أفكار الشباب تتحول إلى واقع

كتب: حسن صالح وشاذلى عبدالراضى

أفكار الشباب تتحول إلى واقع

أفكار الشباب تتحول إلى واقع

استطاع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، على مدار السنوات القليلة الماضية، تحقيق إنجازات ملحوظة على مستوى دعم الشباب، ومشروعاتهم، وتحويل الأفكار البسيطة والمميزة إلى مشروعات حقيقية على أرض الواقع، عبر تقديم الدعم المالى اللازم بفائدة مبسّطة. ولا تقتصر خدمات الجهاز على إتاحة الدعم المالى فحسب، إذ تتعدى تلك الخدمات، لتشمل الدعم الفنى الممثل فى تقديم الاستشارات المتعلقة بدراسات الجدوى وطرق تسويق وعرض المنتجات، وهو ما أسهم فى توسيع قاعدة الشباب المستفيد من الجهاز، وأسهم أيضاً فى تعزيز الثقة بقدرات الجهاز الذى ينفذ استراتيجية واضحة لدعم المشروعات الشبابية خلال الفترة المقبلة.

رئيس فرع "تنمية المشروعات": موّلنا 21 ألف مشروع بـ650 مليون جنيه فى البحر الأحمر

قال نادر عبدالظاهر، رئيس فرع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى البحر الأحمر: «موّلنا 21 ألف مشروع بـ650 مليون جنيه، ما وفّر أكثر من 50 ألف فرصة عمل»، مضيفاً أن الجهاز هو الجهة المعنية بتنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وريادة الأعمال، سواء بصفة مباشرة، أو عبر جهات أخرى.

وأوضح أن «الجهاز أنشئ ليحل محل الصندوق الاجتماعى للتنمية، بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 947 لسنة 2017، المعدل بالقرار رقم 2370 لسنة 2018، ويمارس نشاطه من خلال 33 فرعاً فى كل أنحاء الجمهورية، ملحق بها مجمعات خدمية تعمل بنظام الشباك الواحد، ما يتيح للمتقدمين سرعة الحصول على قروض وإنهاء الأوراق المطلوبة، خاصة التراخيص والسجل التجارى والبطاقة الضريبية، بالإضافة لتقديم الخدمات غير المالية للمشروعات، وخدمات التدريب وريادة الأعمال».

وحسب «عبدالظاهر»: «موّل الجهاز 20 ألفاً و798 مشروعاً صغيراً ومتناهى الصغر فى المحافظة، بقيمة 650 مليون جنيه، منها منَح قيمتها 22.8 مليون جنيه لتنفيذ مشروعات البنية الأساسية كثيفة العمالة والتنمية المجتمعية والتدريب»، لافتاً إلى أن «الجهاز يقدم حزمة خدمات غير مالية، تشمل التسويق والتدريب والدعم الفنى، وتقديم النماذج الاسترشادية لدراسات الجدوى للمشروعات الصناعية، وإتاحة فرص للمستفيدين لتسويق منتجاتهم فى المعارض».

وأضاف: «الصندوق الاجتماعى للتنمية تحوّل إلى كيان أكبر عندما أعيدت هيكلته فى صورة جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، فمارس مهام وأدواراً أوسع، وتمتع باختصاصات وصلاحيات أكثر شمولاً من حيث التنسيق لتنمية قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بالإضافة للعمل على تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية».

وأشار إلى أن «الجهاز وضع برنامجاً وطنياً لتنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، كما موّل العديد من المشروعات، منها التجارية، كتعبئة المواد الغذائية، وبيع الأدوات الكهربائية، أو الصناعية كتصنيع وتعبئة الزيوت، وورش ألوميتال، أو الخدمية»، موضحاً أن «الجهاز يسعى لتحفيز الشباب على الدخول إلى سوق العمل من خلال هذه المشروعات، ونشر ثقافة ريادة الأعمال والبحث والإبداع والابتكار».

وعلى صعيد قصص نجاح الشباب هناك حكاية عبدالرؤوف محمود الذى لم يكن يمتلك ما يكفى من أموال لافتتاح مشروعه الخاص، حتى يخرج من دائرة البطالة التى حاصرته مع كثير من أصدقائه، قبل أن يقرر افتتاح مشروع لتعبئة المواد الغذائية، معتمداً على توزيع هذه المنتجات على الفنادق والمنتجعات السياحية فى مدينة الغردقة، وعندها وجد الطريق الوحيد المفتوح أمامه لتمويل المشروع، هو الحصول على قرض من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.

عبدالرؤوف محمود: بـ250 ألف جنيه قرضاً نفذت مشروعاً لتعبئة المواد الغذائية وأصبحت من أكبر الموردين لفنادق الغردقة.. ويعمل معى 9 شباب

وبدأ مشروع عبدالرؤوف بقرض قيمته 250 ألف جنيه، بعدما وفر المكان المناسب، ولم يستغرق المشروع وقتاً طويلاً، حتى عرف الشاب «طعم المكسب»، حسبما يقول لـ«الوطن»، فانتظم فى سداد أقساط القرض، كما توسّع فى المشروع ليضم 4 ماكينات تغليف وتعبئة، يعمل عليها 9 أشخاص حالياً، بعدما كانوا يعانون مثله من «البطالة»، لتتغير حياتهم جميعاً. يقول عبدالرؤوف: «أعمل فى مجال تعبئة المواد الغذائية، خاصة السكر، نظراً لامتلاكى خبرات سابقة فى مجال توزيع المواد الغذائية، لكن لم يكن لدىّ ما يكفى من رأسمال، حتى توجهت إلى فرع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر فى البحر الأحمر، طالباً منهم أن يشاركوا فى تمويل مشروعى، وقدمت لهم الأوراق اللازمة ودراسة الجدوى، فحصلت على الموافقة منهم، ليخرج المشروع إلى النور».

«كانت البداية منذ عامين، بقرض قيمته 250 ألف جنيه»، حسبما يقول عبدالرؤوف، لكن بعد نجاح المشروع، طلب قرضاً إضافياً قيمته 418 ألف جنيه، ليتوسع فى عمله، وأصبح حالياً يسوّق منتجاته فى القرى والفنادق السياحية والكافيهات، موضحاً: «الطلبات تتزايد على منتجاتى، نظراً لجودتها العالية»، وأضاف: «الإرادة والإدارة الجيدة كانتا سر نجاح المشروع».

قرض بـ40 ألف جنيه غيّر حياة "محمد": "رفضت الوظيفة وفضّلت العمل الخاص"

رفض عروضاً كثيرة للعمل فى مجاله، مفضّلاً العمل الحر، وحينها لم يكن أمامه سوى جهاز المشروعات الصغيرة بالقليوبية، ليحصل على قرض قيمته 40 ألف جنيه وينشئ مصنعاً للتجهيزات المنزلية الخشبية وأدوات المطابخ.

محمد عادل، 28 عاماً، بكالوريوس التربية الرياضية، مقيم بقرية «كفر الجزار»، بمدينة بنها وحاصل على بكالوريوس تربية رياضية، رفض عروضاً كثيرة للعمل فى أماكن مرموقة ونوادٍ وفنادق وفضّل العمل الحر، مشيراً إلى أن والده وفّر له مكاناً بمنزل الأسرة، وبعد حصوله على القرض بدأ مشروعه بثلاث ماكينات عبارة عن «منشار وربوب وتخانة»، ليبدأ تصنيع أدوات المطابخ المنزلية المكوّنة من الخشب. «بدأت استخراج تراخيص المصنع منذ عامين، ثم لجأت إلى صندوق المشروعات الصغيرة بمحافظة القليوبية، للحصول على قرض قيمته 40 ألف جنيه بفائدة بسيطة، يتم سداده على ثلاث سنوات لشراء المواد الخام اللازمة للتصنيع وعمل الدعاية التسويقية»، قالها «محمد»، مشيراً إلى أنه اشترى متر خشب زان وماكينة منقار وتلميع، مقابل 23 ألف جنيه، ثم بدأ العمل الفعلى بمساعدة 4 من أصدقائه الشباب الذين شاركوه فى المشروع وتعلموا العمل على الماكينات وتشكيل الأخشاب وتحويلها إلى منتج نهائى متمثل فى «أطقم توزيع وحامل أكواب وشماعة ملابس ووراقة ونشابة وبعض المنتجات الأخرى»، مضيفا أن المنتج يتم تسويقه بمعارض شهيرة، ولتجار الأدوات المنزلية بمحافظات القاهرة والمنوفية والدقهلية. وأوضح أن ربح تصنيع متر الخشب يصل إلى 15% من ثمنه بعد تصنيعه وتشكيله وتجميعه: «سدّدت 20 ألف جنيه من قيمة القرض على مدار عام ونصف بانتظام دون تعثر، واستطعت تشطيب شقتى بمنزل والدى وتزوجت منذ 10 أشهر بفضل عملى الحر بمشروعى الصغير».

"سيد باهى" أنشأ ورشة لإنتاج الأثاث الفندقى والسياحى بقرض من حملة "مشروعك"

«سيد باهى» أحد الشباب، مقيم بمنطقة «بهتيم»، التابعة لحى شرق شبرا الخيمة، 35 عاماً، يعول 3 أبناء بمراحل التعليم المختلفة، لجأ إلى العمل بورش للحام الكريتال والألوميتال، بعد حصوله على مؤهل متوسط وتأدية الخدمة العسكرية، رافضاً الوظيفة الحكومية، ونجح فى تكوين أسرة صغيرة بعد زواجه وإنجابه ثلاثة أبناء. «علمت بمبادرة الرئيس السيسى ودعمه لحملة مشروعك التى تمنح قروضاً بفوائد بسيطة، فاقترضت 250 ألف جنيه بفائدة 5% وأنشأت ورشة لتصنيع الأثاث الفندقى: المقاعد والتربيزات الفندقية واشتريت المعدات والمواد الخام اللازمة، وبدأت التصنيع، وأصبح لدى 13 عاملاً، معظمهم مؤمن عليهم»، هكذا وصف «سيد» تجربته مع العمل الخاص.

محافظ القليوبية: اجتماعات مع مسئولى البنوك لتسهيل إجراءات منح القروض

من جهته، أكد الدكتور علاء مرزوق، محافظ القليوبية، أن المحافظة تعقد اجتماعات مع مسئولى البنوك لحل المشكلات التى تواجه المستفيدين، وتوجيه القيادات التنفيذية بالمحافظة لتسهيل إجراءات منح القروض والتيسير على المتقدمين للحصول عليها، لتوفير فرص عمل للشباب.


مواضيع متعلقة