51 عاما على نقل معابد أبو سمبل.. تكلف أكثر من 50 مليون دولار وفيلم وحيد جسَّده

كتب: انتصار الغيطانى

51 عاما على نقل معابد أبو سمبل.. تكلف أكثر من 50 مليون دولار وفيلم وحيد جسَّده

51 عاما على نقل معابد أبو سمبل.. تكلف أكثر من 50 مليون دولار وفيلم وحيد جسَّده

تمر اليوم، الذكرى الـ51 على انتهاء عملية نقل معابد أبو سمبل من مكانها الأصلى، إلى الضفة الغربية لبحيرة ناصر، نحو 290 كم جنوب غرب أسوان، حيث كانت حالة المعابد جيدة حتى عام 1959، إلى أن بدأ ارتفاع منسوب نهر النيل، مع انطلاق العمل في بناء السد العالي وبحيرة ناصر، ما كان يهددها بالغرق، وجعل من الضروري نقلها، حفاظًا عليها من الغرق.

الحكومة المصرية توجهت بطلب إلى منظمة اليونسكو، المهتمة بإنقاذ الأماكن الأثرية والتراثية المهددة بالخطر، وبالفعل استجابت، وأقامت مؤتمرا يتعلق بإنقاذ آثار منطقة النوبة، ووجهت طلبًا لدول العالم أن تساعد في ذلك المشروع الضخم.

وفي مطلع الستينيات، شكَّلت منظمة اليونيسكو ما سبق وأن عُرِفَ في تلك الفترة بـ"بعثة النوبة"، لإنقاذ معابد أبو سمبل، ونقلها إلى مكان جديد بعيدا عن منطقة السد.

شهد نوفمبر 1963، تشكيل فرق من خبراء المياه والهندسة والآثار، وأخرى معاونة، ضمن خطة وضعتها منظمة اليونيسكو امتدت لأعوام، وجرى بموجبها تفكيك معابد أبو سمبل، الكبير والصغير، وتقطيع آثاره إلى كتل محددة، وترقيمها، ونقلها بعناية، ثم إعادتها إلى سابق عهدها، مستندة إلى واجهة صخرية أُعدت خصيصا لذلك.

نقل معابد أبو سمبل، تم من خلال فريق مهندسين من مختلف الجنسيات في مطلع الستينيات، إذ فككوها، ونقلوا محتوياتها "قطعة قطعة" قبل تجميعها مرة أخرى، لتستقر في النهاية فوق بقعة تعلو مكانها الأصلي بـ60 مترا، لإنقاذها من مياه النيل، مع إنشاء بحيرة ناصر على مساحة 5 آلاف و250 كيلومترا مربعا خلف السد العالي قبل 50 عاما.

وكانت عملية نقل معابد أبو سمبل،  من أصعب عمليات نقل المباني على مر التاريخ، حيث كان التحدي كبيرًا أمام المهندسين المعماريين والأثريين في نجاحهم بذلك المشروع، إذ كان أهم شيء هو الحفاظ على الزوايا الهندسية، وعلى ظاهرة تعامد الشمس، وقد تكلف المشروع حينها أكثر من 50 مليون دولار.

وتمت عملية نقل معابد أبو سمبل عبر عدة مراحل، "الأولى" بإقامة سد عازل بين مياه النيل وبينهما، وذلك لحمايهتما من الغمر بالمياه التي ترتفع بسرعة".

المرحلة الثانية شملت تغطية واجهة معابد أبو سمبل بالرمال في أثناء قطع الصخور، ثم انتقل المهندسون إلى المرحلة الثالثة بتقطيع كتل المعابد الحجرية، ثم ترقيمها، حتى يسهل تركيبها بعد النقل، ثم تم نقلها على مكان المعبد الجديد والذي يبعد عن القديم بحوالي 120 مترًا، وعلى ارتفاع 60 مترًا عما كان عليه سابقًا.

وجرت إعادة تركيب معابد أبو سمبل بناء على القياسات الدقيقة المطلوبة، لكي تتعامد الشمس مجددا مرتين في العام على وجه تمثال رمسيس الثاني، وتمثالين آخرين عبر فتحة ضيقة داخل المعبد الكبير، في 22 من فبراير، و22 من أكتوبر، الأول تزامنا مع اعتلاء رمسيس الثاني للعرش، وعيد ميلاده تباعا، كما تم بناء قباب خرسانية تحت صخور الجبل الصناعي، وفوق المعبدين، لتخفيف حمل صخور الجبل على المعبدين، وقد انتهت عملية النقل فى سبتمبر 1968 باحتفال كبير.

وجرت عملية نقل معابد أبو سمبل بنجاح، ليصبح أحد أكبر مشاريع القرن الماضي، لضخامته، والدقة التي تطلب تنفيذها خلاله للحفاظ على ظاهرة تعامد الشمس.

وتضم معابد أبو سمبل، آثارا، بُنيت على مدار 20 عاما في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وتعد بشكل عام من بين أبرز الأبنية التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا، ويضم المعبد الكبير إلى جواره معبدا أصغر، بُني، تكريما لنفرتاري مليكة الفرعون رمسيس الثاني.

ويشار إلى أن فيلم "الحقيقة العارية"، بطولة إيهاب نافع، وماجدة، وعبد المنعم إبراهيم، هو العمل السينمائي الوحيد الذي صور معابد أبو سمبل في موقعها الأصلي قبل بدء عملية النقل، حيث أن الفترة التي تم فيها تصويره، كانت كل الصحف العالمية تتحدث عن عملية إنقاذ المعابد من خلال "اليونيسكو".


مواضيع متعلقة