ماجي الحلواني عن "الثعلب": "كان بيذاكر المباريات"

كتب: إلهام زيدان وحسام حربى

ماجي الحلواني عن "الثعلب": "كان بيذاكر المباريات"

ماجي الحلواني عن "الثعلب": "كان بيذاكر المباريات"

فى بداية ستينات القرن العشرين وقبل ظهور التليفزيون، بدأت الجماهير تعرف مهنة المعلق الرياضى عبر أثير الإذاعة، وكانت البداية من كابتن محمد لطيف، الذى يعد أول من أدخل التعليق على كرة القدم، وكان مراقب عام البرامج الرياضية بالتليفزيون على مدى 16 عاماً، كما برزت أيضاً عدة أسماء لمعت فى سماء التعليق، منها كابتن ميمى الشربينى ومحمود بكر وحسين مدكور، و«الثعلب» الكابتن حمادة إمام، نجم نادى الزمالك، الذى يعتبر الحلقة الثانية فى (آل إمام الكروية)، حيث كان والده هو الكابتن يحيى الحرية إمام، حارس مرمى الزمالك ومنتخب مصر، فى ثلاثينات القرن الماضى.

حمادة إمام بدأ مسيرته الكروية بالانضمام للناشئين بالزمالك فى 1957، ولعب لمختلف فئات الشباب فى النادى وهو فى سن صغيرة، نظراً لموهبته الكبيرة، وتدرج فى مسيرته الكروية الحافلة بالإنجازات، إلى أن اعتزل فى عام 1974 واتجه بعدها للإدارة، حيث عمل مديراً للكرة فى الزمالك، وتدرج فى العمل الإدارى حتى وصل إلى منصب نائب رئيس الجبلاية، كما أنه بعد اعتزاله اتجه للتعليق الكروى، فكان واحداً من أفضل وأشهر المعلقين فى الوطن العربى.

زوجته: كان يلتزم الحياد فى المباريات.. و"القادمون من الخلف" و"هاتها من الشبكة" أشهر عباراته

عن حمادة إمام المعلق والزوج، تحدثت الدكتورة ماجى الحلوانى، عميدة كلية الإعلام الأسبق، التى بدأت كلامها قائلة: «يسعدنى أن أتحدث عن الراحل العزيز حمادة إمام، فهو نعم الناس، وكان من أكثر الشخصيات المحترمة التى قابلتها فى حياتى، ليس لأنه زوجى لكن هذه هى الحقيقة التى يعرفها كل من تعامل معه»، وتؤكد أنه «على مدار عشرة العمر التى امتدت لأكثر من 40 سنة، لم أسمع منه كلمة خارجة، ودائماً أقول إن ما وصلت إليه فى حياتى من مناصب وترقيات فى عملى إلى أن وصلت عمادة كلية الإعلام، كما كنت عضواً فى العديد من اللجان التابعة لوزارة الثقافة أو غيرها، كلها يرجع فيها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى وقوف زوجى حمادة إمام إلى جوارى ودعمه المستمر لى»، لافتة إلى أنه لم يكن ينزعج من غيابى خارج البيت للمشاركة فى حضور اجتماعات اللجان التى كنت عضوة بها، رغم أن معظم هذه الاجتماعات كانت تنعقد بعد الظهر أو مساءً، بل كان حمادة إمام فخوراً بى ويقدمنى لمعارفه بفخر ويقول «العميدة ماجى الحلوانى» لذلك أشعر بالامتنان دائماً!

وعن علاقته بالأسرة، قالت: لدينا أشرف كابتن طيار، وحازم كابتن نادى الزمالك، وعندما تخطى الاثنان مرحلة الطفولة كان والدهما صديقاً لهما، ويهتم بمعرفة أخبارهما الدقيقة، خاصة حازم الذى كان ينصحه دائماً بتخفيف «الترقيص الزيادة»، لأن حازم كان معروفاً بالمراوغة فى الملعب. متابعة: ورأى حمادة جميع حفيداته بنات فكان حنوناً عليهن جميعاً، بل كان حمادة ودوداً مع الجماهير الذين لا يعرفهم بشكل شخصى، فكان حين يقابلنا أى واحد من الجمهور يقوله: «إزيك يا كابتن حمادة»، كنت أراه شديد الترحيب به بشكل حميم، لذلك له جماهير من الزمالك وحتى من الأهلى.

لم أكن أحب أن يعلق "حمادة" على مباريات يشارك فيها "حازم"

وكمعلق رياضى قالت «الحلوانى»: الأجيال السابقة حفرت اسمها فى ذاكرة الجمهور، منهم كابتن لطيف وميمى الشربينى ومحمود بكر وحمادة إمام، الذى كان يهتم بشكل أساسى بموضوع الإعداد للمباراة، على الرغم من خبرته الواسعة والممتدة فى مجال اللعبة، إلا أنه كان يحرص على المذاكرة من جديد قبل كل مباراة بيوم، وكان يعد دراسة متكاملة لكل ماتش ولديه ما يشبه «الدوسيه» الخاص، يضم كل التفاصيل الخاصة بكل فريق عربى أو أجنبى، لأن حمادة قام بالتعليق فى كثير من المباريات الدولية ومباريات كأس العالم، فكان لديه خبرات واسعة وكان مطلوباً باستمرار للتعليق، ويكاد يكون المعلق الوحيد الذى علق فى معظم المباريات الدولية والمحلية نظراً لحياده وثقافته الكروية والعامة، وتضيف: كان يضع سيناريو للعب كل فريق، ويخصص أوراقاً باسم كل لاعب يشارك فى المباراة، وعندما تبدأ المبارايات، يحدد المشاركين داخل الملعب والجالسين على دكة الاحتياطى من أوراقه بالتوازى، مؤكدة أن تميزه فى التعليق يرجع إلى التحضير الإيجابى والقراءة وسعة الاطلاع فى مجال الرياضة وفى مختلف المجالات، وهو من أوائل الناس التى اهتمت بمتابعة الإنترنت لمعرفة أحدث الأخبار، وكذلك شراء الأجهزة الحديثة لتساعده فى عمله، وعن أشهر لزماته خلال التعليق قالت: الناس تذكر له عدة جمل منها «يا ولد يا ولد يا ولد».. «القادمون من الخلف».. «هاتها من الشبكة» ومعظم المعلقين الحاليين أخذوها منه.

ورغم أن «إمام» كان زملكاوياً، لكنه كان معروفاً بالحيادية، كما تقول الحلوانى فلم يكن ينحاز فى التعليق لنادى الزمالك، على حساب الفريق المنافس، وحتى عندما كان حازم ابننا يشارك فى المباراة التى يعلق عليها حمادة، كنت «أزعل منه» لأنى كأم أشعر أنه لا يوفى حازم حقه، رغم أن كابتن ميمى الشربينى كان يلقب حازم بـ«إمبراطور الملاعب»، ولذلك لم أكن أحب أن يعلق حمادة على مباريات يشارك فيها حازم بالخصوص، وتنتقد «الحلوانى» المعلقين الحاليين، بقولها «المعلق فى الوقت الحالى لا يلتزم بالحيادية اللازمة، ولا يحرص على إخفاء انحيازه».


مواضيع متعلقة