"مبنى العجوزة".. قصة حب قديمة بين "السيرك" وجمهوره

"مبنى العجوزة".. قصة حب قديمة بين "السيرك" وجمهوره
- السيرك القومى
- مسرح البالون
- المبانى الأثرية
- الثقافة
- الفنون الشعبية
- عروض السيرك
- البيت الفنى للمسرح
- السيرك القومى
- مسرح البالون
- المبانى الأثرية
- الثقافة
- الفنون الشعبية
- عروض السيرك
- البيت الفنى للمسرح
بعدما أنهى المهندس محمد الشال، صاحب إحدى الشركات، «مشوار» له فى شارع جامعة الدول العربية الشهير بالمهندسين، برفقة ابنتيه، آلاء وإيمان، قرر أن يصطحبهما لأول مرة لحضور عرض مسائى بالسيرك القومى بالعجوزة، الواقع على بعد كيلومترات قليلة من هذا الشارع الحيوى.
قرب السيرك من هذا الشارع، الذى يعتبره كثيرون أنه يقع فى «وسط البلد»، دفع «الشال» لأن يتخذ هذا القرار الذى لم يكن قد خطط له من قبل، حيث رآها فرصة لأن تشاهد ابنتاه لأول مرة السيرك، الذى لم يزره أبوهما أيضاً من قبل.
"الشال": المكان ده أفضل ومواصلاته أسهل
ينظر «الشال» للسيرك القومى، الذى أسسه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1966، بنفس البقعة القائم بها حتى الآن، والمطلة على النيل، باعتباره «قيمة فنية وتراثية كبيرة وأحد معالم مصر».
غير أن الرجل الذى سمع من الإعلام عن وجود مقترحات ومحاولات لنقل السيرك ومسرح البالون المجاور من مكانهما الحالى إلى أرض مطار إمبابة، أعرب عن رفضه للفكرة، قائلاً: «المكان هنا أنسب، وأسهل فى مواصلاته والوصول إليه»، وأشار فى المقابل إلى أن المنطقة البديلة، وهى أرض مطار إمبابة، هناك صعوبة فى وصول فئات كثيرة إليها، نظراً لعدم وجود وسائل مواصلات كافية إليها، حتى لو «تاكسى» أو «أوبر» هيبقى متضرر وهو رايح هناك، وممكن يرفض».
بجوار شباك التذاكر، يقف أيضاً سامح النحاس، صاحب مكتب، وزوجته وطفلتاه، الذى قال إن هذا المكان الذى يعرفه منذ أن كان عمره خمس سنوات، هو الأفضل للسيرك وليس أى مكان آخر.
«النحاس» قال بينما كان يحمل إحدى طفلتيه على كتفه، ويستعد للدخول قبيل دقائق من بدء العرض المسائى: «السيرك طول عمره هنا، والناس اتعودت على مكانه».
بجوار شباك التذاكر كان يقف أيضاً عدد من الأشقاء العرب، بعد أن حجزوا مقاعدهم لرؤية السيرك الأشهر فى مصر، حيث أشار أحدهم ويدعى «سيف»، عراقى الجنسية، أنه استقل تاكسى لموقع السيرك، ولم يجد مشقة فى الوصول.
"أمل": معروف للناس وقريب للسياح
داخل «الشباك» كانت أمل محمد، موظفة حجز التذاكر بالسيرك القومى، جالسة وأمامها خريطة بالأماكن التى تم حجزها وتلك التى لا تزال شاغرة، مؤكدة من واقع خبرتها التى اكتسبتها على مدار السنين أن المكان الحالى هو الأنسب للسيرك.
تقول «أمل»: «المكان ده الأنسب لأنه يعتبر فى وسط البلد، وبمنطقة راقية، هذا فضلاً عن أنه الأصل منذ إنشاء السيرك فى الستينات، حتى إنه ارتبط فى اسمه بمنطقة العجوزة، وسواقين التاكسى كلهم عارفينه». ومن واقع درايتها بالزبائن وفنون جذبهم، تؤكد «أمل» رفضها نقل السيرك القومى من مكانه الحالى، قائلة: «المكان هنا اتعرف من زمان، وما ينفعش بعد ما بقت فيه رجل على المكان، تروح مغيره».
ويضاف لما سبق، من وجهة نظر «أمل»، أن المكان الحالى قريب من مناطق تمركز العرب فى المهندسين وشارع جامعة الدول العربية، الذين يشكلون غالبية جمهور السيرك فى موسم الصيف تحديداً. أما عن مقترحات ومحاولات نقل السيرك لأرض مطار إمبابة، فتضيف: «إمبابة كلها مشاكل، والوصول ليها صعب، يمكن لو كان الكلام عن أكتوبر ولا التجمع كان يبقى أفضل».
أمام المدخل الرئيسى للسيرك، كان عدد من اللاعبين والمدربين يتوافدون استعداداً لبدء فقراتهم، وكان من بينهم «الكابتن حسنين»، كابتن «الرِّجل»، وهى اللعبة الشهيرة المحببة التى يؤدى اللاعب فيها حركات أكروباتية فوق أرجل خشبية طويلة.
يستعيد «حسنين» المحاولات القديمة التى حدثت أيام الرئيس الأسبق مبارك، عندما كانت هناك خطة لنقل السيرك ومسرح البالون المجاور، وإنشاء مول تجارى كبير مكانهما، وفشلت أيضاً لرفض العاملين والجمهور، مؤكداً أن «أى محاولات جديدة شبيهة سيكون مصيرها الفشل كذلك».
"رستم": آباؤنا عملوا وضحوا فيه
هذا ما أكده أيضاً حسن رستم، مدرب الثعابين، قائلاً: «ده المكان اللى أبويا وأمى ماتوا فيه واللى كلنا مرتبطين بيه، فكل اللى شغالين هنا عائلات، ومنهم اللى اتعور أو حصله حالة عجز أو مات فيه، وهنفضل فيه ومرتبطين بيه».
وحول ما يقال من مبررات لمقترحات نقل السيرك لأرض مطار إمبابة، لتطوير المنطقة هناك، يضيف «رستم»: «لو عايزين يطوروا إمبابة أهلاً وسهلاً، يطوروها ويعملوا مسارح جديدة وسينمات هناك، أو حتى يعملوا ملحق جديد للسيرك هناك، لكن المقر الرئيسى للسيرك القومى يجب أن يبقى هنا».