علي عبدالخالق: قدمت 7 أعمال عن الصراع العربي الإسرائيلي.. واعتبروني"أكثر المخرجين كراهية لهم"

كتب: ضحى محمد

علي عبدالخالق: قدمت 7 أعمال عن الصراع العربي الإسرائيلي.. واعتبروني"أكثر المخرجين كراهية لهم"

علي عبدالخالق: قدمت 7 أعمال عن الصراع العربي الإسرائيلي.. واعتبروني"أكثر المخرجين كراهية لهم"

تختنق الأنفاس استعداداً لمواجهة العدو، يبحث الجنود عن كلمات النصر رغم نفاد الذخيرة والطعام تدريجياً، وفى النهاية يستشهد الجميع دفاعاً عن الأرض والوطن، تلك الصورة التى رسمها من خلال أول أفلامه «أغنية على الممر»، لينتقل بنا إلى سينما الثمانينات وعالم المخدرات وتأثيرها على الأجيال الجديدة، وخلافات أشقاء «العار» بسبب «الكيف»، ثم يقتحم الشارع متسلحاً بـ«ملك الهاند كاميرا» المصور الكبير سعيد شيمى ليقدم الثنائى «4 فى مهمة رسمية» كأحد أهم الأفلام الكوميدية فى الثمانينات. كل تلك المشاهد تراها فى سينما على عبدالخالق، رجل البحث عن التفاصيل، الذى فرض أسلوبه كمخرج تعامل مع كبار النجوم. «على» تحدث فى حواره مع «الوطن» عن مشواره الذى امتد لما يقرب من 37 عاماً، وأوضح أنه اعتزل الفن منذ 10 سنوات بسبب ما سماه «تحكم النجم فى المنظومة»، وكشف عن شروطه للعودة مرة أخرى إلى الكاميرا، فضلاً عن كواليس العمل مع نور الشريف وأحمد زكى.

المخرج القدير لـ"الوطن": قررت تقديم "أغنية على الممر" لإبراز بطولات جنودنا بعد "نكسة 67"

بعد عرض فيلم «الممر» مؤخراً ضمن احتفاليات أكتوبر، ربط الجمهور بين أحداثه وفيلمك الأول «أغنية على الممر» رغم مرور 40 عاماً على عرضه، ما السبب من وجهة نظرك؟

- «أغنية على الممر» يتحدث عن حرب 67 بشكل إنسانى، وعندما بدأت العمل عليه لم يكن فى مُخيلتى أن يسافر إلى عدد كبير من المهرجانات ويحصل على عدّة جوائز، وأعتقد أن سبب عدم نسيان الجمهور للعمل حتى الآن، يتمثل فى أن الفيلم به قدر كبير من الإنسانية، فكل جندى ظهر كان لديه سبب خاص ليتمسك بموقعه، والسبب الثانى يخص الشكل الذى قُدم خلاله الفيلم، فالمشاهد كانت مبنية على التفاصيل، وهذا الشكل موجود فى السينما الأوروبية والأمريكية، لذلك ما زال فى ذاكرة المصريين، وربط الجمهور بينه وبين فيلم «الممر».

 

ما سبب تقديم كواليس حرب 67 فى عمل سينمائى؟

- ما جعلنى أفكر فى الفيلم وقتها، توثيق تلك الفترة بكل ما تحمله من صعوبات، حيث إن الإعلام الغربى صّور الجيش المصرى فى وضع المُنكسر وخائف من الجيش الإسرائيلى، وكانت المجلات والصحف الأجنبية مُعادية لمصر، وما استفزنى صورة على غلاف مجلة «تايم»، تضمنت حذاء لجندى مصرى فى الصحراء وفى الخلفية صورة جندى بملابسه العسكرية الممزقة فى وضع الجرى، وعلقوا عليها «الجيش المصرى فزع من نظيره الإسرائيلى»، وهذا يتنافى مع الصورة الحقيقية لحرب 67، التى كانت مليئة ببطولات كبيرة، ولكن حجم الهزيمة كان أكبر لذا لم تظهر البطولات، وقررت وقتها إبراز صورة الجنود الذين لم يتخلوا عن مواقعهم رغم قلة التموين والحصار، وإحساسهم بكرامتهم كمصريين كان يجبرهم أن يظلوا فى مواقعهم.

وزير الحربية أشاد بـ"أغنية على الممر" ووصفه بـ"منضبط عسكرياً".. وصرف لنا 4 آلاف جنيه نظير المعدات العسكرية

هل واجهت مشكلة مع جهة الرقابة قبل عرض الفيلم؟

- لم تواجهنا أى مشكلات مع الرقابة، بالعكس فقد أقمنا عرضاً خاصاً لوزير الحربية وقتها الفريق محمد صادق ورئيس مجلس الشعب سيد مرعى، وقال لى الأخير إن «الفريق صادق» مرتبط بموعد بعد ساعة وسيرحل، ولكنه فى الحقيقة انتهى من مشاهدة الفيلم كاملاً، وكان تعليقه الأول «الفيلم منضبط عسكرياً»، وسألنا وقتها عن مطالبنا، التى تمثلت فى 3 مطالب، أولها أن ميزانية الفيلم وقتها كانت 19 ألف جنيه، والمعدات العسكرية التى ظهرت فى الفيلم كلفتنا 4 آلاف جنيه ذهبت للشئون المعنوية، إلا أنه صرف لنا المبلغ وقتها، وكان مطلبنا الثانى بشأن شراء الجيش 15 نسخة 16 مللى، وأقصد من مصطلح (16 مللى) أن يكون الفيلم على شريط أصغر ويعرض فى أى مكان، وبالفعل اشترى الجيش 30 نسخة، والمطلب الثالث تمثل فى شراء الجيش 3 أسابيع لـ4 حفلات كاملة، وحصلنا وقتها ما يقرب من 15 ألف جنيه.

أنت من المخرجين القلائل المتخصصين فى إخراج الأعمال الوطنية، ما السبب؟

- قدمت حوالى 7 أعمال عن الصراع العربى الإسرائيلى، ما بين أفلام حربية ومخابراتية، لأنها قضية العرب الأساسية، وأنا المخرج العربى الوحيد الذى قدم 6 أفلام ومسلسلاً عن الصراع العربى الإسرائيلى، لدرجة أن إحدى الصحف الإسرائيلية قالت: «على عبدالخالق أكثر مخرجى العرب كراهية لإسرائيل» وهذا شىء أسعدنى، كما قدمت عدداً من الأفلام التسجيلية بشأن هذا الأمر، من أهمها فيلم «السويس مدينتى» يتحدث عن أهالى السويس الذين لم يهاجروا بعد 67، وعُرض فى مهرجانات كثيرة وحصل على جائزة الدولة التقديرية، كما قدمت فيلم «الرجال والسلاح» عام 1980، وكانت المرة الأولى التى يستعينون خلالها بشخص مدنى، وكان العميد رفعت صقر مسئولاً عن جزء السينما فى الشئون المعنوية، وقال لى: «أحضر مهرجاناً فى باريس للأفلام العسكرية منذ 15 عاماً وأتمنى أن أتسلم جائزة منه»، وقد كان، وقدمنا الفيلم، وحصلت مصر على الجائزة الفضية، وصرف لنا المشير أبوغزالة، وزير الحربية، مكافآت توازى الأجر الذى حصلنا عليه، واحتفظوا بالجائزة فى وزارة الدفاع، إضافة إلى تقديم فيلم بتكليف من إدارة سلاح المدفعية، فى عهد اللواء منير شاش، وهو عمل تسجيلى عن تاريخ السلاح، وإشراف الشئون المعنوية.

يتضح من حديثك أن الجيش المصرى كان مسانداً أساسياً فى أعمالك الوطنية؟

- قدمت مع الجيش أفلاماً منذ عام 1971 حتى 2009، منها أفلام من إنتاج الجيش ذاته، فعلى الرغم من تغيير قيادات على مدار هذه السنوات، إلا أن الانضباط لم يتغير وهى صفة أساسية فى الجيش وما يتفق عليه لا تغير فيه، وعندما يجدون عملاً جاداً يساندونه بقوة، وأعتقد أن القوات المسلحة ساندت فيلم «الممر» حتى يخرج للنور.

هزيمة 1967 كانت السبب وراء تكوين جماعة السينما الجديدة.. وهدفها كان إنتاج أفلام بالمشاركة مع مؤسسة السينما 

فى عام 1967 كنت عضواً فى جماعة السينما الجديدة بالمشاركة مع مؤسسة السينما، ما كواليس تأسيسها؟

- «السينما الجديدة» كانت مُكونة من شباب جيلى، المخرج محمد راضى، ورأفت الميهى، وأحمد متولى، ونبيهة لطفى، ومن النقاد سمير فريد، وسامى السلامونى، وفتحى فرج، كنا فى الأساس أصدقاء، ولكن الهزيمة صنعت حالة خاصة فى الشعب المصرى، فنحن كنا مؤمنين بجمال عبدالناصر ونظامه وما زلنا، ولكن حدث نوع من الغضب بعد الهزيمة فكانت مصر وقتها فى «مأتم» حقيقى، وكانت الوسيلة الأقرب للتعبير عن غضبنا من خلال «جماعة السينما الجديدة»، فكان غرضها الأساسى ثقافياً، إضافة إلى مشاهدة أفلام من المراكز الثقافية الأجنبية لتثقيف ذاتنا، وكان لدىّ مشروع «أغنية على الممر»، وزميل آخر فلسطينى يدعى غالب شعس كان عضواً ضمن الجماعة، لديه مشروع «ظلال على الجانب الآخر» يحاول أن يقدمه، ففكرنا وقتها أن ننتج الأفلام بالمشاركة مع مؤسسة السينما، وبالفعل قدمنا ذلك بعد محاولات عديدة.

من وجهة نظرك، هل السينما المصرية قصرت تجاه النكسة وانتصارات أكتوبر؟

- السينما مرت بمرحلتين خلال الهزيمة وحرب أكتوبر، وكان «أغنية على الممر» العمل الذى افتتح الطريق للأفلام العسكرية، ثم قدم المخرج محمد راضى «أبناء الصمت»، الذى تناول حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر، ثم قدمت السينما 6 أفلام عن انتصارات أكتوبر، ولكن بعض النُقاد يتهمون صناع السينما بأن تلك الأعمال ليست على مستوى الحدث، ولكننى أختلف معهم، خاصة أننى عشت تلك المرحلة، فعندما حدث النصر، كان المصريون فى فخر شديد، وبالتالى السينمائيون كانوا يشاركون فى هذا الفخر، وتحمس المنتجون، منهم رمسيس نجيب وحلمى رفلة، لإنتاج أفلام عن أكتوبر بصورة سريعة، وكانت تلك الأعمال على مستوى جيد، حيث طلبوا من الرئيس أنور السادات أن يعاد العبور مرة أخرى، ولكننا فى الحقيقة كان من الممكن أن نقدم أفلاماً وطنية أخرى من إنتاج الدولة ولكن الأمر توقف.

هل حرب أكتوبر حظها سيئ مع السينما؟

- تحمس قادة القوات المسلحة أكثر من مرة لإنتاج أفلام عن أكتوبر، أبرز تلك المحاولات كانت فى الثمانينات عندما استعان المشير طنطاوى بالمؤلف أسامة أنور عكاشة، والمخرج شريف عرفة لصياغة السيناريو وإخراج الفيلم، لكن أحد رؤساء تحرير الصحف القومية شن حملة شرسة ضد أسامة أنور عكاشة بسبب عدم اتفاقه مع سياسات الرئيس السادات، فكيف أن يكتب فيلماً عنه، ما أدى لتعثر الإنتاج، لكن الفكرة لم تبرح ذهن المشير طنطاوى وقرر إحياءها مجدداً عام 2010 بإنتاج فيلم ضخم عن بطولات جنودنا فى أكتوبر، لكن حراك 25 يناير تسبب فى تأجيل المشروع.

قدمت مع أحمد زكى أكثر من عمل فنى، هل تعتبر فيلم «4 فى مهمة رسمية» الأصعب؟

- كل أعمالى مع أحمد زكى حققت نجاحاً كبيراً، فلقد كان فناناً من مدرسة التقُمص، ويجاهد ذاته بأن يدخل فى الشخصية كما هى موجودة فى السيناريو، والتعامل معه كان بالنسبة لى سهلاً، لأننى علمت مفاتيحه، وكان بالنسبة لى سهل القيادة، وكانت مشكلته الوحيدة فى فيلم «4 فى مهمة رسمية» التعامل مع «القردة»، فلقد كانت تشكل له مشكلة كبيرة، فعلى الرغم من أنه صنع حالة خاصة بينهما قبل بدء التصوير، إلا أن طبعه كان عصبياً، خاصة أن «القردة» كانت ذكية، وتقفز عليه فى اللحظة التى ينتهى فيها من المشهد وتقوم بعضه من أذنه، فيتعصب شديداً ويبعدها عنه، لأنها كانت تشكل له تهديداً وتخرجه من تقمص الشخصية، بالإضافة إلى أن الفيلم كان تصوير نصف مشاهده فى الشارع مع 4 حيوانات، ولكننا كنا مستمتعين بالعمل، فهو فيلم لايت ويقدم رسالة هامة، وكنا سعداء بالفيلم، خاصة أنه كان غير مألوف للسينما المصرية، فهو رجل يعشق السينما وقد قال لى جملة لا يمكن أن أنساها «أنا بحب السينما أكثر من هيثم» نجله الوحيد، فهو من الجيل الذى لا يعوض.

وصف نقاد أداء نور الشريف بـ«المُتكلف» فى عدد من أعماله السينمائية، كيف تعاملت مع هذا الأمر خلال تعاونكما معاً؟

- قدمت مع الفنان نور الشريف 7 أعمال سينمائية، كان أولها «الحب وحده لا يكفى»، فهو فنان يفهم جيداً التمثيل، لكنه يؤدى الدور بأسلوب مبالغ فيه، لأنه تخرج من مدرسة المخرج العظيم حسن الإمام، حيث كان يفرض عليه خلال عمله بفيلم «السكرية» أن يكون أداؤه «أوفر» بعض الشىء متأثراً بالمدرسة الأمريكية، وعندما شاهدت الفيلم وجدت الجمهور يصفق بحرارة شديدة فى الصالة على تلك المشاهد تحديداً، ولكن عند العمل معى رفضت ذلك الأمر، إلا أنه طلب منى تصوير المشاهد بطريقتين، ولكننى رفضت، وعلّم وقتها جيداً أننى على وعى بإدارة وتوجيه الممثل.

رفضت مبالغة نور الشريف خلال تصوير "الحب وحده لا يكفى".. وبعد نجاح "الوحل" قرر أن يوقع على العمل بدون قراءة السيناريو

وما كواليس العمل فى فيلم «الوحل»؟

- عندما قرأ «نور» سيناريو فيلم «الوحل»، قال لى سوف أقدم العمل من أجلك، ولكننى قلت له «هتعمله عشان خاطرك انت وهفكرك»، وفى حفل الافتتاح الخاص بالفيلم صفق الجمهور 3 مرات على أدائه، فقلت له «فاكر يا نور»، ولكنه رد بأنه لا يريد أن أرسل له سيناريوهات مرة أخرى، وقرر أن يوقع على العقود دون أن يقرأ السيناريو، وهذا ما حدث بالفعل معه خلال فيلم «بئر الخيانة»، حيث كان إبراهيم مسعود مؤلف الفيلم لم يكتب سيناريو العمل، ولكن العمل كان عبارة عن حلقات تنُشر فى إحدى الصحف، فالمنتج قرأ الحلقات فى الصحف وأعجب بها، واستقر على العمل، وبالفعل سردت لـ«نور» القصة ووافق على الفور دون قراءة السيناريو.

تعرفت على محمود عبدالعزيز فى "الأبالسة".. وخفة ظله لفتت نظرى ورشحته لـ"العار" بعد اعتذار "الفخرانى".. وقال لى: "هعمل الفيلم ده ولو ببلاش"

أخرجت محمود عبدالعزيز من عباءة الرجل «حبيب السيدات» إلى شخص مُتعدد المواهب، كيف تم ذلك؟

- تعرفت على الفنان محمود عبدالعزيز من خلال فيلم «الأبالسة»، فكان فى هذه الفترة النجم الذى تحبه السيدات، فكنت رشحته فى دور الشرير، وفريد شوقى فى دور الشخص الطيب، وكان محمود وقتها لا يخرج فى دور الرجل الشرير، ولفت نظرى أنه خفيف الظل، وانتهى الفيلم وأصبح بيننا ود، وعندما جاء لى فيلم «العار» رشحته أن يكون مع حسين فهمى، ولكنه لم يكن الترشيح الأول، فكان الترشيح الأول لـ«يحيى الفخرانى»، لكنه لم يتحمس للموضوع واعتذر، فرشحت «محمود» نتيجة لخبرتى السابقة معه، وعندما قرأ السيناريو أعجب به وقال «هعمل الفيلم ده ولو ببلاش ولكن لا تستغلوا ذلك الأمر»، وكان هذا الفيلم نقلة فى حياة الفنان محمود عبدالعزيز، الذى أخرجه من دور الجان إلى دور الرجل الشعبى، وبدأ يقدم شخصيات مختلفة، وكل فيلم كان يرتفع أجره حتى وصل إلى أنه كان فى المرتبة الثانية بعد عادل إمام.

وماذا عن فيلم «اغتصاب» الذى صنفته الرقابة كعمل جرىء؟

- لا أعرف سبب التصنيف، ولكن لا يوجد فى الفيلم أى مشاهد خارجة، وأخرجته فى الوقت الذى انتشرت فيه قضايا الاغتصاب، وانتشرت معها السلبية من الشعب، وحقق الفيلم إيرادات كبيرة، وكان يعرض وقتها فى سينما مترو، ونظراً لإيراداته العالية ظل 7 أسابيع فى دور العرض بالقاهرة والإسكندرية.

صنعت ثنائية مع المؤلف محمود أبوزيد من خلال أعمالك الفنية، ما سر التوافق بينكما؟

- قدمت معه 5 أفلام اعتز بها خلال مشوارى الفنى، هى (العار والكيف، وجرى الوحوش، والبيضة والحجر)، فهو خريج دفعتى فى معهد السينما قسم إخراج، إلا أنه اتجه للسيناريو، وحدث بيننا تناغم وتناسق كبير، فعند الدخول فى عمل فنى كل شخص يعطى رأيه فى الأعمال الفنية، إلى أن جاءت الفرصة وعملنا معاً.

هل معنى ذلك أنك ترفض العمل مع كتاب جدّد؟

- لا، ولكن عندما يكون الكاتب صديقى، فتكون طريقة التعامل أسهل، ولا يوجد حرج أن أقول له «كلام سخيف» فى حالة عدم اكتمال السيناريو، ولكن عندما أعمل مع كاتب لأول مرة يكون هناك حرج، وفى النهاية الكل يعمل من أجل مصلحة العمل.

فى بداية التسعينات اعتزلت السينما، وبدأت تتجه إلى الدراما، ما سبب ذلك التحول؟

- فى الألفية الجديدة قدمت فيلم «يوم الكرامة»، وكنت أتصور أنه سيحقق نجاحاً جماهيرياً، لأن الفيلم به مشاهد تشويق تم تصويرها فى البحر، وهذا يعتبر شكلاً جديداً على السينما المصرية، و«عين المتفرج» لم تشاهد هذا من قبل، والفيلم كان من إنتاج قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى، ورئيس القطاع قدم دعاية كافية للعمل، سواء فى الصحافة أو التليفزيون، ولكن الفيلم لم ينجح جماهيرياً، فأصُبت بصدمة شديدة، وشعرت بغربة تجاه هذا الجمهور، حتى أعلنت اعتزالى للسينما بسببه، ولكن بدون مقدمات وجدت منتجى الفيديو يطلبوننى فى أعمال درامية، وبالفعل قدمت أعمالاً درامية رغم أنى لست مخرج فيديو.

لكنك عدت من خلال فيلم «ظاظا»؟

- بالفعل، فالفيلم من إنتاج صديقى هانى جرجس، وتحدث معى بشأنه ولكنى رفضت فى بداية الأمر، إلى أن تحدث معى الفنان هانى رمزى من أجل إقناعى، وأرسل لى السيناريو فأعجبنى وقررت أن أخرجه، على الرغم من أن عدداً كبيراً من المخرجين والمنتجين رفضوا المشروع لجرأته، إلا أننا نفذناه من الأبواب الخلفية، فالفيلم يطرح موضوعاً هاماً، وعندما شاهدته مع عائلتى فى إحدى دور العرض، تجمهر حولى الجمهور ووجه لى سؤالاً (ألم تخش تعرضك لقضية هامة فى ذلك الوقت؟) إلا أننى مخرج لا أخاف، ولكن الفيلم يقول كلمة قوية، لأن السينما لم تصل إلى مرحلة الحديث عن رئيس الجمهورية، وكان الفيلم يبشر بضرورة التغيير، ورغم كل الظروف تم عرضه، ولكن حُذف منه حوالى ثلث ساعة، وأعتقد أنه فى حالة وجودها كان الفيلم سيخرج بشكل أفضل.

اعتمدت فى فيلم «راندفو» على الوجوه الشابة، هل كنت تقصد اكتشاف دفعة جديدة من الموهوبين؟

- يعتبر من الأفلام القليلة التى عرضتها على المنتجين على عكس عادتى، فالفيلم كتبه عصام الشماع، وعرضته على شركة «الجابرى جروب»، واتفقنا أن نعتمد على الوجوه الجديدة، وقدمنا بروفات مبدئية، بسبب أن الفيلم تم تصوير معظم أحداثه فى الشارع، إلا أن العمل نجح بصورة كبيرة ولكنه لم يحقق إيرادات كبيرة، بسبب أن اسم الفيلم كان غير شائع للجمهور، والدعاية كانت متواضعة، ولكن بعد عرضه بالتليفزيون جاء لى صدى عال.

هل تعتبر تحويل فيلمى «العار» و«الكيف» إلى أعمال درامية إفلاساً فى فكر المؤلفين الجدد؟

- لدىّ وجهة نظر فى هذا الأمر، فأنا لست ضد تحويل الأعمال السينمائية إلى الدراما، فالسينما الأمريكية أعادت أعمالها فى أوروبا عشرات المرات بممثلين ومخرجين آخرين، فهذا ليس شيئاً جديداً، ولكننى لا أفضل ذلك على الإطلاق، ففى فترة تحدث معى أحد مساعدى ممدوح الليثى، رئيس قطاع الإنتاج، بشأن تحويل معالجة فيلم «بداية ونهاية» إلى عمل درامى، ولكننى رفضت، وقلت له «لا أنا أعملها ولا أنت تعملها»، (أين عمر الشريف، وفريد شوقى، وسناء جميل، وأمينة رزق؟)، فمن المستحيل أن تعاد تلك الوجوه مرة أخرى.

اعتزلت الفن بسبب تحكّم النجوم فى المنظومة.. ولا بد من عودة الدولة للإنتاج السينمائى

إلا أنك اعتزلت الفن درامياً وسينمائياً منذ 10 سنوات، ما السبب؟

- صنعت تاريخاً كبيراً لا يمكن التخلى عنه بسهولة، فأفلامى موجودة على القنوات الفضائية، وعددها 40 فيلماً، ولا يجوز أن أعمل فى تلك الظروف الإنتاجية، التى أصبح فيها النجم هو المتحكم فى المنظومة كلها، ويحدد كل شىء، فاحتراماً لتاريخى اعتزلت الفن، وعرض علىّ المنتجون عدّة أعمال، ولكن كنت أنهى الموضوع هاتفياً قبل أن يصل لى السيناريو.


مواضيع متعلقة