"طيبة 1" يصعد للفضاء غداً

كتب: أحمد أبوضيف

"طيبة 1" يصعد للفضاء غداً

"طيبة 1" يصعد للفضاء غداً

تطلق مصر، غداً، القمر الصناعى «طيبة-1»، لخدمة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فى منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا، من فرنسا.

"القوصى": ينتظم فى مداره خلال أيام.. ويقدم خدماته لمدة 15 عاماً

وقال الدكتور محمد القوصى، الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، إن «توقيت إطلاق القمر ستحدده الشركة المسئولة عن إطلاقه اليوم»، مشيراً إلى أن هناك فريقاً مصرياً كاملاً يتابع عملية الإطلاق بالتعاون مع شركة (آريان سبيس) الفرنسية على صاروخ الإطلاق (آريان-5)، وذلك من قاعدة الإطلاق بمدينة كورو بإقليم جويانا الواقع على الساحل الشمالى لأمريكا الجنوبية، لافتاً إلى أن وزنه 5600 كيلوجرام، مشيراً إلى أنه سيكون موجوداً فى مدار فوق خط الاستواء 35.5 شرقاً، موضحاً أن مكانه ثابت باسم مصر، يمثل امتداداً لأرض مصر فى الفضاء، وتحميه الأمم المتحدة بالمعاهدات والقوانين الدولية، وسيعمل على النطاق الترددى «كا باند» واسع النطاق.

وأوضح «القوصى» أن «طيبة-1»، سيستغرق عدداً من الأيام كى ينتظم فى مداره المخصص له، نظراً لظروف الإطلاق، مؤكداً أنه خلال 3 شهور سيقدم جميع خدمات الاتصالات والإنترنت بنجاح، مؤكداً أن مصر ستكون لديها شبكتان، الأولى: أرضية المعتمدة على الكوابل وأبراج الاتصالات، والثانية: فضائية عبر القمر الصناعى.

ولفت إلى أن القمر غادر مقر قاعدة شركة «إير باص» فى مدينة تولوز الفرنسية منتصف أكتوبر الماضى، إلى مدينة كورو، الواقعة غرب دولة فنزويلا، فى قارة أمريكا الجنوبية، لإتمام تجهيزات إطلاقه، مشيراً إلى أنه مُصمم ليظل فى الفضاء الخارجى لمدة تقترب من 15 عاماً.

وبشأن القمر الصناعى «كيوب سات»، الذى أُطلق اليوم من المنصة اليابانية بالمحطة الفضائية الدولية فى الفضاء، أكد «القوصى» أنه «انتظم فى مداره فور وصوله بساعات دون وجود أى مشكلات»، مضيفاً أنّ «التواصل معه لم يحدث حالياً، وأن هناك عدداً من الإجراءات الأولية تسبق عملية التحكم فيه، أولها يتمثل فى إرسال الأوامر والإشارات له لاستقبالها والرد عليها ثم التحكم به، وبعد الانتظام تبدأ متابعته من مصر».

وتابع الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء أنّ القمر كيوب سات صغير الحجم ويزن واحد كيلوجرام، وتم تصنيعه بالكامل داخل وكالة الفضاء المصرية بواسطة مهندسين مصريين، وهو أحد أقمار مشروع تحالف المعرفة الذى تموله أكاديمية البحث العلمى وبالتعاون مع الجامعات والمعاهد البحثية والقطاع الصناعى فى مصر.

"حمد": يزيد التعاون مع الدول المتقدمة فى التعليم

وقال الدكتور أحمد حمد، رئيس الجامعة البريطانية، إن الدولة المصرية استطاعت الفترة الماضية أن تتخطى عقبات كثيرة ومراحل معقدة من خلال تسخيرها البحث العلمى لخدمة وتنمية المجتمع المصرى، مؤكداً أن إطلاق عدد من الأقمار الصناعية الفترة الماضية أعظم ما نفذت مصر لخدمة أهداف التنمية المستدامة 2030. وبشأن الاستفادة من القمر الصناعى فى قطاع التعليم، خاصة الجامعى.

وقال «حمد» إن القمر «طيبة-1» والأقمار التى تم إطلاقها سابقاً، ستسهم فى تنميته ودعمه، بالإضافة إلى زيادة الاتصال ونشر المعلومات عبر خدمة «التعليم عن بعد»، بالإضافة إلى دعمه قيمة التعاون المشترك مع الدول المتقدمة فى التعليم.

"جلال": يحقق ثورة هائلة فى مجالات الزراعة والصحة

وقال الدكتور أحمد جلال، عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس، إن القمر الصناعى «طيبة-1» المقرر إطلاقه فى 22 نوفمبر الجارى، والقمر الصناعى إيجبت سات A، وغيرهما من الأقمار التى تم إطلاقها، ستحقق ثورة هائلة فى شتى المجالات الحيوية للدولة المصرية، سواء كانت تعليمية أو صحية أو زراعية كبرى لم تحقق من قبل، مؤكداً أنه بالنسبة لمجال الزراعة ستتيح إمكانيات القمر إجراء مسح شامل لجميع الأراضى الزراعية وغير الزراعية الموجودة فى مصر، فضلاً عن استخدام تقنيات أفضل فى مجال الزراعة.

وأوضح أنه من خلال القمر سيتم الاستفادة من التقنيات الحديثة التى وصلت لها الدول المتقدمة فى مجال الزراعة عن طريق «الفيديو كونفرانس» وتكنولوجيا الإنترنت وغيرهما، لافتاً إلى أن مصر بهذه التكنولوجيا الذكية تستطيع إفادة كل المجتمع الأفريقى بشتى المجالات وزيادة توطيد العلاقات، بالإضافة إلى تنمية قطاع الزراعة فى معظم الدول الأفريقية.

و"سرحان": إنذار مبكر بالفيضانات والزلازل والبراكين والسيول

وأوضح الدكتور عبادة سرحان، رئيس جامعة المستقبل وأستاذ تكنولوجيا الحاسبات، أن مصر سعت بخطوات ملحوظة لدخول عالم الأقمار الصناعية، لافتاً إلى أنها ستكون داعماً رئيسياً للتنمية فى مجالات عديدة، فهى تسهم فى الحد من المخاطر التى تتعرض لها الدولة كالفيضانات والزلازل والسيول والبراكين من خلال عملية رصد دقيق تقوم بها الأقمار، موضحاً أن القمر الصناعى الجديد سيلعب دوراً ملموساً فى قطاعات الأرصاد الجوية والكشف عن الثروة المعدنية، والاستفادة منه فى الاهتمام بالرقعة الزراعية والحفاظ على الأراضى من التصحر. وأكد أن دولة لا تمتلك أى أقمار صناعية لا تستطيع التصدى لأعدائها وحماية نفسها مثلاً من «الإعلام المضاد» الذى توجهه دول تعادى مصر.

خبراء: يسهم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030

وقال الدكتور هانى حرب، عميد كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن إطلاق الأقمار الصناعية سيعمل على تنمية جميع القطاعات أبرزها «التعليم عن بعد»، موضحاً أنه يمكن نشر الثقافة والرؤية العلمية فى شتى الأماكن مهما ابتعدت عن المركز أو العاصمة، فالخدمة ستكون متاحة للجميع بإتاحة خدمة إنترنت قوى عن طريق القمر الجديد، مضيفاً أنه سيسهم فى خدمة كليات الذكاء الاصطناعى الجديدة التى شرعت الدولة فى إنشائها مؤخراً، منوهاً بأن الجامعات المصرية فى ظل رؤية الدولة 2030 للتنمية المستدامة بدأت تعمل على تحديث برامجها ومناهجها للتماشى ومواكبة المتطلبات الحديثة للتعليم، وذلك من أجل إخراج كوادر تعليمية متميزة تتسق مع متطلبات سوق العمل.


مواضيع متعلقة