لن نصادر أي رأي تحت القبة.. رسائل رئيس البرلمان خلال افتتاح دور الانعقاد الخامس

لن نصادر أي رأي تحت القبة.. رسائل رئيس البرلمان خلال افتتاح دور الانعقاد الخامس
- مجلس النواب
- البرلمان
- افتتاح دور الانعقاد العادى الخامس
- مجلس النواب
- البرلمان
- افتتاح دور الانعقاد العادى الخامس
عقد مجلس النواب برئاسة الدكتور علي عبدالعال، اليوم، أولى جلسات دور الانعقاد الخامس من الفصل التشريعى الأول.
وبموجب جدول أعمال البرلمان، عقدت الجلسة صباحًا بتلاوة قرار رئيس الجمهورية رقم 452 لسنة 2019، بدعوة المجلس للانعقاد في دور الانعقاد العادي الخامس، ثم افتتحها عبدالعال بكلمة جاء نصها كالتالي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
باسم الله وبتوفيقه نبدأ، وعلى هديه نتوكل
الأخوات والإخوة، أعضاء المجلس الموقرين،
كل عام وحضراتكم بخير،
نبدأ اليوم أعمال الدور الخامس والأخير للفصل التشريعي الأول برصيد ضخم من إنجازات أدوار الانعقاد السابقة، بذلتم فيها كثيراً من الجهد والعطاء المتميز، المستند إلى الفكر المستنير، وجعلتم من حب مصر ومصالح شعبها قبلتكم، ومن الحكمة والرشاد أساساً لقراراتكم.
وأجد لزاماً على أن أهنئكم على هذا الأداء، وما تحقق من حصاد خلال الأدوار الأربعة السابقة، والإسهام المتميز في البنية التشريعية للبلاد التي استهدفت بناء دولة قوية، مما يملؤنا ثقة ويضاعف من قدرتنا على اقتحام ما ينتظرنا من قضايا لا تزال تحتاج إلى حلول، وتحقيق آمال الشعب الذى أولانا ثقته وطموحاته.
الأخوات والإخوة
إننى ما ادخرت جهداً في دعم الممارسة الديمقراطية، وما تخلفت لحظة عن تأييد الحوار الديمقراطي، وأعاهدكم وشعب مصر وقيادته أن تكون هذه القاعة منبراً حراً للجميع، أغلبية وأقلية ومستقلين، وساحة رحبة للرأي والرأي الآخر، فلن يصادر رأي ولن تحجب رؤية، طالما كانت مصر هي المناط، ومصلحة شعبها هي الهدف والغاية، بإيمان كامل بأن الممارسة الديمقراطية ليست تناحراً شخصياً يهدر الجهد والوقت، ولكنها تحاور موضوعي، وحين ذلك لن يقال: إن الأغلبية قد نجحت، أو أن الأقلية قد نجحت، وإنما سيقال: إن مجلس النواب قد نجح.
واسمحوا لي في هذا المقام أن أؤكد على بعض المعاني الهامة والضرورية:
1 - إن مواجهة مشكلات الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي تحتاج من الجميع التكاتف والاصطفاف حول الوطن، بشكل صادق ودؤوب، ودعونا نقرر بصراحة ووضوح أنه يمكن دوماً الاختلاف في التفاصيل، ولكن لا يمكن أبداً الاختلاف على الوطن وسلامته وأمنه القومي.
2 - إننا محاطون بمنطقة مضطربة غير مستقرة، ويوجد حولنا منازعات في جميع الخطوط والاتجاهات، ولا أخفيكم سراً أن استقرار أمننا ووطننا مستهدف، ولكن طالما كانت الجهة الداخلية موحدة عالمة وواعية بالأخطار المحيطة بها، وواثقة في قيادتها، فلا خوف أبداً من هذه الأخطار مهما كانت.
3 - إننا كمواطنين مصريين فخورين ببلدنا، ومدركين لما تحقق فيها من نهضة ملموسة وتغير ملحوظ في جميع القطاعات، ولا يمكن اختزال المشهد فى صورة من هنا أو هناك، أو الاستماع إلى مغرض أو مخرب أو حاقد، إنما يجب دوماً النظر للصورة الإجمالية الكلية وهي تشهد وبحق على جهد القيادة السياسية في سبيل تطوير ورفعة هذا الوطن ونحن نثق فيها ونثق في خطواتها.
4 - إن هذا المجلس بصفته الممثل للشعب والمعبر عنه يقدر بكثير من الإعزاز والتقدير الدور الوطنى لرجال القوات المسلحة البواسل، ورجال الشرطة الأبطال، الذين ما تأخروا يوماً عن الوطن وحفظه وحمايته بأمانة وإخلاص، وأنهم حائط الصد وعمود الخيمة في هذا الوطن عندما تشتد حوله الأخطار.
5 - إن تحسن المؤشرات الاقتصادية للبلاد، والتحسن في تصنيف مصر الائتماني ومؤشرات جاذبية الاستثمار وراؤه برنامج اقتصادى طموح كان المواطن المصري صاحب البطولة فيه، وكان لهذا البرنامج طبيعة حتمية وضرورية وهذا هو قدرنا الذى تحملناه بمنتهى الوعي والفهم لنصل بإذن الله إلى استعادة المكانة اللائقة بنا اقتصادياً وسياسياً بما يحقق أمال وطموحات أبناء هذا الشعب العظيم في تنمية مستدامة مأمولة بشكل يراعي أيضاً العدالة الاجتماعية ويحافظ على الفئات الأقل دخلاً.
6 - وأخيراً، علينا جميعاً أن نعي أنه حتى تستكمل دولتنا استرداد قوتها، يتعين علينا إعلاء المصالح الوطنية والابتعاد عن الشائعات والأخبار المفبركة المزيفة المعروف مصادرها وأهدافها ونتائجها، وأن ننبذ من بيننا الخلاف والشقاق، وأن نترك المصالح الشخصية أو المطالب الفئوية التي يرغب فى تحقيقها أصحاب المصالح الراغبون في وقف مسيرة هذا الوطن العظيم، ولا سبيل لذلك إلا بإعمال العقل وشغل الوقت بالعمل الجاد الدؤوب في إطار من تنمية الوعي العام بكل ذلك.
السادة الأعضاء،
أذكركم وأذكر نفسي بالمبادئ التى طالما حكمت عملنا في أدوار الانعقاد السابقة، التزاماً ووفاءً لمسؤولياتنا تجاه شعب مصر العظيم:
أولاً: الالتزام بالدستور والقانون واللائحة، وعدم إقرار قانون إلا بعد دراسة مستفيضة وأن يكون استجابة لحاجة حقيقية للمجتمع أو يسد باباً يمس بصالح الوطن.
ثانياً: الاستخدام الأمثل لأدوات الرقابة البرلمانية لإلقاء الضوء على ما تعانيه الجماهير من مشكلات، وتبصير الحكومة بها لإيجاد الحلول الناجعة لها.
ثالثاً: التعاون مع الحكومة فى إطار من المصارحة والمكاشفة، لتحقيق الأهداف القومية الكبرى، ومن أجل الصالح العام.
رابعاً: احترام تقاليد المجلس وثوابته، الذى استطاع أن يشكل مركز إشعاع والهام بحسبانه النموذج الذى يستفاد من خبراته وتراثه.
خامساً: مبادرة اللجان النوعية بدراسة قضايا ومشكلات الجماهير وإعداد تقارير بالرأى عنها.
السادة الاعضاء،
نحن في هذا الدور بصدد مناقشة مشروعات قوانين تمس جوهر الحياة السياسية في مصر ولهذا فإن المجلس حريص كل الحرص على إجراء حوار مجتمعي يستوعب جميع الأطياف الوطنية من المؤيدين أو المعارضين لصياغة المستقبل بمشاركة لا مغالبة بجهود جماعية متضافرة تستوعب التنوع وتثري التجربة المصرية.
الأخوات والإخوة،
ونحن نبدأ اليوم دور انعقاد جديد، نقطع العهد أن نواصل الرسالة وأن نؤدي الأمانة.
وفق الله مسيرتكم، وبارك عملكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".