الزى المدرسى.. من "تيل نادية" إلى الفوشيا والفسفورى: مفيش ذوق

كتب: جهاد مرسى

الزى المدرسى.. من "تيل نادية" إلى الفوشيا والفسفورى: مفيش ذوق

الزى المدرسى.. من "تيل نادية" إلى الفوشيا والفسفورى: مفيش ذوق

ما إن تخطت ابنتها الـ4 سنوات، حلمت بأول يوم مدرسة وشكلها بالزى المدرسى، دون أن تدرى أن قراراً عشوائياً من صاحب المدرسة سيبدد أحلامها.. «لبنى وفوشيا وأصفر»، ألوان الزى المدرسى الذى اضطرت ميادة أحمد، لشرائه لابنتها الطالبة بالسنة الأولى بمرحلة رياض الأطفال، وهى غير راضية تماماً عنه، ما أثر على فرحتها بالحدث.

تجربة «ميادة» تتشابه مع أولياء أمور لطلاب فى مدارس مختلفة، أصبحوا مضطرين لشراء الزى المدرسى بألوان وتصميمات «شاذة» أحياناً، بناء على رغبات أصحاب المدارس، وبخامات رديئة أيضاً، ويحكى نادر جلال، صاحب شركة لتجهيزات المدارس والحضانات، أنه فوجئ بأولياء أمور طلاب فى إحدى المدارس الخاصة، يطلبون منه تفصيل زى مدرسى بألوان «أخضر وكحلى وأحمر»، مجتمعة معاً فى نفس الـ«تيشيرت»، حددتها المدرسة بتصميم معين، وعلى الفور كان رده: «إيه العك ده!».

المدرسة تشترط ألواناً وتصميمات غير مألوفة لعدم تقليدها

الزى المدرسى غير المألوف، ليس الوحيد الذى يصادفه «نادر»، ففى السنوات الأخيرة يتلقى يومياً عشرات الطلبات من أولياء أمور ومسئولى مدارس لتنفيذ زى بمواصفات عشوائية غير متناسقة، ويضطر لتنفيذها كما هى وهو غير راضٍ عنها، حتى لا يشذ الطالب عن باقى زملائه: «أحياناً باقترح لمسات بسيطة لتحسين الشكل فى الياقات والأساور مثلاً، وفى النهاية بارضخ لطلبهم».

أهداف ربحية بحتة، هى سبب تدنى الذوق العام فى اختيار ألوان وتصميمات الزى الدراسى، من قبل المدارس، وتحديداً الخاصة، وفقاً لـ«نادر»: «بيختاروا درجات لونية وتصميمات يصعب تقليدها، عشان يحتكروا بيع الزى داخل المدرسة، بما يخالف القانون، ويا ريت بيوفروا الزى بخامات جيدة، إنما بيكون من البوليستر وبخيوط تؤثر على الجلد، تقليلاً للنفقات حتى لو كان الطالب فى النهاية شبه البلياتشو».

ويقترح «نادر» استفتاء أولياء الأمور والطلاب بشأن ألوان وتصميم الزى قبل إقراره، والمفاضلة بين أكثر من «موديل»، باعتبارهم أصحاب حق أصيل فى شراء زى يرضون عنه.

70 جنيهاً، هو متوسط سعر «تيشيرت» مدرسى من تنفيذ «نادر»، بخامات قطنية جيدة، وبألوان ثابتة غير قابلة للطمس، على عكس المتوافر بمعظم المدارس: «أولياء الأمور بيضطروا يشتروا لبس مدرسى لأولادهم خامته رديئة بوليستر وغيره، وبيعدى الـ2000 جنيه أحياناً، رغم إن تكلفته لا تتعدى الـ1000 جنيه».

«المقلم والكاروه»، من بين أشكال الزى المدرسى، التى انتشرت بصورة كبيرة فى الفترة الأخيرة، حيث اتجهت لها المدارس، وبمواصفات دقيقة وغريبة، بحسب وصف ماهر شنودة، المتخصص فى تفصيل الزى المدرسى و«اليونيفورم» بشكل عام، لضمان عدم تقليده، وللأسف لم يقتصر الأمر على المدارس الخاصة، حيث فوجئ مؤخراً بمدرسة حكومية تحدد ألوان «زيتى ورمادى وموف» للزى الخاص بها.

«بيتحايلوا على القانون ويقولوا إن الزى بتوفره الأسرة المنتجة فى المدرسة، والسؤال: هل الطفل يعرف يفصل؟ ده ممكن يتم إذا كانت المدارس فنية، لكن العادية لا يمكن».

يتذكر «شنودة» مريلة «تيل نادية»، التى كانت موحدة فى معظم المدارس، وعنواناً للزى المدرسى، ويترك لولى الأمر حرية شرائها أو تفصيلها من أى مكان يختاره، على عكس الوضع الحالى: «القانون حدد إعلان لون الزى والشعار على باب المدرسة فقط، وليس احتكار بيعه».


مواضيع متعلقة