عمالة للإنجليز والألمان والقصر.. التاريخ السري لـ الإخوان الإرهابية

عمالة للإنجليز والألمان والقصر.. التاريخ السري لـ الإخوان الإرهابية
- الإخوان
- الإرهاب
- الحرب على الإرهاب
- مساء DMC
- العمليات الإرهابية
- الإخوان
- الإرهاب
- الحرب على الإرهاب
- مساء DMC
- العمليات الإرهابية
قال الكاتب الصحفي شريف عارف، إن الوثيقة تدحض المزاعم، ناصحا المواطنين بالتأني وقراءة المشهد بهدوء، والاستماع إلى المعلومات التي تعرض عليهم والتفكير بها.
وأضاف "عارف"، خلال حواره مع الإعلامي رامي رضوان، مقدم برنامج "مساء DMC"، المذاع عبر شاشة "DMC"، أن العدو دائمًا ما يصنع الصخب، حتى لا يستطيع المصريون التفكير إزاء الخطاب الذي ينشره، ما ينتج عنه تصرفات عشوائية ولحظية.
وأوضح أن جماعة الإخوان إرهابية شكلًا ومضمونًا، لافتا أن هناك 3 أشكال للجماعات: دينية، سياسية، أو جماعة تجمع بين ما هو ديني أو سياسي، واصفا الأخيرة بـ"جماعة من النصابين"، لأنه لا يجوز الجمع بين الدين والسياسة، إذ ينجم عنها استغلال أحدهما لخدمة الآخر، ما ينتج عنه مشكلة رئيسية.
وتابع: "الجماعة الإرهابية لا علاقة لها بالتجديد في الدين، ومن ثم فإنها ليست جماعة دعوية.. مؤسسها حسن البنا لم يكن رجل دين، لكنه تخرج من دار العلوم، وعمل مدرسًا، لكنه كان دائمًا ما يرتدي زي الأزهر الشريف، حيث كان يتمسح به ليضفي على نفسه شرعية، ولم يكن أيضًا رجل سياسة، لكنه كان يريد أن يصنع شيئًا جديدًا".
وأشار إلى أنه جرى تأسيس الجماعة في شكل جمعية سرية عام 1928م، ثم جمعية رسمية بعدها بعام واحد، وظل الوضع كذلك مع الاشتباه في حصولهم على تمويل من الشبكة العالمية لقناة السويس بمبلغ 500 جنيه.
الجماعة تطالب بإلغاء التجربة الحزبية في مصر
ولفت إلى أن نقلة نوعية كبيرة حدثت في تاريخ الجماعة، عام 1937م، حيث عقد البنا أول لقاءً مفتوحًا في جامعة القاهرة، وذلك بعد مرور عام على تردده بين محافظتي القاهرة والإسماعيلية، بعدها بعام احتفلت الجماعة بمرور 10 سنوات على تأسيسها.
وأردف أن الجماعة عقدت مؤتمرًا عامًا بمناسبة الاحتفالات بمرور 10 سنوات على التأسيس، كان شكله المعلن استبيان جموع آراء الأعضاء، ما أعتبر نقلة، حيث أعتبر هذا المؤتمر بمثابة أول إعلان مباشر للجماعة بالتدخل في السياسة، معتبرًا أن ذلك يناقض ما أعلنته بكونها جماعة دعوية، حيث أعلن مؤسس الجماعة الإرهابية حسن البنا في مقال كتبه بصحيفة "النذير"، ما نصه: "آن الآوان أن ننتهي من التجربة الحزبية".
وعقب "عارف" على ما كتبه مؤسس الجماعة الإرهابية: "الشعب الذي كافح وأشعل ثورة 1919 وقدم تجربة في دستور 1923، ثم ظهرت فكرة النضوج السياسي، تأتي الجماعة لتطالب بإلغاء الحزبية في عام 1938، وهو مطلب الاستعمار الإنجليزي"، كما أشار إلى الاجتماعات الداخلية في الذكرى العاشرة لتأسيس الجماعة الإرهابية، فقد كان هناك 3 اتجاهات: إما التعاون مع القصر، الإنجليز، أو الوفد.
الجماعة تتفاوض مع الإنجليز
ولفت إلى أن الجماعة لم يتبقَ أمامها سوى الاختيارين الأولين، حيث استبعدت التحالف مع حزب الوفد، بسبب شعبيته الطاغية، التي كانت ستؤدي إلى "ابتلاع" إذا وافقت على التحالف معها، ومن هنا بدأت أولى المفاوضات مع الاحتلال الإنجليزي، مسميًا إياها بـ"مفاوضات العمالة"، حيث فند في نفس الإطار مظهر أعضاء الجماعة الخارجي الذي لا يوحي أنهم يرتكبون جرائمهم، التي منها التعاون مع قوات الاحتلال، "الجزء الظاهري للإخوان هو الجزء الدعوي، ومن ثم كان واجبًا أن يلعب أحدهم رجل الدين وآخر يلعب دور رجل السياسة، وثالث يلعب دور الإرهابي".
وأكد الكاتب الصحفي شريف عارف، أن هذه الجماعة "الآثمة" صُنعت لضرب الدولة الوطنية، مدللًا على ذلك بمطالبة مؤسسها حسن البنا بإلغاء الحياة الحزبية، معتبرًا أن ذلك يأتي بهدف السيطرة على البلاد، نافيا أن يكون للحركة أي منهج ديني أحدث نقلة في تاريخ الحركة الإسلامية.
الجامعة تعاونت مع القصر والإنجليز في آن واحد
وواصل: "خطب البنا في هذه الفترة كانت ركيكة وعبارة عن جمل إنشائية ولا تحمل فكرة، وفيما بعد أضاف عبدالقادر عودة جزءً فلسفيا إلى منهج الإخوان، واعتبارً من نهاية عام 1938 كانت الجماعة أمام طريقين إما التعامل مع القصر أو الإنجليز، لكنها تعاونت مع الطرفين!".
ولفت، إلى أن الجماعة أسست فرقة الجوالة الخاصة بها عام 1945، بسبب شيوعها في فترة الحرب العالمية الثانية، واختار حسن البناء ارتداء زيًا مشابهًا للجيش المصري: "كان في ذلك الوقت يمتلك حزب الوفد حركة القمصان الزرق لمقاومة الاستعمار، فخرج البنا عن المألوف واختار زي الجيش المصري وهو ما يوضح أن الهدف كان إسقاط الجيش، وتصبح كتائب الإخوان هي البديل".
وأوضح أن معسكرات الجماعة الإرهابية كانت تنظم في منطقتين على وجه التحديد: المقطم وحلوان، حيث كان مؤسس الجماعة الإرهابية يرى أن منطقة المقطم هي دولة الإخوان لذلك فإن الجماعة اشترت كل الأراضي بهذه المنطقة، لأنها مرتفعة عن القاهرة ويسهل فيها عمل التحصينات وتستخدم في العمل العسكري مستقبلًا.
حسن البنا عميلا بريطانيا وألمانيا في نفس الوقت
وواصل: "في عام 1939 بدأت الحرب العالمية الثانية، وتعاونت الجماعة مع الإنجليز، كما بدأت اتصالاتها مع الألمان لأول مرة، ما اعتبر مفاجأة كبيرة وكان الوسيط في ذلك هو الشيخ أمين الحسيني، بين البنا وهتلر، حتى أن الإخوان شاركت لأول مرة في كتيبة ضمن الجيش النازي، وخلال شهور بسيطة وتحديدًا في أكتوبر 1941 تم تجنيد البنا ليصبح عميلًا للجيش النازي، في نفس التوقيت كان عميلًا مزدوجًا، كان رجل الإنجليز والألمان في التوقيت ذاته، وأذن له هتلر بالدخول إلى كل الأراضي التي تقع تحت سيطرة الجيش النازي، وتم الاتفاق على منح الجماعة مقرًا في برلين لإنشاء مركز للدعوة الإسلامية".
وعن طريق التواصل بين البنا وأجهزة الاستخبارات الغربية، قال عارف: "الصورة ليست واضحة وأسرارها ما زالت لدى الأجهزة الغربية، ولكن هناك بعض الوثائق التي أُفرج عنها، هو بدأ دعوته من الإسماعيلية لأنها كانت مقرًا للقوات الإنجليزية وأمر طبيعي أن يكون مكتب المخابرات الإنجليزي في الإسماعيلية على علاقة بهذه الجماعة، وبالعكس ساعدتها في بعض ذلك، ومن قربهم من القصر هو علي ماهر، فتظاهرات المصريين آنذاك كانت مؤيدة للنحاس، لكن تظاهرات الإخوان تقول: (الله مع الملك)".
وأردف: "إسماعيل صدقي كان مؤيدًا للجماعة فكانوا يستغلون الآية الكريمة التي قال فيها الله تعالى: (واذكر في الكتاب إسماعيل)، فهذه الجماعة بلا ملة وبلا مبدأ وبلا عهد أو موثوقية".
الإخوان أسسوا جهاز مخابرات داخلي
في سياق متصل، قال الكاتب الصحفي، إن مؤسس الجماعة الإرهابية أسس جهازًا للمخابرات، وهو ما اعترف به محمود عساف مؤسس جهاز المعلومات لجمع كل المعلومات الخاصة بالشخصيات العامة المصرية والمعلومات الخاصة بالدولة المصرية، أما حسن البنا فهو أول رئيس لجهاز المخابرات بالإخوان.
الجماعة اشترت صحف ومطابع ووسائل إعلام
وأكد أن الجماعة الإرهابية اخترقت كل فئات وطبقات المجتمع: "كان البنا يزرع في كل مكان شخص أو عدة أشخاص، ووفقا لمذكرات عساف كان البنا يخبره بأنه سيخدم الإخوان في مكانه وهو ما يحدث الآن، أن تصنع خلايا نشطة لا تفصح عنها في كل مكان، حسن البنا كان أيضًا لديه إذاعة أهلية، اشترى مطبعة وعدة صحف معلنة وغير معلنة، فمثلًا كان يشتري مجلة أو جورنال ويستخدمها في عمل الشفرات، مثل الكشكول الجديد، المشبوهة سياسيًا".
وواصل: "مجلة الكشكول كانت مشبوهة لأنها كانت ساخرة، فهدم العدو يبدأ بالسخرية، إلى أن تتحول لـ(مسخرة)، وبالتالي يصير من السهل الدفع بأي معلومة لكي يصدقها القارئ، ومن ثم كانت هذه المجلة تستخدم في إرسال رسائل مشفرة، ومستحيل أن يجمع البنا كل هذه المعلومات دون أن يكون يمتلك جهاز مخابرات".
وأوضح أن كتائب الجماعة وفرقها في كل مكان، سواء أكانت نشطة، نائمة، أو ساكنة يجب أن تجمع المعلومات، حيث تنشط عندما تحصل على التكليفات، مثل نشر الشائعات من خلال الشفرات.
وأبرز عارف وثيقة، للبوليس السري نقلها عن المفوضية الروسية بمصر، جاء فيها أن الجماعة بدأت تتسلح بطريقة داخلية بحتة تحت أنظار أجهزة الإدارة، كما تعمل على جمع معلومات عن أمن مر وأوضاع البوليس المصري والعتاد المستخدم، وأنهم يتلقون تعليمات مباشرة من مندوب السفارة البريطانية، على أن تنفذ شعب الجماعة العمليات.