يسبب مشاكل صحية أم يعالج الأمراض؟.. كيتو دايت نظام تخسيس يثير الجدل

04:59 م | الأربعاء 04 ديسمبر 2019

انتشر مؤخرا نظام التخسيس المعروف باسم الـ"كيتو دايت"، بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد إعلان عدد كبير من الأشخاص اتباعه لفقدان الوزن، وفيما اتبعه آخرون لعلاج بعض الأمراض بحسب وصفهم، بينما يعارضه آخرون لأنه يمنع عددا كبيرا من الأطعمة التي يرونها مفيدة للجسم، وقد يسبب مشاكل صحية على حد قولهم، خاصة في حال اتباعه بعيداً عن الطبيب.

وبعد طرح العديد من التساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي عن الكيتو دايت؟، ما هي أنواعه، ومن يمكن اتباعه؟، وما المسموح والممنوع به، وهل يوجد به أضرار".. وغيرها من الأسئلة التي يجيب في حوار لـ "الوطن"، الدكتور محمد تامر جراح، عضو الأكاديمية الأمريكية للطب التجميلي، عضو الكلية الأوروبية لطب وجراحة التجميل، وعضو الجمعية الدولية للسمنة، والذي بدأ بنفسه في اتباع "الكيتو دايت" منذ أكثر من 4 أعوام بعد دراسة جيدة به .

ما الكيتو دايت ومتى بدأ؟

"الكيتو دايت" هو نظام غذائي يعمل على إحداث تغيير أساسي في طبيعة عمل الجسم، حيث يتحول الجسم من الاعتماد على حرق سكر الدم لتوليد الطاقة إلى الاعتماد على حرق الدهون المُخزنة في الجسم لتوليد الطاقة، ويستمر هذا الاعتماد على الدهون كمصدر للطاقة طالما تناول الشخص الكربوهيدرات في حدود الكمية المسموحة يومياً.

وشرح دكتور تامر، بشكل مفصل قائلا إن "الكيتو دايت" هو نظام غذائي قليل الكربوهيدرات وعالي الدهون ومعتدل البروتين، حيث يجعل الجسم يتوقف عن حرق السكر فيه، ويبدأ بحرق الدهون المخزنة في الجسد منذ عشرات الأعوام أي منذ صغره وبدون هذا النظام يظل الدهون مخزنة في مكانها ولا تخرج.

هذا النظام الغذائي معروف منذ عام 1920، بعد نشر أول بحث عنه، حيث كان يستخدم في علاج بعض أنواع مرض الصرع عند الأطفال، وقد أظهر فاعلية تصل عند بعض المرضى إلى حد الاستغناء عن أدوية علاج الصرع.

ما هي أنواعه؟

الكيتو شديد الانخفاض في الكربوهيدرات

بحسب الدكتور محمد تامر، مسموح فيه بتناول ٢٠ جم، كحد أقصى من الكربوهيدرات يومياً، ويعتبر هذا النوع هو النظام الذي أصبح معروفاً باسم "الكيتودايت" أو النظام الشديد الانخفاض في الكربوهيدرات، وهو الذي يتبعه الذين يريدون إنقاص وزنهم بشكل سريع، حيث من الممكن أن يفقد الشخص من 10 إلى 12 كيلو جراما خلال 6 أسابيع.

الكيتو متوسط الانخفاض في الكربوهيدرات

مسموح فيه بتناول من ٢٠ إلى ٥٠ جم، من الكربوهيدرات يومياً، وهذا يطلق عليه نظام متوسط الانخفاض في الكربوهيدرات، هذا النوع مناسب لفئتين من الأشخاص وهم السيدات المرضعات، ومرضي السكر من النوع الأول، لأن ربما تناول ٢٠ جم فقط أو أقل من الكربوهيدرات، قد يُشَكل خطورة على الصحة، كما أنه مناسب لمن اقتربوا للوصول للوزن المراد بعد فقدانهم الكثير من الكيلو جرامات.

أما النوع الثالث، فلا ينصح به الدكتور تامر، لأنه مسموح فيه من 50 إلى 100 جرام من الكربوهيدرات يوميا، ونتائجه متفاوتة وبطيئة.

هؤلاء ممنوعون من اتباع نظام الكيتو دايت

أكد تامر أن أي شخص يمكنه اتباع نظام "الكيتو دايت" ولكن هناك من الممكن عمله بدون طبيب، وهم الذين لا يعانون من أي مرض، وبالتالي من الممكن تجربته، والأفضل متابعة طبيب، ومن الممكن الحصول على "multivitamin" أي نوع جيد في حال لم يكن الشخص يتناول كمية كافية من السلطة والخضار يوميا.

أما الذين يعانون من أي مرض وخاصة المرضعات والمصابين بمرض السكر وضغط الدم واضطرابات الدهون، فلابد من المتابعة مع طبيب، بحسب تأكيده، لأن هناك بعض القواعد التي يجب اتباعها مثل تقليل بعض الأدوية حتى لا يحدث هبوط.

ويمنع "الكيتو دايت" أو أي نظام رجيم عن المرأة الحامل.

وشرح "تامر"، أن النظام يختلف بين كل شخص حسب طوله ووزنه ونسبة العضلات ونسبة الدهون في جسمه، في تحديد كمية الكالوري اليومي له، بناء على تحليله الشخصي، ولكن ما يمكن توضيحه أنه لابد مع "الكيتو دايت" أن يكون عدد السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان أقل من احتياجه اليومي حتى يعطي لجسده الدافع لحرق الدهون، كما يجب ممارسة الرياضة يوميا، على الأقل المشي لمدة 40 دقيقة من أجل إنقاص الوزن.

أما إذا كان الشخص لا يريد فقدان الوزن ومن أجل حياة صحية أفضل، فيكون لديه ميزة جيدة، وفقا لوصف "تامر"، بأنه يتناول الطعام بأي كمية ولكن بالمسموح في "الكيتو" فقط.

ما الأعمار التي يمكن اتباع نظام الكيتو؟

شرح تامر أن كل الأعمار من الممكن أن تتبع الكيتو دايت موضحا: "أن هناك أطفال لديها عامين وثلاثة وأربع أعوام لأسباب طبية يتبعون كيتو دايت وأيضا أشخاص لديها 70 و75 عامًا تعمل كيتو دايت وتجدها تحصل على نتائج هائلة".

مفاهيم شائعة وخاطئة عن الكيتو دايت

ذكر محمد تامر، بعض المفاهيم الخاطئة والمنتشرة الخاطئة من قبل البعض وهي كما يلي:

الدهون والبروتينات عالية جدا ولا يسمح بالكربوهيدرات

وصف "تامر" أن كل ذلك خطأ، حيث إن الدهون عالية ولكن ليس بشكل كبيرا جدا أي تكون نحو 60% من السعرات اليومية، وهو ما يعتبر أقل بكثير لما يتناوله بعض الأشخاص في الطبيعي بعيدا عن الكيتو دايت، أما البروتين فهو معتدل وعن الكربوهيدرات فهو مسموح به كثيرا ولكن بقدر معين ومن أبرز الأطعمة من الخضار "البامية، الملوخية، الفاصولياء، القرنبيط، البتنجان والكوسة".

يؤثر على الكبد

ليس صحيح بحسب "تامر" الذي أكد أن الدراسات الطبية التي نُشرت في مجلات شهيرة، أثبتت أن كل تحاليل الكبد تتحسن بعد أول يوم من اتباع الكيتو دايت أي أول 24 ساعة.

يؤثر على الكلى

يعتبر هذا أيضا من المفاهيم الخاطئة وفقا لتامر، لأن الكيتو دايت يعالج أكبر مرضين يهددان الكلى، وهما السكر والضغط كما أنه يحمي الكلى ولا يؤذيها.

يؤثر على الحالة الصحية في حالة التوقف عنه

في حال التوقف عن اتباع نظام الكيتو لا يحدث أي ضرر، بحسب تامر، ولكن سوف يزداد الشخص تدريجيا كل ما فقده في الوزن كونه سيعود إلى طبيعة أكله السابق.

ما الأطعمة غير المسموحة في الكيتو دايت؟

أوضح تامر، أن كل ما يحتوي على كربوهيدرات ضارة غير مسموح في الكيتو دايت، وهي التي تعمل على إفراز عال للأنسولين الذي يؤدي بعد عدة أعوام إلى مرض مقاومة الأنسولين، وينتج عنه مرض السكر والضغط واضطرابات الدهون ومرض النقرس وغيره.

فوائد الكيتو دايت وأمراض يعالجها

-مرضى السكر من النوع الثاني.

-مرضى ارتفاع ضغط الدم.

-اضطرابات الدهون.

-حب الشباب

-تكيس المبايض.

-الصرع.

- فقدان سريع للوزن بالمقارنة بأنواع الدايت الأخرى.

-تحسن ملحوظ في القدرة على التركيز والنشاط الذهني.

-زيادة التحمل البدني وتحسن الأداء عند ممارسة الرياضة.

وأشار تامر إلى أن هناك أبحاث الآن لاتزال جارية عن الكيتو دايت في مساعدة علاج وتحسن نتائج مرضى الأورام الذين يتعالجون بالكيماوي والإشعاع ويطلق عليه لقب العلاج بالتغذية وهو ليس بديلا ولكن يساعد أنه يجعل النتائج مستدامة.

استشاري "القومي للتغذية" يحذر من بعض الأضرار

على جانب آخر، يرى الدكتور سيد حماد استشاري مساعد التغذية بالمعهد القومي للتغذية، أن الكيتو دايت بالفعل يمكن يستخدم في عدد من الأمراض ولكن تحت أشراف طبي وبإجراءات وكميات معينة وخاصة مع مرضى الصرع والسكر وبعض الأورام السرطانية وأمراض الاختلال الغذائي.

ولكن أكد حماد أن لابد أن لا يتبعه شخص بمفرده حتى في حالة فقدان الوزن يجب زيارة الطبيب والمتابعة معه وأن لا يستمر فترة طويلة به حتى لا يصاب بأضرار منه بسبب أنه قليل الكربوهيدرات وعالي الدهون والبروتينات.

وشرح حماد أن من ضمن أضراره أنه يؤدي إلى مشاكل في الكلى قد ينتج عنه حصوات واختلال في مستوى دهون الدم وبالتالي ظهور ارتفاع أو انخفاض في مستويات الكوليستول وارتفاع شديد في الدهون الثلاثية.

كما أحيانا قد يتسبب في تساقط الشعر والشعور بالاكتئاب أو عدم الرضا وبعض من مظاهر التعب قائلا حماد: "عشان غالبا الكيتو مش بيبقى فيها كربوهيدرات أو نسبة قليلة جدا والحد الأدنى 130 جرام، لكن بالتأكيد هو يعالج عدد من الأمراض ولكن لازم تكون تحت أشراف الطبيب".

وأشار حماد إلى أن من يتبع نظام الكيتو يكون للعلاج وفي حال فقدان الوزن لا يستمر فيه طويلا وأيضا لابد المتابعة مع طبيب حتى يستفاد منه وعندما يتوقف عنه لا يعود لوزنه السابق مرة أخرى وأيضا لا يصاب بضرر تقليل الكربوهيدرات.