زراعة "المشروم" في "كمبوست" مشروع آمِن بتكاليف قليلة

زراعة "المشروم" في "كمبوست" مشروع آمِن بتكاليف قليلة
«أحمد فكرى عودة»، شاب من قرية «كفر أبوشوارب»، التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، كانت لديه مزرعة دواجن، وفى العام الماضى تكبّد خسائر فادحة بسبب نفوق عدد كبير من الدواجن، مما تسبب فى توقف العمل بالمزرعة، وبدأ يبحث عن مشروع تكون أخطاره منخفضة، وبعد رحلة بحث على الإنترنت، توصّل إلى مشروع «عيش الغراب»، أو «المشروم»، وتعرّف على شاب يعمل فى هذا المجال، وطلب منه مساعدته فى تنفيذ المشروع.
"عودة" خسر فى "مشروع دواجن".. و"عيش الغراب" أعاده إلى أصحاب الأعمال
وبالفعل، بدأ أحمد يعمل فى مشروعه الصغير، بمعاونة ذلك الشاب، إلى أن عرض عليه شاب يُدعى «أحمد أسامة»، تخرج حديثاً من كلية الهندسة، أن يدخل معه شريكاً فى المشروع، وتقدموا بطلب للحصول على قرض بقيمة 300 ألف جنيه، مما ساعدهم على تطوير المشروع وتوسعته من صوبة واحدة إلى 5 صوبات، وأصبح لديهم فريق من العمال الدائمين يضم 13 عاملاً، يقومون بإنتاج الأسمدة العضوية «الكمبوست» من المخلفات الزراعية، وفى مقدمتها قش الأرز، بالإضافة إلى زراعة «المشروم» باستخدام تلك المخلفات الآمنة تماماً.
تحدّث «عودة» لـ«الوطن» قائلاً: «جهّزنا المكان حسب المواصفات، وحصلنا على إنتاج وفير، وهذه أول دورة»، مؤكداً أن المشروع غير مكلف، كما أن مخاطره قليلة، وأضاف أن كل ما يحتاج إليه المنتج هو النظافة والاهتمام، والحرص على منع دخول الجراثيم والبكتيريا والروائح الكريهة، لأن «المشروم» يتفاعل معها سريعاً، كما لفت إلى أنه يمكن زراعته بسهولة فى أى مكان داخل البيت، سواء فى إحدى الغرف، أو بأى مكان فارغ، ويحقق دخلاً ثابتاً، كما أنه يمكن تسويقه بسهولة، ولا يحتاج إلى مكان كبير.
وعن بداية مشروعه، قال إنه بدأ فى مساحة لا تتجاوز 55 متراً مربعاً، تحتوى على 10 أطنان من «الكمبوست»، وأوضح أن الطن الواحد ينتج من 120 إلى 220 كيلوجراماً من «المشروم»، لافتاً إلى أن المكاسب قد تتفاوت بين موسم وآخر، ولكن لا توجد خسائر، ويمكن لجميع أفراد الأسرة العمل بهذا المشروع، ولكنه حذر من لمس «المشروم» باليد حتى لا تفسد الثمار، كما يجب الاهتمام بأعمال التطهير، والحفاظ على الرطوبة ودرجات الحرارة، ومنع دخول الحشرات.
أما المهندس «أحمد أسامة»، أحد الشركاء فى المشروع، فقال: «بعد أن انتهيت من إتمام دراستى الجامعية، وجدت أنه من الصعب الحصول على فرصة عمل لائقة، بالإضافة إلى أن فرص السفر للخارج محدودة، وبدأت أفكر فى مشروع خاص بى، ودخلت فى شراكة مع شريكى، وبدأنا بصوبة واحدة فقط لإنتاج المشروم، والآن نتوسع فى المشروع، حتى وصلنا إلى 5 صوب، ونعمل على زيادة حجمها».
وأضاف قائلاً لـ«الوطن» إن «التعامل مع المشروع ليس فى مجال دراستى، لكن كل عمل عبارة عن مجموعة من الخبرات والتجارب، وبالتأكيد سأستفيد من دراستى فى هذا المشروع»، معرباً عن أمله فى الحصول على الدعم من الأجهزة الحكومية المعنية، خاصة أن مشروعهم يأتى فى إطار جهود الدولة للتخلص الآمن من المخلفات الزراعية، بدلاً من تركها للفلاح لحرقها.
ومن جانبه، قال مسئول الإعلام لفرع جهاز شئون البيئة بمنطقة شرق الدلتا، الدكتور ياسر الجمل، إن الجهاز أطلق مبادرة لزراعة «عيش الغراب فى كل بيت»، وذلك فى شهر أكتوبر 2018، بالتعاون مع أحد الخبراء فى هذا المجال، وهو محمد القاضى، أول من اهتم بزراعة «المشروم» فى المنطقة، وذلك من أجل التوسع فى إنتاجه من جانب، والاستفادة من المخلفات الزراعية من جانب آخر، وأضاف أن جهاز البيئة قام أيضاً بعقد عدد من الدورات التدريبية فى العديد من القرى والمدن بمحافظة الدقهلية، لنشر هذا الفكر بين الشباب، خاصة أن المشروع بسيط ولا يحتاج إلى تكاليف كثيرة، ويحقق عائدات مجزية.