رئيس "المرصد التونسى": النتائج تعكس الغضب الشعبى من المنظومة السياسية
![مسعود الرمضاني رئيس المرصد التونسي](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/11478938431568919797.jpg)
مسعود الرمضاني رئيس المرصد التونسي
اعتبر مسعود الرمضانى، رئيس المرصد التونسى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أن نتائج الانتخابات الرئاسية فى جولتها الأولى عكست حالة من الغضب الشعبى حيال السياسيين الذين تصدروا المشهد خلال السنوات الماضية، مضيفاً، فى حوار لـ«الوطن»، أن أغلب الشباب يعتقد أنه لم يجد حظه مع هذه النخبة من السياسيين، وانتظر لثمانى سنوات دون أن يحقق شيئاً، ويرى الناشط الحقوقى أن البرامج الانتخابية لم تكن عاملاً حاسماً فى هذه الانتخابات، معتبراً أن قيس سعيد يمثل تياراً شعبوياً قادراً على جذب فئات شبابية.
مسعود الرمضانى لـ"الوطن": البرامج الانتخابية لم تكن عاملاً حاسماً فى التصويت.. و"سعيد" أقرب للفوز
كيف تابعت نتائج الانتخابات الرئاسية والوصول المفاجئ لـ«سعيد» و«القروى»؟
- نتائج الجولة الأولى كشفت عن حالة غضب لدى التونسيين حيال السياسيين الموجودين على الساحة، سواء أحزاب سلطة أو معارضة، وهى عملية غضب من النظام القائم ككل بكل جوانبه، ورأينا أن الناخبين كانوا منقسمين، الشيوخ والكهول كانوا مع نبيل القروى، الذى لديه قناة تليفزيونية وعنده مفهوم خاص للمساعدة وعمل الخير. فى المقابل، قيس سعيد جاء كشخص مستقل ومن عامة الشعب، لكن فى الوقت ذاته محافظ وهو يعكس رؤية أغلب الشباب.
الدولة لم تقدم حلاً للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية .. والشباب التونسى لم يجد حظه لثمانى سنوات
هل يفهم من حديثك أن المنظومة التى حكمت لم تحقق ما أراده التونسيون؟
- أغلبية الشباب التونسى الذى لم يجد حظه فى النظام الموجود، وانتظر لثمانى سنوات أو أكثر أن تتغير أوضاعه، هؤلاء الشباب يرون أن السياسيين الموجودين على الساحة بينهم صراعات وهذه الصراعات ليست فى مصلحتهم، كما أن هؤلاء السياسيين مهتمون بتحسين أوضاعهم المادية ولم يفعلوا الكثير لاستعادة الثقة لدى هؤلاء الشباب.
هل لهذه الدرجة البرامج الانتخابية لم تكن عاملاً حاسماً فى التصويت؟
- نعم، فى تقديرى الشخصى أن الناس لم تقرأ كثيراً البرامج السياسية، قيس سعيد على سبيل المثال ليس لديه برنامج، ولم يكن لديه القدرة اللوجيستية والمادية ليجول البلاد، هو أستاذ قانون يمثل شريحة من الشعب، إنسان لديه سيارة قديمة ولم يستعمل إمكانيات الدولة ولم يأخذ حتى تمويلاً من الدولة المخصص للمرشحين، وقاد حملته ببساطة، هو يشبه نوعاً من التيارات الشعبوية، وهذه التيارات تجذب الناس وتعكس نظرات طبقة معينة من الشعب، هل هو قادر على تحقيق ما يصبو إليه الشعب؟ هذا سؤال مطروح.
"القروى" كان لديه الأموال الكافية لمساعدة هؤلاء.. وبساطة "قيس" جذبتهم
وماذا عن المرشح الآخر نبيل القروى؟
- بالنسبة لنبيل القروى هو يشبه شخصية سيلفيو برليسكونى فى إيطاليا، «القروى» ومع تقديرى له، هو نتاج النظام القائم، وفى غياب تقديم الدولة حلاً للإشكاليات الاجتماعية والاقتصادية التى تواجه المواطن التونسى، كان هو فى المقابل لديه من الأموال ما يمكنه من التبرع ومساعدة المحتاجين، كما أن لديه قناة تليفزيونية هواها يتماشى معه كبار السن نسبياً.
ماذا عن العوامل الأخرى غير التصويت العقابى الذى أوصل نتائج الانتخابات لهذا الشكل؟
- ليس الأمر فقط عقاباً للطبقة السياسية، بل محاولة لرد الاعتبار لنوع من الأشخاص الآخرين لاستجابتهم لحاجات بعض أطراف الشعب، وهناك أيضاً من يرون فى قيس سعيد خصالاً سياسية كبساطة اللغة وغياب الفساد، مقارنة بعديد من السياسيين ولديه الجدية والصرامة فى الكلام، ولكن كذلك لديه بعض المحافظة التى تجمع عديداً من الشباب التونسى، كرفض المساواة فى الإرث وجدلية الالتزام بالنصوص القرآنية أم الدستور، ورفض إلغاء عقوبة الإعدام، هذه أمور تجذب الشباب التونسى المحافظ الذى لديه بعض الثوابت، أعتقد أن هناك مخاوف عليها فى الفترة الماضية.
ما توقعاتك بشأن الجولة الثانية؟
- أكيد أن الأحزاب التى ربما أطاح بها نبيل القروى ستثأر لنفسها كونه خرج من هذا النظام، الاتجاه الأقرب فى رأيى سيرجح كفة قيس سعيد، لأنه الأقرب للناس والأقرب للمعقول فى تقديرى.
لكن ألا يمثل «القروى» المعقول الذى تحدثت عنه؟
- ربما وجوده فى السجن يعبر عن أنه لا يمثل طبقة سياسية نزيهة، فهو متهرب من الضرائب، كما أجمعت كثير من آراء منظمات المجتمع المدنى، واستغل وسيلة إعلامية لخدمة حملته الانتخابية، إلى جانب ذلك فى تصورى أن الأحزاب التى كانت ضمن المنظومة التى خرج منها «القروى» سيثأرون منه وسيمنحون أصواتهم لقيس سعيد.