أنقذت طفلا من بطن تمساح وربطت أسدا في ساقية.. كرامات الصالحين ليست خيالا

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

أنقذت طفلا من بطن تمساح وربطت أسدا في ساقية.. كرامات الصالحين ليست خيالا

أنقذت طفلا من بطن تمساح وربطت أسدا في ساقية.. كرامات الصالحين ليست خيالا

كرامات الأولياء أمر ثبت في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وثبت أيضا للعديد من الصحابة في حياة النبي وبعد وفاته، فقد استخلص أهل التصوف وصف الولي من قوله تعالى: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، وتعد قصة الخضر عليه السلام، والتي ورد في القرآن، أكبر دليل على أن الكرامات أمر واقعي وليس شطحا أو ادعاء.

ويحكي الدكتور عبدالله الناصر حلمى، أمين عام اتحاد القوى الصوفية، لـ"الوطن"، الكرامات الثابتة لبعض الصالحين ومنها الإمام أبوالحسن الشاذلي، وهو ما نقله ابن بطوطة بقوله: "أخبرني الشيخ ياقوت عن شيخه أبي العباس المرسي، أن أبا الحسن كان يحج في كل سنة، وفي آخر سنة خرج فيها، قال لخادمه: استصحب فأسا وقفة وحنوطا، وما يجهز به الميت فقال له الخادم: ولم ذا يا سيدي؟ فقال له: في حميثرا سوف ترى"، وحميثرا مدينة في صعيد مصر، ويكمل بن بطوطة: "فلما بلغا حميثرا اغتسل الشيخ أبو الحسن، وصلى ركعتين، وقبضه الله عز وجل في آخر سجدة من صلاته، ودفن هناك، وقد زرت قبره مكتوب عليه اسمه ونسبه متصلا بالحسن بن علي رضي الله عنه".

ومن الكرامات المنسوبة إبراهيم الدسوقى أن تمساح النيل خطف صبيا من على شاطئ دسوق، فأتت أمه مذعورة إلى الدسوقي تستنجد به، فأرسل نقيبه فنادى بشاطئ النيل: "معشر التماسيح، من ابتلع صبيا فليعيده"، فطلع ومشى معه إلى الشيخ -الدسوقي-، فأمره أن يلفظ الصبي فلفظه حيا في وجود الناس، وقال للتمساح: "مت؛ فمات في حينها".

وبحسب "حلمي" فإن أبي العباس المرسى كان لديه قدرة على معرفة ما يدور فى خاطر الرجل أمامه فيخبره به، وأنه يفكر فى كذا وكذا، ويقول أبو العباس عن نفسه "والله ما سار الأولياء والأبدال من قاف حتى يلقوا واحدا مثلنا، فإذا لقوه كان بغيتهم، ثم قال: وبالله لا إله إلا هو، ما من ولي لله كان أو كائن إلا وقد أطلعني الله عليه وعلى اسمه ونسبه وكم حظه من الله".

وتحكى كتب الصوفية أن عبدالرحيم القناوى ذات يوم كانت هناك ساقية يدورها عجل فأتى أسد وأكل العجل فطلب الأهالي تدخل القنائي، فأتى بالأسد ووضعه مكان العجل لمدة ثلاثة أيام وكان يطعمه وأخذ لقب عبدالرحيم يا أسد وكانت هذه من ضمن كراماته.

ويحكى القطب الصوفي الكبير الإمام الشعراني في كتابة "كرامات الصوفية" عن أبوالحجاج الأقصري قوله إنه "يجتمع بالخضر عليه السلام أعلم أهل الأرض".

"نصير": قصص "الخضر ومريم وكرسي بلقيس" أبرز أدلة الكرامات بالقرآن

بدورها قالت الدكتور آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر، إن أدلة الكرامات الواردة في القرآن كثيرة، منها قصة الخضر وهو العبد الصالح الذي علمه الله ما لم يعلمه لنبيه موسى، والسيدة مريم فمن كرامتها قوله تعالى "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنىٰ لك هٰذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب"، وقوله تعالى في نفس القصة "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا" فمن المعلوم أن النخلة لا يستطيع شخص عادي فما بالنا بامرأة واضعة على هزها وهو ما يعد كرامة ظاهرة.

تابعت: ورد في السنة كرامات كثيرة لأولياء الله الصالحين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كأسيد بن حضير، وعباد بن بشير، وعاصم بن ثابت، وغير هؤلاء كثير، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون وبقية العشرة المبشرين، وكذلك ثبتت كرامات كثيرة للصالحين من التابعين، ومن الكرامات الواردة في السنة الصحيحة للصالحين في الأمم السابقة حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار، فنزلت صخرة عظيمة فسدت عليهم باب الغار، فدعا كل منهم ربه وتوسل إليه بأعظم عمل صالح فعله في حياته، حتى فرج الله عنهم وفتح باب الغار.

"النجار": علماء المسلمين أجمعوا على وقوع الكرامات.. وابن تيمية جعلها من أصول المذهب السني

فيما قال الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، لقد أجمع المسلمون وعلماؤهم على مشروعية الكرامات وحدوثها، بضوابط واضحة منها أن يكون صاحب الكرامة مؤمنا تقيا، وألا يدعي صاحب الكرامة الولاية، أو ما ليس له، وألا تكون الكرامة سببا في ترك شيء من الواجبات، وألا تخالف الكرامة أمرا من أمور الدين، فالكرامات والتصديق بها جزء من أصول أهل السنة، وحتى أعتى المتشددين يؤمن بذلك، يقول ابن تيمية: "ومن أصول أهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات، وأنواع القدرة والتأثيرات، كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة".

وقد ألف العديد من كبار العلماء المسلمين في كرامات الأولياء، مثل "درة الأسرار" للدكتور عبدالحليم محمود، و"كرامات الصوفية" للشعراني، إضافة إلى بعض كتابات بن بطوطة، وبعض الصوفية، لذا ما ينقله المتشددون في عصرنا الحالي من استنكار للكرامات ممن يصفون أنفسهم بالسلفية، محض جنون، فالكرامات ثابتة والمبالغة والادعاء فيها أمر مرفوض بلا شك، ولا أدري كيف يرفضون الكرامات رغم جعل شيخهم ابن تيمية لها من أصول المذهب السني، ولا شك أن منكرها جاحد بأحد أصول المذهب السني.


مواضيع متعلقة