بريد الوطن.. "السنعوسى" متمرداً فى "ساق البامبو"

بريد الوطن.. "السنعوسى" متمرداً فى "ساق البامبو"
هناك روايات تود لو تعبرها، فلا تقف عند تفاصيلها، ولا تتأمل متنها أو الحواشى، لأنها -ببساطة- خاوية على حروفها.. فتقطع الصفحات تلو الصفحات، وتغذ السير بين السطور كى تنتهى منها كما يفعل المشيعون بميت ثقيل الوزن سيئ الذكر. لكن بعض الروايات -على قلتها- تفجر فى شرايينك بارود التحفز والتأمل والتمرد والقلق. ولأن الروائى العظيم رسول لم يوحَ إليه، فإن فى تابوت كل عمل عظيم ألواحاً سماوية ترشد مجتمع التيه إلى سبل الرشاد. ولأن الكاتب الفذ يحمل فى يده مبضعاً دقيقاً يشرّح به مواطن الفساد ويستأصل بؤر العطب التى تجاوزها البعض باعتبارها شراً لا بد منه.
على خطى تشارلز ديكنز فى روايته أوليفر تويست، ينصب السنعوسى نفسه مدافعاً عن حقوق البسطاء، ويحارب العادات الاجتماعية الفاسدة، وتأتى رواية «ساق البامبو»، التى استُلهمت من قصة واقعية مؤلمة، شاهداً على أحقية هذا الروائى الكويتى الشاب فى اعتلاء مراكز الصدارة بين الكتاب العالميين الكبار.. ففى هذه الرواية، تعرّض الكاتب بجرأة متهورة إلى بعض القيم الخليجية، والتى تمارس دون مراجعة ضد الأقليات الوافدة من شتى أرجاء العالم الفقير.
وتبقى صرخة سعيد السنعوسى ضربة معول قوية فى جدار فصل طائفى وعنصرى بغيض تداس باسمه كرامة الإنسان تحت مسمى اللون أو الجنس أو الدين فى بلاد تختنق برائحة النفط وسطوة المال.
عبدالرازق أحمد الشاعر
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com