عشوائية الاختيار وضعف العائد المادي.. أزمات تواجه مهنة المعلق

عشوائية الاختيار وضعف العائد المادي.. أزمات تواجه مهنة المعلق
- التعليق الرياضي
- معلق رياضي
- مهنة التعليق
- النقاد الرياضيين
- كرة القدم
- التعليق الرياضي
- معلق رياضي
- مهنة التعليق
- النقاد الرياضيين
- كرة القدم
أكد عدد من المعلقين والنقاد الرياضيين، أن التعليق المصرى فى حاجة إلى نظرة شاملة للارتقاء بركن أساسى من أركان المنظومة الرياضية، خاصة أن كرة القدم شهدت تطويراً فى كل شىء حتى فى قوانين اللعبة، لافتين إلى أن مهنة التعليق ليست مربحة مادياً لذلك فهى غير مغرية بالنسبة لنجوم كرة القدم، حيث إن المعلق من الممكن أن يتقاضى أقل من 200 جنيه عن المباراة وهو أمر فى غاية الصعوبة، فلابد من وجود شىء يميز المهنة لاستقطاب أكبر عدد من نجوم كرة القدم الذين يتجهون إلى التحليل والتدريب بسبب المكاسب المادية.
ويقول المعلق الرياضى محمد الكوالينى، إن التعليق والصوت المصرى مطلوب بشكل كبير، والدليل وجود أكثر من معلق مصرى فى التليفزيونات العربية، لافتاً إلى أن أى معلق تخرج من باب قنوات النيل للرياضة بكل تأكيد سيكون متميزاً، لأنه خاض اختبارات منها العملى ومنها النظرى، وتتلمذ على أيدى كبار الأساتذة، ولكن للأسف القنوات الخاصة أدخلت إليها عدداً كبيراً من المعلقين، وكثير منهم غير معتمد فى التليفزيون المصرى أو إذاعة الشباب والرياضة.
وأضاف محمد الكوالينى، لـ«الوطن»، أن مهنة التعليق ليست مربحة مادياً لذلك فهى غير مغرية بالنسبة لنجوم كرة القدم، حيث إن المعلق من الممكن أن يتقاضى 200 جنيه عن المباراة وهو أمر فى غاية الصعوبة، لافتاً إلى أنه عندما دخل اختبارات التعليق فى قنوات النيل عام 1999-2000، خضع للتدريب على مدار 20 يوماً فى مبنى الإذاعة والتليفزيون، وبعد الانتهاء من تلك الفترة خضع لاختبارات، مؤكداً أن التعليق المصرى بخير «ولكن يحتاج إلى نظرة، خاصة أنه أحد أهم أطراف المنظومة الرياضية التى تطورت كثيراً خلال السنوات الماضية.
"الكاشف": مفردات العصر اختلفت ولن نُرضى جميع الأذواق
ويقول الكابتن أيمن الكاشف، المعلق الرياضى، إن التعليق المصرى تطور بكل تأكيد خاصة مع التطوير الذى طال المنظومة بأكملها، لافتاً إلى أن لعبة كرة القدم حدث بها تطوير بل إن قوانينها تغيرت، والتعليق أحد أركان منظومة اللعبة، فبالتالى اختلافه فى الوقت الحالى عن السابق أمر طبيعى.
ويضيف «الكاشف» أن مفردات العصر اختلفت عن السابق، بل ويحدث بها تغير كبير كل عقد من الزمن أى كل 10 سنوات، وهو أمر منطقى، مؤكداً أن التعليقات التى تظل عالقة بالأذهان حتى مع رحيل المعلق تكون موهبة وتوفيقاً من عند الله.
ويتابع: «مصر مليئة بالمعلقين الجيدين، وكل معلق منهم يمتلك اللون الخاص به حتى يتم إرضاء جميع الأذواق، لأن كل مشاهدى كرة القدم لا يتفقون على معلق واحد ولذلك المهنة تستلزم التنوع».
"محمود": يُظهرون انتماءاتهم ويستفزون الجمهور بتقييم قرارات المدير الفنى
الكابتن أشرف محمود، المعلق الرياضى، ومؤلف كتاب «التعليق الرياضى» الصادر عن مؤسسة الأهرام، يقول إن المعلق وضع نفسه فى أزمة من خلال الاستسهال وإطلاق الألقاب على اللاعبين فى عمر صغير، ويتورط فى تدليل اللاعب على حساب لاعبى الفريق المنافس، ويُظهر انتماءه، ويتدخل فيما لا يعنيه، ويطلق قرارات هى من اختصاص المدير الفنى، ومن هنا يستفز الجمهور، لذلك أتفق جزئياً مع رأى الجمهور الذى ينتقد مستوى المعلق، هناك وقت لا بد للمعلق أن يعرف متى يتوقف.
ويضيف: لكن التعليق الرياضى فى مصر سيظل هو الرائد، بدليل أن المعلقين العرب الذين ذاع صيتهم فى الفترة الأخيرة يعتمدون فى تعليقهم على مرادفات مصرية بحتة مستوحاة من أفلام وأغانٍ وأمثلة مصرية، ولم نسمع أغنية خليجية أو مغربية فى تعليقات الزملاء العرب إلا فيما ندر، وهى منحة ربانية، إذن المعلق المصرى الذى يمتلك أدواته لديه فرصة عظيمة للنجاح فى مهنته، ومن هنا عليه صقل موهبته، وخاصة أن لجنة المعلقين بالهيئة الوطنية للإعلام تتابع عملها لكن يدها لا تطول المعلقين خارج ماسبيرو.
ويؤكد الناقد الرياضى، فتحى سند، أن التعليق الرياضى يعيش أسوأ حالاته فى الوقت الحالى، قائلاً: الشريحة التى تمارس التعليق حالياً بعضها دخل من أبواب خاطئة دون تأهيل، ودخل آخرون بالمجاملة.
ويضيف: «القليل من المعلقين لديهم الحد الأدنى للمستوى الذى يسمح لهم بالتعليق»، مشيراً إلى أن التعليق فى مصر أصبح كالإعلام كل من هب ودب بيشتغل فيه، حسب قوله.
"سند": افتقاد المعلقين الثقافة ساهم فى إثارة الشارع الرياضى
ويتابع: التعليق أصبح يفتقد اللغة العربية والخلفية الثقافية، وهو ما ساهم بنسبة كبيرة فى إثارة الشارع الرياضى بين جمهور الأندية الجماهيرية، وخاصة الأهلى والزمالك، مؤكداً أن القنوات أصبحت تأتى بمن تشاء دون الاهتمام بمعايير أو قواعد وشروط محددة.
وطالب «سند»، الهيئة الوطنية للإعلام بضرورة وضع معايير وشروط يخضع لها كل المعلقين على أن يكون هناك تصنيف لهم كفئات حسب الكفاءة، مؤكداً أهمية أن تقوم الهيئة بمنح ترخيص سنوى للمعلقين يمكن إلغاؤه حال عدم الالتزام بالمعايير.
ويشدد على ضرورة أن تكون هناك إدارة متخصصة داخل القنوات الفضائية، لضبط اختيار المعلق الرياضى، بعد عمل الاختبارات اللازمة، لافتاً إلى أنه يجب منح مميزات تتعلق بالمهنة من أجل استقطاب نجوم كرة القدم إلى مهنة التعليق، حيث إنهم بعد الاعتزال يتوجهون مباشرة إما للتدريب أو للاستديوهات التحليلية بسبب ضعف راتب المعلقين.
ويقول المعلق الرياضى كريم خالد كامل: «إن المعلق هو الحلقة الأضعف فى الرياضة المصرية أما فى الخارج المعلق من أهم أركان الرياضة، فرفقاً بنا.. ولا تظلمونا، فنحن نحتاج الدعم»، مشيراً إلى أن مستوى أداء المعلقين يبدو متراجعاً، سواء قياساً بالمعلق فى الفترات السابقة أو المعلق العربى.
ويضيف أن هناك أسباباً وراء تراجع التعليق، حيث إنه فى الماضى لم يكن هناك قنوات حصرية تبث المباريات دون غيرها، فالمعلق الحالى يعلق فقط على الدورى المصرى، لافتاً إلى أن الفارق كبير بين مستوى اللعب فى الدورى المحلى عند المقارنة مع الدوريات الأخرى الإنجليزى أو الإسبانى أو الإيطالى.
ويوضح: «كما أن الجيل السابق كان المعلقون عددهم على أصابع اليد الواحدة، وجيل كابتن لطيف وميمى الشربينى كان يعلق على مباريات الدوريات الأوروبية أيضاً التى يفضل الجمهور مشاهدتها وقت أن كان التليفزيون المصرى يشترى حق بث البطولات الأوروبية وكأس العالم، ودورى أبطال أوروبا وغيرها، وبناء عليه فالناس كانت ملتفة حول شاشة التليفزيون المصرى، ولكن حالياً نحن فى الداخل لا نعلق إلا على الدورى المصرى».
"كريم": نتقاضى 110 جنيهات أجر المباراة
ويتابع: «نحن مثلاً 40 معلقاً لا نعمل إلا فى إذاعة الشباب والرياضة، ونعلق على الماتشات بالدور، ولدينا 8 مباريات كل أسبوع، يعنى المعلق الواحد يعلق على ماتش واحد كل 5 أسابيع، وهو فى الأساس ليس على قوة الإذاعة وليس له راتب، بل يتقاضى 110 جنيهات نظير المباراة الواحدة من الإذاعة المصرية، فى حين يتقاضى نظيره فى (بين سبورت) 10 آلاف دولار فى الشهر، وبعد ذلك الجمهور يقول المعلق العربى أفضل، فلا وجه للمقارنة، كما أن المعلقين العرب لديهم فرص لإذاعة مباريات كبرى فى بطولات لها ثقلها، أما نحن فمظلومون بكل المقاييس».