"سلمان منا أهل البيت".. تعرف على الصحابي الذي اشتاقت له الجنة

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

"سلمان منا أهل البيت".. تعرف على الصحابي الذي اشتاقت له الجنة

"سلمان منا أهل البيت".. تعرف على الصحابي الذي اشتاقت له الجنة

أسلم بمكة قبل الهجرة وأسبق أهل فارس وأصبهان إلى الإسلام، وهو صاحب فكرة الخندق، اعتبره رسول الله من آل البيت فقال عنه «سلمان منا أهل البيت»، وهو الصحابي الذي اشتاقت له الجنة، إنه أبو عبد الله سلمان الفارسي.

تقول دار الإفتاء المصرية في تقرير لها: سلمان الفارسي يكني بأبو عبد الله، وانتسب إلى الإسلام، فقال: سلمان بن الإسلام، سابق أهل فارس وأصبهان إلى الإسلام، وقيل: كان اسمه قبل الإسلام مابه بن بودخشان بن مورسلان بن بهبوذان بن فيروز بن شهرك، من ولد اب الملك.

تابعت، في تقريرها الذي نشرته عبر موقعها الرسمي: كان مجوسيا قاطن النار، أسلم مقدم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المدينة، وقيل: أسلم بمكة قبل الهجرة، وهو وهم من بعض الرواة، ومنعه الرق عن بدر وأحد، ثم أعتق عن كتابة، وشهد الخندق فما بعده من المشاهد، كان من أصبهان من قرية جي، وقيل: من رامهرمزا.

أوضح الدار أن سلمان صاحب فكرة الخندق، فاختلف فيه المهاجرون والأنصار يوم الخندق في حفره، وهو الذي دلهم على هذه المكيدة فقال المهاجرون: هو منا، وقالت الأنصار: هو منا، فقال صلى الله عليه واله وسلم: «لا، بل سلمان منا أهل البيت».

ويعد سلمان الفارسي، وبحسب تقرير الدار، أحد النجباء والرفقاء، وهو أحد من اشتاقت الجنة إليه، وأدرك العلم الأول والاخر، وقرأ الكتاب الأول والاخر، واخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي الدرداء، فقدم الشام زائرا له، كما ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه المدائن وكان من المعمرين، وأدرك وصي عيسى ابن مريم عليه السلام -وهو شمعون الصفا- وعاش ثلاثمائة وخمسين سنة، وقيل: مائتين وخمسين سنة، وهو الصحيح.

اضاف: كان يأكل من عمل يديه، ويتصدق بعطائه، توفي في خلافة عثمان، وقيل: سنة ست وثلاثين قبل وقعة الجمل، وحدث عنه أبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وابن عباس، وأنس بن مالك، رضي الله عنهم. 

وعن سبب حديث رسول الله «سلمان منا أهل البيت» والذي أخرجه الطبراني، والحاكم في "مستدركه"، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة"، والبيهقي في "دلائل النبوة"، فورد في "دلائل النبوة" للإمام البيهقي عن موسى بن عقبة رضي الله عنه، قال : خرج أبو سفيان وقريش ومن اتبعهم من مشركي العرب، معهم حيي بن أخطب، واستمدوا عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، فأقبل بمن أطاعه من غطفان، وبنو أبي الحقيق كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، سعى في غطفان وحضهم على القتال على أن لهم نصف ثمر خيبر، فزعموا أن الحارث بن عوف أخا بني مرة، قال لعيينة بن بدر وغطفان: يا قوم أطيعوني ودعوا قتال هذا الرجل، وخلوا بينه وبين عدوه من العرب، فغلب عليهم الشيطان وقطع أعناقهم الطمع، فانقادوا لأمر عيينة بن بدر على قتال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وكتبوا إلى حلفائهم من أسد، فأقبل طليحة فيمن اتبعه من بني أسد وهما حليفان: أسد وغطفان، وكتبت قريش إلى رجال من بني سليم أشراف بينهم وبينهم أرحام، فأقبل أبو الأعور فيمن اتبعه من بني سليم مددا لقريش ، فخرج أبو سفيان في اخر السنتين فيمن اتبعه من قبائل العرب، وأبو الأعور فيمن اتبعه من بني سليم، وعيينة بن بدر في جمع عظيم، فهم الذين سماهم الله الأحزاب.

فلما بلغ خروجهم النبي صلى الله عليه واله وسلم أخذ في حفر الخندق، وخرج معه المسلمون، فوضع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يده في العمل معهم، فعملوا مستعجلين يبادرون قدوم العدو، ورأى المسلمون إنما بطش رسول الله صلى الله عليه واله وسلم معهم في العمل ليكون أجد لهم وأقوى لهم بإذن الله عز وجل، فجعل الرجل يضحك من صاحبه إذا رأى منه فترة، وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: «لا يغضب اليوم أحد من شيء ارتجز به ما لم يقل قول كعب أو حسان، فإنهما يجدان من ذلك قولا كثيرا»، ونهاهما أن يقولا شيئا يحفظان به أحدا، فذكروا أنه عرض لهم حجر في محفرهم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم معولا من أحدهم فضربه به ثلاثا، فكسر الحجر في الثالثة، فزعموا أن سلمان الفارسي رضي الله عنه أبصر عند كل ضربة برقة ذهبت في ثلاث وجوه، كل مرة يتبعها سلمان بصره، فذكر ذلك سلمان لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فقال: رأيت كهيئة البرق، أو موج الماء، عن ضربة ضربتها يا رسول الله، ذهبت إحداهن نحو المشرق، والأخرى نحو الشام، والأخرى نحو اليمن، فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: «وقد رأيت ذلك يا سلمان»؟ قال: نعم، قد رأيت ذلك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «فإنه أبيض لي في إحداهن مدائن كسرى ومدائن من تلك البلاد، وفي الأخرى مدينة الروم والشام، وفي الأخرى مدينة اليمن وقصورها، والذي رأيت النصر يبلغهن إن شاء الله»

وكان سلمان يذكر ذلك عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.قال: وكان سلمان رجلا قويا، فلما وكل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بكل جانب من الخندق، قال المهاجرون: يا سلمان، احفر معنا، فقال رجل من الأنصار: لا أحد أحق به منا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «إنما سلمان منا أهل البيت».

فهنا في هذا الحديث -كما جاء في اخره- فتوحات حصلت لسيدنا سلمان رضي الله عنه، ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم يصدقها، ثم تأويله صلى الله عليه واله وسلم لتلك المشاهد التي راها يقظة سيدنا سلمان رضي الله عنه، وينتهي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى تلك الجملة الموجزة الحكمة التي تضع الأمور في نصابها، وترجع الأمور إلى أصولها، وتسكن سيدنا سلمان رضي الله عنه في المكانة اللائقة به، وهو قوله صلى الله عليه واله وسلم: «إنما سلمان منا أهل البيت». 


مواضيع متعلقة