القاهرة».
تعلمت السينما على يد أساتذة كبار وكنت من الدفعات الأولى فى معهد السينما، هل كان ذلك كافياً لتمهيد الطريق أمام أولى تجاربك الإخراجية؟
- إنشاء معهد السينما والدراسة فيه سهّل الأمر، وحجم الإنتاج السينمائى فى ذلك الوقت كان يتراوح بين 70 و80 فيلماً فى العام، لكن الصعوبة كانت فى النظر إلى خريجى المعهد على أنهم أكاديميون لا يعلمون شيئاً عن أسرار صناعة السينما، والدفعات الأولى للمعهد بذلت مجهوداً كبيراً حتى تثبت وجودها وتدخل السوق الذى كان محتكراً من مجموعات لديهم موقف من خريجى المعهد، حتى تسهلت الأمور للدفعات الجديدة، وخلقت ثقة بين المنتجين والمخرجين خريجى المعهد فى أنهم قادرون على صناعة أفلام جيدة، وليست فقط نوعية مخصصة للمهرجانات ذات مستوى فنى منعزل عن الجماهير، نحن نجحنا فى تحقيق تلك المعادلة.
الكوميديا قادرة على التطرق للقضايا الأكثر عمقاً بسلاسة.. وسعيد صالح موهبة لا حدود لها لكنه أساء إدارتها.. وعادل إمام امتلك كل مقومات النجاح
بالرغم من تصنيفك كمخرج كوميدى فإن أول أعمالك «امرأة من القاهرة» لم يكن كذلك، بل تم تصنيفه فى ذلك الوقت على أنه عمل سياسى.
- لم أكن حددت طريقى آنذاك، أنا قادم من منطقة تقدم فيها أفلام صلاح أبوسيف، حسن كمال وحلمى حليم، بالرغم أن فى فترة دراستى فى المعهد أحد الأساتذة نصحنى بالاتجاه إلى الفيلم الكوميدى، وهو ما أثار تعجبى فى ذلك الوقت، وتساءلت لماذا رأونى فى تلك المنطقة، وعندما قدمت أول فيلم طويل بدأت مع الأديب أحمد بهجت، الذى كتب قصة بعنوان «امرأة من القاهرة» على غرار «امرأة من روما» للكاتب ألبرتو مورافيا، وكانت بها ملامح المجتمع المصرى بعد النكسة، عن قصة فتاة مع الحب الأول والزواج والصداقة والقيم المجتمعية، وعرض الفيلم ولكنه لم يحقق نجاحاً جماهيرياً، حيث كان آخر الأفلام أبيض وأسود فى تاريخ الإنتاج السينمائى المصرى، وكانت كل الأفلام فى دور العرض ملونة.
نصحنى أستاذ فى المعهد بالاتجاه نحو الكوميديا.. واستوعبت النصيحة بعد فيلم "امرأة من القاهرة"
هل عدم تحقيق تجربتك الأولى النجاح المتوقع سبب فى اتجاهك إلى الكوميديا؟
- استغرقت عامين حتى بدأت أستوعب صدى نصائح أساتذتى فى المعهد، وترجمتها إلى نص بسيط، وقدمت فيلم «فى الصيف لازم نحب» عام 1973، وشارك فى بطولته مجموعة كبيرة من النجوم ما يقرب من 22 ممثلاً، وكان يغلب عليه الطابع الكوميدى الممزوج بالبهجة فى عناصر الغناء والاستعراض، وحقق الفيلم نجاحاً ضخماً عند طرحه فى دور العرض السينمائى، وتم رفعه من دار العرض لأنه لا يمكن عرض الفيلم أكثر من 17 أسبوعاً فى السينمات، بسبب قلة عددها فى ذلك الوقت، وبعد ذلك اتجه لى المنتجون بنصوص كوميدية، ومنذ ذلك الوقت سلكت اتجاه الكوميديا التى قضيت فيها معظم سنوات عمرى.
ولكنك لم تلتزم بالكوميديا فقط، كان لديك تجارب مختلفة ومتنوعة من فترة لأخرى؟
- نعم، فى بعض الأوقات كان لدىّ حنين إلى الرومانسية أو التراجيديا، وتقديم تجارب بعيدة عن الكوميديا، فقدمت مع عادل إمام «قاتل مقتلش حد»، ثم «انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط»، أو تجارب مثل «بريق عينيك» و«منزل العائلة المسمومة»، أو «الحكم آخر الجلسة»، فكنت أقدم تجارب متنوعة ثم أعود للخط الرئيسى فى الكوميديا، حتى فى المسرحيات، مثل «شارع محمد على»، و«بهلول فى إسطنبول» و«عفرتو» مع الجيل الجديد من الكوميديانات.
من العلامات الهامة فى السينما الثنائى الذى جمعك بالفنان عادل إمام، حيث أخرجت له الأفلام التى صنعت قاعدته الجماهيرية، كيف تصف العمل بينكما؟
- كنت شريك عادل فى رحلة صعوده، تعرفت عليه للمرة الأولى فى فيلم بعنوان «منزل العائلة السعيدة» بطولة الفنان فؤاد المهندس، عندما كنت أعمل مساعداً مع المخرج محمد سالم، وكانت أول تجربة سينمائية بالنسبة لـ«إمام»، وتوطدت العلاقة بيننا وأصبحت صداقة حتى تعاونا فى فيلم «جنس ناعم» من إنتاج ماجدة الصباحى، وبدأت الرحلة التى غزلناها معاً وقدمنا على مدارها 18 فيلماً.
هل كنت تتوقع من التجارب الأولى التى جمعتكما أن «الزعيم» سيصبح ظاهرة كوميدية على مدار نصف قرن؟
- بالطبع، كان يحمل كل أسباب النجاح الحقيقى، فهو إنسان مثقف وطموح لدرجة كبيرة، بالإضافة إلى ذكائه فى إدارة موهبته، فهو عاشق للفن سواء للسينما أو المسرح، فخلال فترة تعاوننا تخللها تقديم أعمال مسرحية ناجحة، كان دؤوباً ولديه رؤية مميزة كلها مقدمات لشخص يطمح إلى نجاح غير عادى.
من الأعمال المختلفة التى قدمتها مع عادل إمام فيلم «خلى بالك من عقلك»، حيث تطرق إلى المرض النفسى بشكل حقيقى بخلاف الصورة الكاريكاتيرية التى كانت تقدمها السينما فى ذلك الوقت، كيف كانت كواليس التجربة؟
- الفيلم قصة حقيقية حدثت لصديق هو الآن أستاذ فى الجامعة، حيث كان يدرس علم نفس، وأثناء العمل على مشروع تخرجه فى مستشفى الأمراض النفسية تعرف على فتاة نزيلة وحدث بينهما تلاقٍ، وبدأت حالتها النفسية فى التحسن بشكل كبير، وبعد انتقاله إلى قسم الرجال حتى يكمل بحثه، حدث للفتاة انتكاسة بعد أن انقطع عن رؤيتها، وبالفعل تزوجها، والجيران عندما علموا بالأمر قاموا بمضايقتها، كما حدث فى الفيلم، وصاغه السيناريست أحمد عبدالوهاب، ورشحت شيريهان لتقديم الدور، استعنت بأساتذة فى العلاج النفسى كانوا موجودين أثناء التصوير لتحليل حالتها، وهى قدمت الدور بشكل جيد، وأعتقد أنه من أهم أدوارها فى السينما.
السينما فى غرفة الإنعاش.. ونحتاج إلى إعادة تصحيح للأوضاع.. ولا أعلم لماذا اختصرت شيريهان رحلتها الفنية مبكراً
بالرغم من مشوارها القصير.. هل ترى لو استمرت شريهان فى السينما كانت ستحقق بصمة سينمائية خاصة؟
- بالطبع، أنا أعرف شريهان وهى طفلة فى الـ18 من عمرها، وكان لديها طموح جبار تجاه الفن والتمثيل والاستعراض، وكانت تملك طاقة ليس لها حدود، وصاحبة رؤية وإحساس عال بالخطوة والموسيقى والإيقاع، كانت ممثلة جيدة لا أعلم لماذا اختصرت الرحلة مبكراً، ولكن لها تجارب هامة منها «عرق البلح» و«الطوق والإسورة».
"على باب الوزير" كان مسلسلاً إذاعياً فى البداية واتفقت مع "الزعيم" على تقديمه سينمائياً
«على باب الوزير» كان مسلسلاً إذاعياً ولكنك رغبت فى تقديمه سينمائياً، لماذا؟
- كان مسلسلاً إذاعياً فى رمضان وكان حدثاً هاماً فى ذلك الوقت، الإذاعة كان لها تأثير كبير فى ذلك الوقت، قبل تقديمه قال لى عادل إمام إنه سيقدم مسلسلاً إذاعياً اسمه «على باب الوزير» كتبه سمير عبدالعظيم، وحكى لى موضوعه وطلبت منه تقديمه سينمائياً، ووقتها ذهبت للمنتج عباس حلمى وعرضت عليه الأمر، وكان معنا عادل إمام، وسعيد صالح ويسرا، وغيرنا محمود المليجى ويحيى شاهين بتوفيق الدقن وصلاح نظمى، وفى فترة عرضه كانت تجرى عملية تحويله سينمائياً، وحقق نجاحاً لافتاً عند عرضه فى السينمات، وبعد عدة سنوات تم تحويله إلى مسلسل تليفزيونى.
تعاونت مع عادل إمام وسعيد صالح، من وجهة نظرك لماذا لم يحقق نفس النجاح الجماهيرى الذى حققه «الزعيم»؟
- عندما يشاهدهما أحد فى مسرحية «مدرسة المشاغبين» يجد أن نجاحهما متقارب، «سعيد» كان طاقة كوميدية ليس لها حصر، قيمة كبيرة فى تاريخ المسرح المصرى، جواد منطلق دون لجام، وهو واحد من الفروق بينه وبين «عادل» الذى أدار موهبته بذكاء أكثر، ووضع نفسه فى وسط ثقافى وأسرى مختلف عن الوسط الذى وضع فيه «سعيد» نفسه، حيث كان أكثر عفوية وتلقائية، عكس شخصية «عادل» الذى نظر للأمر بشكل مختلف وعمل على تثقيف نفسه بشكل مغاير، وهو ما أدى إلى فجوة بينهما، دون شك أساء سعيد إدارة نفسه وموهبته، بالرغم من أنه طاقة فنية كبيرة.
على مدار مشوارك الفنى هل واجهت أزمات مع الرقابة؟
- نحن جيل لدينا رقابة ذاتية، كنا نراعى المجتمع ونخاف على قيمه فى أعمالنا أكثر من خوف الرقابة نفسها، ولكن كان هناك بعض الاختلافات، منها فيلم مع عادل إمام كان بسيطاً ولكنه عميق الأثر، اسمه «المحفظة معايا»، كان يدور حول اللص الكبير واللص الصغير فى المجتمع، وعلى من فيهما يطبق القانون، وكيف يتم استغلاله لحماية أغراض ومصالح خاصة، وتم اختياره أهم أفلام عام 1976، ولكن الفيلم ظل فى الرقابة لمدة شهر، وقالوا إن الفيلم ملىء بعبارات جريئة، وفى ذلك الوقت كان الرئيس أنور السادات يحب السينما ولديه قاعة عرض صغيرة فى منزله يرسلون له الأفلام الجديدة لمشاهدتها قبل أن تجيزها الرقابة، وكان الفيلم فى البداية يحمل اسم «المحفظة لا تزال فى جيبى» قبل أن يتم تغييره بعد اعتراض الرقابة، التى وجدت أن الاسم سخرية من الفيلم التاريخى، وتم إرسال الفيلم للرئيس وشاهده وبالفعل أجاز الفيلم للعرض دون حذف.
هل ترى أن الكوميديا لديها قدرة على التطرق إلى أعمق القضايا والأكثر تعقيداً بمنتهى السلاسة؟
- أكثر من التراجيديا عشرات المرات، الكوميديا أكثر جدية وتستطيع مناقشة أخطر الموضوعات الاجتماعية والسياسية، خاصة أنها لون محبب للجماهير ولها تأثير أعمق، فهى فى تكوينها ملتصقة بالمجتمع وسلوكه ومقاومة انحرافاته، وبالتالى تستطيع حمل مضامين شديدة الخطورة، وعلى الجانب الآخر هناك عدد كبير من السينمائيين يخافون منها لأنها صعبة جداً فى صناعتها والسيطرة عليها، بخلاف التراجيديا التى تعتبر أسهل فى تقديمها من فنون الإضحاك والكوميديا، لأنها تعتمد بشكل رئيسى على الفلسفة.
بالنظر للأعمال الكوميدية المقدمة فى الوقت الحالى، هل ترى أنها ينطبق عليها المنظور السابق؟
- من الخطأ أن نطلق على ما يقدم فى الفترة الأخيرة كوميديا، باستثناء أعمال قليلة تعد على الأصابع، ما يقدم الآن «تهريج» استهلاكى، القائمون عليها لا يعرفون شيئاً عن الكوميديا بل يقدمون شكلاً منحرفاً منها يسمى «الفارص»، قائم على الحشو وبعيد عن الكوميديا فى جوهرها الحقيقى، يعتمدون على نص مهلهل ملىء بنكات رخيصة، ألفاظ بذيئة ورقص هزيل، وقدرات ضعيفة لممثلين يطلق عليهم مجازاً كوميديانات، وهذا النوع للأسف بعيد تماماً عن الكوميديا بكل معانيها.
هل ترى أن أزمة الكوميديا سببها الكتاب أم المخرجون؟
- هى فى الأساس أزمة كتابة، حيث إن كتاب الكوميديا قليلون جداً، وأشجع طلابى فى معهد السينما على الذهاب ناحية الكوميديا، ولكنهم يشعرون بالخوف منها، لأنها نوع صعب يحتاج إلى مجهود حقيقى، ونحن الآن فى أشد الحاجة إليها.
فى «حلق حوش» بدأت التعامل مع جيل جديد من الكوميديانات فى السينما، ولكنك لم تكرر التجربة، لماذا؟
- كنت سعيداً بالفيلم للغاية، العمل مع محمد هنيدى فى بداياته ومع علاء ولى الدين، بالإضافة إلى ليلى علوى، ليس العمل الوحيد الذى جمعنى بالشباب، حيث قدمت مسرحية «عفرتو» التى كانت قائمة على الكوميديانات الجدد وحققت نجاحاً كبيراً جداً، محمد هنيدى مع أحمد السقا ومنى زكى وهانى رمزى، مع الفنان الكبير حسن حسنى، ولكن الفيلم كان آخر أعمالى السينمائية، اتجهت بعده إلى الدراما التليفزيونية وقدمت عدداً من الأعمال بدأتها بنص مهم للكاتب الراحل جمال غيطانى بعنوان «حارة الطبلاوى».
يرى البعض أن تدخل النجوم فى إدارة العمل الفنى وتراجع دور المخرج أدى إلى تلك الحالة؟
- نحن الآن فى صورة ممسوخة مشوهة، هى ترجمة لما قاله وحيد حامد فى فيلم «عمارة يعقوبيان»: «احنا فى زمن المسخ»، كان هناك استفتاء على أحد مواقع التواصل الاجتماعى عن من يختار أبطال العمل الفنى، النجم أم المنتج أم المخرج، كنت أرغب فى أن أكتب لهم أن هذا دور المخرج فهو صاحب الاختيارات، يليه فى المركز الثانى المنتج، ولكن الآن المعادلة مقلوبة ولكن ليس للأفضل، فنحن نرى وضعنا الحقيقى وهو ما يعكسه وجودنا فى السوق العربى، وشكل الفيلم المصرى وحجم إنتاجه كلها تراجعات شديدة.