انتخابات تونس.. هل عاقب الشعب الإخوان وحلفاءهم باختيار "سعيد والقروي"؟

انتخابات تونس.. هل عاقب الشعب الإخوان وحلفاءهم باختيار "سعيد والقروي"؟
- تونس
- انتخابات الرئاسة التونسية
- نبيل القروي
- قيس سعيد
- انتخابات تونس
- النهضة
- الإخوان
- تونس
- انتخابات الرئاسة التونسية
- نبيل القروي
- قيس سعيد
- انتخابات تونس
- النهضة
- الإخوان
جاءت نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية التي أعلنت اليوم حاملة مفاجأة لم تكن متوقعة بوصول أستاذ القانون قيس سعيد إلى جولة ثانية من الانتخابات رغم أن الأضواء لم تكن أبدا مسلطة عليه، وأيضا وصول المرشح نبيل القروي إلى الجولة الثانية وهو الذي يقبع خلف القضبان في قضايا تهرب ضريبي وتبييض أموال.
نتيجة عكست حالة من الرفض الشعبي للطبقة السياسية التي حكمت تونس خلال السنوات الماضية، كحالة من التصويت العقابي بحسب مراقبين ومتابعين.
رئيس "المرصد التونسي للحقوق": الشعب عبَّر عن غضبه من النظام القائم بمختلف جوانبه
في هذا السياق، قال مسعود الرمضاني رئيس "المرصد التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية في جولتها الأولى كشفت عن حالة غضب لدى التونسيين حيال السياسيين الموجودين على الساحة السياسية سواء أحزاب سلطة أو أحزاب معارضة، مضيفا: "هي عملية غضب من النظام القائم ككل بكل جوانبه، ورأينا أن الناخبين كانوا منقسمين، الشيوخ والكهول كانوا مع نبيل القروي الذي لديه قناة تليفزيونية وعنده مفهوم خاص للمساعدة وعمل الخير".
وتابع "الرمضاني": "في المقبل، قيس سعيد جاء كشخص مستقل ومن عامة الشعب، لكن في الوقت ذاته محافظ وهو يعكس رؤية أغلب الشباب التونسي الذي لم يجد حظه في النظام الموجود، وانتظر لثماني سنوات أو أكثر أن تتغير أوضاعه، هؤلاء الشباب يروا أن السياسيين الموجودين على الساحة بينهم صراعات وهذه الصراعات ليست في مصلحتهم، كما أن هؤلاء السياسيين مهتمون بتحسين أوضاعهم المادية ولم يفعلوا الكثير لاستعادة الثقة لدى هؤلاء الشباب".
وحول ماذا إذا كانت البرامج الانتخابية عاملا حاسما في هذه الانتخابات، قال "الرمضاني": "في تقديري الشخصي أن الناس لم تقرأ كثيرا البرامج السياسية، قيس سعيد على سبيل المثال ليس لديه برنامج يتجول به في جهات الدولية ولم يكن لديه القدرة اللوجيستية والمادية ليجول البلاد، هو أستاذ قانون يمثل شريحة من الشعب، إنسان لديه سيارة قديمة ولم يستعمل إمكانيات الدولة ولم يأخذ حتى تمويلا من الدولة المخصص للمرشحين، وقاد حملته ببساطة، هو يشبه نوعا من التيارات الشعبوية، وهذه التيارات تجذب الناس وتعكس نظرات طبقة معينة من الشعب، هل هو قادر على تحقيق ما يصبو إليه الشعب هذا سؤال مطروح".
وقال رئيس "المصد التونسي": "بالنسبة لنبيل القروي هو يشبه شخصية سيلفيو برليسكوني في إيطاليا، هو نتاج النظام القائم، وفي غياب حل الدول للإشكاليات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المواطن التونسي كان هو لديه من الأموال ما يمكنه من التبرع ولديه قناة تليفزيونية هواها يتماشى معه كبار السن نسبيا".
رمضان المسعودي: الأحزاب بدورها ستثأر لنفسها في الجولة الثانية وتصوت ضد نبيل القروي
وأضاف: "ليس الأمر فقط عقابا للطبقة السياسية، بل محاولة لردة الاعتبار لنوع من الأشخاص الآخرين لاستجابتهم لحاجات بعض أطراف الشعب، وهناك أيضا من يرون في قيس سعيد خصال سياسية كبساطة اللغة وغياب الفساد مقارنة بعديد السياسيين ولديه الجدية والصرامة في الكلام، ولكن كذلك لديه بعض المحافظة التي تجمع عديد من الشباب التونسي كرفض المساواة في الإرث وجدلية الالتزام بالنصوص القرآنية أم الدستور ورفض إلغاء عقوبة الإعدام".
وحول التوقعات بشأن نتائج الجولة الثانية، قال "الرمضاني": "أكيد أن الأحزاب ستثأر لنفسها، الاتجاه الأقرب سيرجح كفة قيس سعيد، لأنه الأقرب للناس والأقرب للمعقول في تقديري، وربما وجود الشخص الآخر نبيل القروي في السجن لا يمثل طبقة سياسية نزيهة، فهو متهرب من الضرائب كما أجمعت كثير من آراء منظمات المجتمع المدني واستغل وسيلة إعلامية لخدمة حملته الانتخابية ومتهرب من الضرائب"، مضيفا: "أعتقد سيثأرون من نبيل القروي".
برلمانية تونسية: الحكومة كانت في وادٍ والشعب في وادٍ آخر لهذا عاقبهم في الانتخابات
"هي حالة من التمرد الشعبي على الطبقة التي كانت تحكم"، هكذا علقت بدورها عضو مجلس نواب الشعب التونسي فاطمة المسدّي على نتائج الانتخابات الرئاسية، وقالت، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "هذه كانت إجابة من الشعب التونسي بأن هناك قطيعة بين القيادة الحاكمة والشعب التونسي، بدليل الانتخابات التونسية أن هناك مرشحا مستقلا ذهب للجولة الثانية، وهذا المرشح المستقل كان لديه خلفية إسلامية متشددة، وهذا يعني أن هناك نوع من التمرد حول وجود بعض النقاشات التي استفزت المحافظين، كما أن صعود التيار المحافظ ارتبط بحالة الانقسام بين المرشحين الليبراليين".
وأضافت "المسدّي": "نبيل القروي الذي جاء ثانيا دليل كان متوقعا صعوده، نتائج الانتخابات دليل أن المساعدات التي قام بها لمدة 3 سنوات أثرت في الشعب ووجوده في السجن حوله إلى سجين سياسي حسب رأي مؤيديه".
وتابعت: "وهذا درس لليبراليين والطبقة الوطنية أن الانشقاقات تخدم الشعبوية والتيارات المحافظة، ويجب أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار وأن يكون التمثيل في البرلمان لليبراليين له وجود قوي لخلق حالة من التوازن ما يتطلب تقديم تنازلات متبادلة".
وبسؤالها حول أسباب عدم التصويت للمرشح الإخواني عبدالفتاح مورو، إذا كان الأمر مسألة تصويت لتيار محافظ، أجابت المسدّي": "مورو جزء من الطبقة الحاكمة والمواطنين الغاضبين من الطبقة الحاكمة قرروا معاقبتها ككل، رأوا حتى معاقبة يوسف الشاهد رئيس الحكومة ولم يمنحوه أصواتهم، وهذا دليل على أن الشعب في واد والحكومة في واد".
وعن توقعاتها بشأن التصويت في الجولة الثانية قالت عضو البرلمان التونسي: "أعتقد أن التيار المحافظ سيصوت لقيس سعيد، وتيار الإسلام السياسي بما في ذلك النهضة الإخوانية والمستقلين والتيار الديمقراطي سيصوت لنبيل القروي رغم تحفظه".
وبحسب نتائج الانتخابات، يذهب التونسيون إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى خلال 15 يوما لتحديد الفائز بالانتخابات الرئاسية في دور ثان أقصى الناخبون قبله نحو 22 مرشحا أبرزهم عبدالفتاح مورو مرشح حركة "النهضة" الإخوانية الذي حل ثالثا بحصوله على 12.9% ووزير الدفاع السابق عبدالكريم الزبيدي 10.7% الذي حل رابعا وأتى خامسا وعكس التوقعات كذلك يوسف الشاهد رئيس الحكومة بحصوله على 7.4%.