كرامات العلم.. وكرامات الأولياء
- التربية والتعليم
- التعليم الأزهرى
- الحملة الفرنسية
- الخديو إسماعيل
- السيدة زينب
- العصر المملوكى
- القرن التاسع عشر
- القرن العشرين
- الموروث الثقافى
- رفاعة الطهطاوى
- التربية والتعليم
- التعليم الأزهرى
- الحملة الفرنسية
- الخديو إسماعيل
- السيدة زينب
- العصر المملوكى
- القرن التاسع عشر
- القرن العشرين
- الموروث الثقافى
- رفاعة الطهطاوى
منذ ميلادها خلال القرن التاسع عشر وتعدُّد وتنوع رموزها خلال القرن العشرين بدت النخبة التنويرية المصرية أكثر التصاقاً بالسلطة التى أفرزتها، وأقل اهتماماً بمواجهة الفكر الموروث عن العصر المملوكى. اهتم أكثر أفراد النخبة التى ظهرت خلال القرن التاسع عشر بمسألة التعليم، ولعب رفاعة الطهطاوى دوراً تنظيرياً مهماً فى هذا السياق على مستوى التنظير والممارسة، لكنَّ أداءه كان مرتبطاً بالهامش الذى تسمح له السلطة بالتحرك فيه. فقد تمتع بحرية حركة كاملة فى عصر محمد على، لكن الأمر اختلف حين تولَّى عباس الأول الحكم وكان خلافاً لجده زاهداً فى التعليم، فأبعد «الطهطاوى» إلى السودان، وعندما تولَّى «سعيد» الحكم أعاده إلى مصر مرة أخرى ليلعب دوره من جديد فى تسيير آلة التعليم ولكن فى حدود حدها الوالى الذى كان يرى أن ضرر التوسع فى التعليم يفوق منافعه، وأن قيادة شعب يتعيش على الجهل المملوكى الموروث أسلس من قيادة شعب متعلم ومتنور، وقد قرر «سعيد» فى النهاية الاستغناء عن خدمات «الطهطاوى» فمكث عاطلاً عن أى عمل حتى تولَّى الخديو إسماعيل الحكم فاستعان به من جديد وعاد إلى نشاطه الأول فى التربية والتعليم والتثقيف.
ارتباط آلة التعليم والتنوير بالسلطة وتوجهاتها قلَّل كثيراً من آثارها الشعبية. فلم تكن هذه الآلة تنعم بأى استقلال أو استقرار يمكّن روادها والقائمين عليها من إحداث تغيير ثقافى كبير يستطيع مواجهة الموروث الثقافى المملوكى. فى المقابل كان الأزهر ينعم بهذا النوع من الاستقلالية، ويتمتع بهامش حرية أكبر فى نشر ثقافته بين المصريين، وهى الثقافة التى تبلورت أبرز ملامحها خلال الحقبة المملوكية، وكانت تعتمد بالأساس على تعليم اللغة والفقه والعقائد وعلوم الدين الأخرى، ولا تُلقى بالاً للعلوم العصرية التى تعرف عليها المصريون بعد اصطدامهم بالحملة الفرنسية.
واللافت أن البعد التنظيمى الذى ميّز التعليم المدرسى -خلافاً لفوضوية التعليم الأزهرى - قلَّل إلى حد كبير من التأثير الشعبى للمؤسسة التعليمية، إذ جعل المتعلمين جزءاً من دولاب الدولة. وقد ذكرتُ لك أن سياسة كرومر فى التعليم قامت على تخريج الكوادر التى يحتاجها دولاب الدولة وفقط، وهى السياسة التى تبناها من تولّوا رسم سياسات التعليم فى البلاد من بعده. وكان لهذا التوجه أثر على دور المتعلمين فى تثقيف البسطاء الذين يعيشون بينهم من أفراد الشعب، فتعاملوا معهم بنوع من التعالى والتجهيل، وبدوا فى نظر البسطاء وكأنهم جزء من هيئة الحكم المنظمة، فنبذهم الناس وراء ظهورهم ونابذوهم العداء واتجهوا إلى المشايخ والأزهريين الأكثر تناغماً مع حالة الفوضى التى يحيون فى ظلالها، والأشد التصاقاً ورعاية لثقافتهم الموروثة عن العصر المملوكى.
بإمكانك أن تظفر بصورة متكاملة الملامح لهذه الحالة فى رواية «قنديل أم هاشم» للمبدع الراحل «يحيى حقى». فبطل الرواية «إسماعيل» تعلَّم طب العيون فى ألمانيا وعاد إلى مصر فتعامل بقدر صارخ من التعالى مع مَن حوله وأخذ يسخر من تعلقهم بمقام السيدة زينب ويصرخ فى وجوههم حين يعتمدون على زيت «قنديل أم هاشم» لمداواة العيون. بدا «إسماعيل» وكأنه قد أصبح من الحكام، ورغم حاجة من حوله وعلى رأسهم حبيبته «فاطمة النبوية» إلى علمه إلا أنهم رفضوه، وواجهوه بمنتهى العنف وهو يحطم القنديل، وارتموا فى أحضان مشايخ الجهل الأكثر اتساقاً معهم والأكثر قرباً إلى عقلهم ووجدانهم. ظل «إسماعيل» على تلك الحال حتى تخلَّى عن «أسلوب الصدمة» واهتدى إلى المعادلة الوسط، فابتعد عن تسفيه تفكيرهم والسخرية من توقيرهم للسيدة زينب وزيت قنديلها، وقال لهم إنه مثلهم يتبرك بكراماتها، لكنه عرفهم أن للعلم كراماته أيضاً.
- التربية والتعليم
- التعليم الأزهرى
- الحملة الفرنسية
- الخديو إسماعيل
- السيدة زينب
- العصر المملوكى
- القرن التاسع عشر
- القرن العشرين
- الموروث الثقافى
- رفاعة الطهطاوى
- التربية والتعليم
- التعليم الأزهرى
- الحملة الفرنسية
- الخديو إسماعيل
- السيدة زينب
- العصر المملوكى
- القرن التاسع عشر
- القرن العشرين
- الموروث الثقافى
- رفاعة الطهطاوى