دراسة لوزارة البيئة: مصر تنتج 12 مليار كيس بلاستيك سنويا تهدد بانتشار السرطان والأوبئة

10:10 م | الاثنين 30 سبتمبر 2019

كشفت دراسة أعدتها وزارة البيئة أن أكياس البلاستيك تُعتبر بمثابة «قاتل خفى» وتفوق فى خطرها الأوبئة والحروب، حيث تتسبب فى قتل طفل كل دقيقة حول العالم، إما بالأمراض التنفسية أو بالأوبئة، وقدّرت الدراسة أن العالم استخدم فى 2009 تريليوناً و500 مليار كيس بلاستيك.

حظر استخدام البلاستيك أول الحلول

وأكدت الدراسة، التى حصلت «الوطن» على نسخة منها، أنه تم تصنيع 8.3 مليار طن من البلاستيك منذ الخمسينات من القرن الماضى حتى يومنا هذا، لم يتحلل منها سوى الكميات المحترقة التى تتسبب فى تلوث من نوع آخر باختلاطها بالهواء، موضحة أنه نظراً لأن 90% من المواد البلاستيكية لم يُعَد تدويرها، ولأن هذه المواد لا تتحلل طبيعياً بأى صورة فإن المخلفات قد تبقى لمئات بل آلاف السنين فى التربة، وهناك 8 ملايين طن من المواد البلاستيكية ينتهى بها المطاف فى المحيطات، فيما يبلغ استخدام مصر 12 مليار كيس بلاستك تهدد الحياة البرية والبحرية والأنواع المهددة بالانقراض، والتى تأثرت جميعها بشدة بالبلاستيك بسبب الابتلاع أو التسمم أو الاختناق.

وكشفت الدراسة أن مصر تنتج سنوياً 16.2 مليون طن من النفايات، يشكل البلاستيك 6٪ منها، أى نحو 970 ألف طن من النفايات البلاستيكية سنوياً ويتم إعادة تدوير 45٪ فقط من هذه المواد وإعادة استخدام 5٪، فيما يتم حرق 50% من النفايات البلاستيكية التى تُترك بدون جمع فتخضع لعمليات حرق بطرق ضارة.

وأوضحت الدراسة أن مصر تستهلك نحو 12 مليار كيس بلاستيكى سنوياً، حيث بلغ استهلاك البلاستيك للفرد 25 كيلوجراماً فى عام 2012، وهو الرقم الذى تضاعف فى السنوات الأخيرة، حيث بلغت نسبة نمو الطلب 6٪ سنوياً منذ عام 2006، وفى عام 2014 استهلكت مصر نحو 2.07 مليون طن من المواد الخام البلاستيكية، 28٪منها تنتج محلياً، فى حين يتم استيراد الباقى، وتتركز معظم كميات الأكياس البلاستيكية فى القاهرة الكبرى ومنطقة الدلتا والإسكندرية بنسبة 40٪ و23٪ و12٪ على التوالى.

ووفقاً للدراسة، فإن 99 فى المائة من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك جنباً إلى جنب مع الغذاء حتى عام 2050، فيما تُعتبر السلاحف البحرية أكثر الأنواع المهددة بالانقراض نتيجة لوجود الأكياس البلاستيك، فغالباً ما تبتلع أكياس البلاستيك ظناً أنها قناديل البحر، التى هى فريستها الرئيسية، وعندما تبتلع السلاحف مادة البلاستيك تصاب بانسداد الأمعاء، الذى يمكن أن يؤدى إلى سوء التغذية، ومن ثم الموت، وهو ما يمثل خطراً على التوازن البيئى، ويهدد بانتشار قناديل البحر.

كما يمثل تغذى الأسماك على البلاستيك خطر إصابة الإنسان بالسرطان وعدد من الأمراض والأوبئة، حيث يترسب البلاستيك الضار فى الأسماك التى يتغذى عليها الإنسان وبالتالى تدخل فى السلسة الغذائية له، وهو ما يؤدى لانتشار الأمراض، وعلى رأسها السرطان، لأنها تدخل فى التمثيل الغذائى للإنسان، فالبلاستيك يُعتبر أخطر أنواع المخلفات التى لا تتحلل مع الزمن وتبقى لعقود ملوثة البيئة.

السلاسل التجارية والسوبر ماركت الأكثر استخداماً.. يليها قطاع الخضراوات والفاكهة ثم الأنشطة الأخرى

وأوضحت وزارة البيئة أنه تمت دراسة الوضع القائم لحجم الإنتاج والاستهلاك ونوعية المستهلك، والتى تبين أن كمية كبيرة منها تستخدمها السلاسل التجارية، حيث يتجاوز استهلاك السلاسل الكبرى والبقالات الـ39% من إجمالى استهلاك الأكياس البلاستيك فى مصر، تليها محلات الخضار والفاكهة بإجمالى 20%، ثم المتاجر والمحلات التجارية بإجمالى 17%، وهو ما كان دافعاً للوزارة لاتخاذ إجراءات تجريبية بتنفيذ مبادرات لاستبدال الأكياس فى تلك السلاسل بأخرى قابلة للتحلل، كما تم رسم السياسات المناسبة لخلق آليات تحفيزية خاصة للمصنّعين لإيجاد بديل للإنتاج كالأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل، وذلك بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة واتحاد الصناعات والشركاء.

مقترح بقانون لحظر استعمال الأكياس أحادية الاستخدام ودعم مواد التغليف القابلة لإعادة التدوير والتطوير

وطرحت الدراسة اتباع عدد من الحلول للحد من الأكياس البلاستيكية فى مصر منها الالتزام التطوعى لحصة كبيرة من قطاع التجزئة بعدم توفير الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مجاناً، وتقديم قانون لضمان عدم توفير أكياس بلاستيكية مجانية للمستخدمين النهائيين، وحظر استخدام الأكياس البلاستيكية ذات السُمك الأقل من 30 ميكرون، واعتماد نظام مشجع للإعفاءات أو تخفيض الضرائب للمنظمات العاملة فى البلاستيك القابل للتحلل.

"البيئة" تطرح مبادرات لإحلال أكياس قابلة للتحلل بدلاً من الضارة

كما اقترحت دعم تصميم وإنتاج مواد التغليف والتعبئة، بحيث تكون قابلة لإعادة الاستخدام أو التدوير وتطوير نظم الجودة لفرز مخلفات البلاستيك، وكذا منتجات البلاستيك المعاد تدويرها والترويج لاستخدام منتجات البلاستيك المعاد تدويرها ووضع وتنفيذ أدلة استرشادية لعمليات الجمع والتصنيف والفرز ومراقبة وحظر إلقاء مخلفات البلاستيك فى مياه البحار الأنهار، وضع قواعد لاستخدام العلامات البيئية (Eco-labeling) على العبوات والمنتجات البلاستيكية القابلة للتحلل، وكذلك القابلة للتحول إلى سماد، ومنع استخدام البلاستيك غير القابل للتحلل وتشجيع استخدام منتجات البلاستيك المعاد تدويرها.