أمين الفتوى بـ"دار الإفتاء": نتلقى مليون فتوى سنوياً ونتدخّل في الوقت المناسب لمواجهة المتشددين

كتب: عبدالوهاب عيسى

أمين الفتوى بـ"دار الإفتاء": نتلقى مليون فتوى سنوياً ونتدخّل في الوقت المناسب لمواجهة المتشددين

أمين الفتوى بـ"دار الإفتاء": نتلقى مليون فتوى سنوياً ونتدخّل في الوقت المناسب لمواجهة المتشددين

أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن دار الإفتاء تتلقى نحو مليون فتوى سنوياً، سواء بالبريد أو الفاكس أو الاتصال الهاتفى أو من خلال التواصل الإلكترونى، مشيراً إلى أن الدار تتدخّل فى الوقت المناسب لمواجهة المتشدّدين.

الشيخ أحمد وسام: لدينا مرصد متخصص يفنّد دعاوى المتطرفين

وقال «وسام»، فى حوار لـ«الوطن»، إن الدار لديها مرصد متخصّص يفنّد دعاوى الجماعات المتطرفة ويواجهها لتصحيح أفكار الناس.. وإلى نص الحوار:

الدار تتفهم الواقع وما يُطرح فى الشارع وما يدور بالمجتمع.. وتبادر إلى بيان حكم الشرع فى مسألة معينة وفيما يستشكل فى أذهان الناس

كيف تتعامل الدار مع الفتاوى الشاذة والغريبة التى تُطرح فى وسائل الإعلام؟

- الدار متفهمة للواقع وما يُطرح فى الشارع، وما يدور بالمجتمع، وتتدخل فى الوقت المناسب، وتبادر إلى بيان حكم الشرع فى مسألة معينة، وفيما يستشكل فى أذهان الناس، ولا يعنى هذا أننا نبادر بالحديث للتوضيح فقط، ولكن حينما نجد أنه من المهم بيان حكم الشرع فى أمر ما، وحينما نُسأل فى شىء نجيب على الفور، حتى لو كان يستحقره البعض أو يستعظمه آخرون.

كيف تتعاملون مع فتاوى المتشددين والجماعات المتطرفة؟

- لدينا مرصد متخصّص يفنّد دعاوى الجماعات المتطرفة ويرد عليها بشكل تفصيلى ويبسط الردود ليستفيد منها الجميع، أما المتشددون فى الفتوى، فنحن نتصدى لهم حتى لا يسيطروا على عقول الناس، ونبادر بالتوضيح، ونشرح عوار هذه الفتاوى والأخطاء التى وقعت فيها، والحكم الشرعى الصحيح فى المسألة التى تصدر عن المتشددين.

كيف تتعامل الدار مع الأسئلة التى تتلقاها، وأبرز طرق استقبال الأسئلة؟

- تتلقى أمانة الفتوى الأسئلة بعدة طرق ويصل العدد إلى مليون فتوى سنوياً، سواء عن طريق الحضور الشخصى للسائل، أو الاتصال الهاتفى، أو عبر الإنترنت، أو بالبريد، أو بالفاكس، أو التطبيق الرسمى للدار، وتقوم أمانة الفتوى بالرد على جميع الأسئلة الواردة إلى الدار، وتتراوح الأسئلة التى تأتى إلى إدارة الفتوى الشفوية من 300 إلى 400 سؤال يومياً.

ونستقبل الأسئلة أيضاً بالبريد وعن طريق الفاكس، حيث يقوم السائل بإرسال سؤاله، وبعد الإجابة عن السؤال يتم إرسال الرد إلى السائل بنفس الوسيلة التى أرسل بها سؤاله، وهناك إدارة الفتوى الإلكترونية، التى تتلقى الأسئلة عبر الموقع الإلكترونى لدار الإفتاء، ثم توجّه إلى قسم طلب الفتوى، فيُكتب عنوان الموضوع محل السؤال ثم يكتب بريده الإلكترونى، وسؤاله ويرسله، وبعد إرسال سؤاله يعطيه الموقع رقماً سريّاً خاصّاً بالسؤال، وبعد نحو ساعة من إرسال السؤال يدخل السائل مرة أخرى إلى موقع الدار على شبكة المعلومات «قسم الاستعلام عن فتوى»، ويضع الرقم السرى لسؤاله حتى يرى الإجابة أو يدخل إلى عنوان بريده الإلكترونى الخاص به، فيجد الإجابة قد أرسلت إليه، وتتراوح الأسئلة التى تأتى إلى إدارة الفتوى الإلكترونية بين 500 و600 سؤال يومياً.

وهناك أسئلة تأتى عبر التطبيق الرسمى الذى تحرص الدار على تحديثه بشكل دورى، ونشر الفتاوى الجديدة الخاصة بالدار، وعليه خدمات أخرى، مثل معرفة مواقيت الصلاة واتجاه القبلة.

وماذا عن استقبال الفتاوى الهاتفية؟

- قامت دار الإفتاء بعمل خدمة هاتفية للاستفتاء، عن طريق الاتصال برقم مختصر يسهل على طالب الفتوى استخدامه، سواء كان المتصل من داخل البلاد أو من خارجها، وتتراوح الأسئلة التى تأتى إلى إدارة الفتوى الهاتفية بين 1000 و1100 سؤال فى اليوم الواحد.

ما نوعيات الفتاوى التى تتلقاها الدار؟

- الفتاوى التى نتلقاها معظمها متعلق بالطلاق والزكاة والمواريث والعبادات والمعاملات والصلاة، وتطغى الأسئلة المتعلقة بالطلاق والخلافات الزوجية، ونتلقى بعض المسائل الغريبة، مثل قيام أحد الأزواج بإلقاء يمين الطلاق على زوجته بسبب أمور تافهة تتعلق بالطعام والشراب، كتأخرها فى إعداده، وآخر بسبب الخلاف بينه وبين زوجته على أمور بسيطة لا تستدعى هدم الأسرة وهدم الميثاق الغليظ الذى قامت عليه، وهناك أسئلة مؤلمة، مثل دية القتل بسبب وفاة أحد الأشخاص فى مشاجرة.

للإفتاء مؤتمر دولى يأتى بتجديد دينى حقيقى.. فماذا عن مؤتمر هذا العام؟

- تعقد الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم مؤتمرها السنوى خلال أكتوبر الحالى تحت عنوان «الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى»، ويحاول مؤتمر هذا العام استثمار الخلاف الفقهى فى كل عصوره ودعم التماسك الاجتماعى المعاصر والمشاركة فى عمليات العمران والإسهام فى الحضارة الإنسانية المعاصرة، وإبراز الريادة المصرية وتجربتها فى العيش المشترك والتسامح الفقهى، ومعالجة المشكلات الفكرية والأخلاقية فى تناول الخلاف الفقهى، وإدارته بأسلوب رشيد، وتنشيط التعارُف بين العاملين فى المجال الإفتائى على اختلاف مذاهبهم، والخروج بمبادرات إفتائية رسمية تدعم الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى.

من المستهدفون من هذا المؤتمر؟

- الشريحة المستهدفة بالأساس هم الممارسون لعملية الفتوى والإفتاء بشكل عام، وأعضاء المجامع الفقهية، والمهتمون بالشأن الدينى دراسة وتنظيراً، لذلك يتنوّع ضيوف المؤتمر على أساسين، الأول جغرافى، والثانى التخصص، من خلال مشاركة مفتين رسميين، وأساتذة الشريعة والفقه والأصول، وإعلاميين، وسياسيين ومفكرين يمتلكون رؤية لمعالجة إشكاليات الشأن الدينى.

وسيتضمن البيان الختامى مبادرات جديدة ترعاها الأمانة وتطرحها على أعضائها للتنفيذ، وسيكون أهمها إطلاق وثيقة «التسامح الفقهى والإفتائى»، وإعلان اليوم العالمى للإفتاء، وسيتم طرح عدد من الإصدارات، من بينها إدارة الجودة فى المؤسسات الإفتائية، والمكتبة الإلكترونية للإنتاج الإفتائى، والأسس والأساليب العلمية للإفتاء، إدارة الموارد البشرية فى المؤسسات الإفتائية، معجم فقه النوازل، جمهرة أعلام المفتين (الجزء الثانى)، المؤشر العالمى للفتوى (الإصدار الثانى)، موسوعة صناعة الفتوى بين النظرية والتطبيق باللغة الإنجليزية‪.


مواضيع متعلقة