الإنشاد الديني تائه بين وزارة ونقابتين.. مدد يا أهل البلد

الإنشاد الديني تائه بين وزارة ونقابتين.. مدد يا أهل البلد
الإنشاد الدينى.. هل هو شكل غنائى أم قالب مستقل بذاته؟ سؤال تعددت إجاباته ولم يحسم على مدار سنوات طويلة، آخرها أمس الأول بالنقاش الذى جرى تحت قبة البرلمان، حول مشروع إنشاء نقابة له، وعلى أثره ضاعت حقوق شريحة واسعة من المنشدين، المادية والأدبية، فى ظل تضارب الاختصاصات والجهات المتحدثة باسمه، ففى الوقت الذى يعد فيه شعبة تتبع نقابة المهن الموسيقية، هناك مشروع لإنشاء نقابة مستقلة له، بينما لفت البعض إلى أن الولاية على المنشدين تابعة لدار الأوبرا المصرية.
البعض يطالب بنقابة مستقلة.. والآخر يؤكد تبعيته للمهن الموسيقية.. وهناك من ينسبه لـ"الثقافة"
«الإنشاد شكل غنائى»، فى رأى المنشد عامر التونى، لأنه يعتمد على المهارات الموسيقية، فكما أن الغناء الغربى ينقسم إلى صيغ موسيقية، فالغناء الشرقى ليس له صيغ، إنما قوالب بمسميات مختلفة مثل الطقطوقة، والدور، وأيضاً القصيد الدينى ومنه التواشيح، ويصعب الفصل بين الإنشاد والموسيقى، فالمنشد لكى يحترف العمل ويؤديه بكفاءة لا بد أن يدرس المقامات الموسيقية، فلا يُعقل أن يكون هناك نقابة للغناء الوطنى، إنما يتبع نقابة المهن الموسيقية، وبشكل أشمل فإن الإنشاد من نسيج الفن، ويمكن تسمية المنشدين بفنانى المتصوفة.
المشكلة فى رأى «التونى» أن أغلب المنشدين مرتجلون ولا يحملون شهادات تعليمية، وبالتالى لا يكون المنشد عضواً عاملاً فى «المهن الموسيقية»، كما هو الحال فى اللائحة الداخلية لمعظم النقابات، وهو سبب ضياع حقوقهم المادية والأدبية، وهنا نطالب النقابة بعمل «فلترة» كل فترة للمنشدين الموجودين على الساحة، وضم المحترفين منهم إلى النقابة، لخبرتهم وإلمامهم بأدوات الإنشاد التى اكتسبوها.
«الإنشاد حر، وكل منشد له وجهة نظر فى حبه لسيدنا النبى وآل البيت»، هكذا رفض المنشد زين محمود تبعية الإنشاد لنقابة المهن الموسيقية، لأسباب مختلفة، أهمها أن الموسيقى تحكمها نوتة ومقامات وقواعد، بينما المنشد يرفض هذا التقييد: «كل واحد له فى مدح النبى غرام، فينشد بالمقام والطريقة الأقرب له».
يطالب «زين» بوجود كيان مستقل يمثلهم، خاصة أن الساحة الآن تكتظ بفرق تحت مسمى الإنشاد، لكن لا علاقة لها بالصوفية: «المديح رسالة لا بد أن تؤدى بشكل صحيح، وللأسف تحول إلى تجارة، فلا بد من جهة تجيز العمل فى الإنشاد أو ترفضه».