بعد نجاح "الفيل الأزرق 2".. رأي النقاد في تحويل الروايات إلى أفلام

كتب: سارة حسن

بعد نجاح "الفيل الأزرق 2".. رأي النقاد في تحويل الروايات إلى أفلام

بعد نجاح "الفيل الأزرق 2".. رأي النقاد في تحويل الروايات إلى أفلام

تشهد هذه الفترة تحول الكثير من الروايات لأفلام، خصوصًا بعد أن أصبحت مصدر إلهام للمنتجين والمخرجين ودائماً ما يقع اختيارهم على الرواية التي حققت في الأسواق نجاحاً كبيراً، وكانت في قائمة الأكثر مبيعاً.

هذا التغير في السينما والدراما جذب الجمهور إلى هذه الأعمال، وأحدثها "1919" للكاتب أحمد مراد والتي تم الإعلان عن تحويلها لفيلم، وسيتم تغيير اسمها إلى "كيرة والجن" والمقرر عرضها في 2020، وتبدأ أحداثها خلال حقبة 1919 وتستمر حتى 1924 وهي الفترة التي شهدت مقاومة وطنية في مصر ضد الاستعمار البريطاني، كما يتم العمل في الوقت الحالي على مسلسل "ما وراء الطبيعة" للكاتب أحمد خالد توفيق والمخرج عمرو سلامة، فهو عبارة عن سلسلة روايات محورها ذكريات شخصية خيالية لطبيب أمراض دم مصري متقاعد- اسمه رفعت إسماعيل- حول سلسلة الحوادث الخارقة للطبيعة التي تعرض لها في حياته بداية من عام 1959، والرواية الثالثة التي تم تنفيذها خلال الفترة الماضية للكاتب أحمد مراد من خلال فيلم "الفيل الأزرق 2" والذي حقق نجاحاً وكان الفيلم استكمال للجزء الأول.

وقالت الناقدة السينمائية ماجدة خير الله، عن الروايات التي يتم تحويلها إلى أعمال فنية ودرامية إنه لا يوجد الكثير من الروائيين في هذه الفترة، الذين تحولت أعمالهم إلى أعمال سنيمائية غير أحمد مراد، فهو حالياً يعمل على رواية 1919، في حين أن قديماً كان هناك الكثير من الروائيين الذين تتحول روايتهم لتصبح فيلماً أو مسلسلا مثل (نجيب محفوظ، يوسف إدريس، إحسان عبدالقدوس، يوسف السباعي، عبدالحميد جودة السحار)، والمعروف في العالم أجمع أن العمل الأدبي الذي يوجد فيه مواصفات عمل سينمائي يتم تحويله لعمل فني لأن الفن والأدب وجهان لعملة واحدة.

وأضافت لـ"الوطن"، "أن ما يحقق شهرة للرواية بالوقت الحالي هو البيع في الأسواق، فلذلك تتجه معظم شركات الإنتاج نحو الرواية الأكثر مبيعاً"، مشيرة إلى أن "الفيل الأزرق 2" ليس برواية، ولكن كاتب العمل استطاع أن يُخرج قصة أخرى من العمل، معتبرة أن هذا العمل أقل درجة أو اثنتين عن الجزء الأول، مضيفة أن الفيلم لا يحتمل جزءا ثالثا لأن أحداثه أصبحت معروفة لأن الصراع بين "الجن والإنسان" محسوم ومن المحتمل عدم نجاحه تجارياً.

 

وأشارت إلى أن المنتج رمسيس نجيب كان يقرأ قصص الكتاب قبل نزولها بالأسواق أي قبل معرفته هل ستنجح الرواية أم لا، أي أنهم لا يهتمون بالربح ولكن الاهتمام يكون منُصبا على المعني الرئيسي من القصة، مؤكدة أن "ليس كل رواية عظيمة تصلح تحويلها لعمل فني".

بينما أوضح الناقد السينمائي رامي عبدالرزاق رأيه قائلاً، "إن إنتاج فيلم أو مسلسل عن رواية، قل عن المتوقع، موضحاً أن هذا العام لم يكن هناك أعمال غير (الفيل الأزرق 2)، لافتا إلى أن هذا ليس في صالح السينما المصرية، فمن الأفضل أن يكون في العام الواحد ما يقرب من 5 أعمال مأخوذة عن رواية من بين 20 عملا فنيا على الأقل، مضيفًا أن لا بد من تقليل الاقتباسات من الأعمال الأجنبية والعمل على الروايات الموجودة في الوسط.

وأضاف بشأن تحويل رواية 1919 إلى عمل فني، "يُعتبر مغامرة من صناع العمل ومن الممكن ألا يَلقَى نفس نجاح الأعمال السابقة لأن الجمهور متقلب في اختياره للأعمال، ومن الصعب تنفيذها لأنها رواية تعتمد على الأكشن على عكس باقي الأعمال والتي تتخذ الطابع الغرائبي".

وقال عبدالرازق بشأن رواية "ما وراء الطبيعة"، إنها سوف تُباع لـ"نتفليكس"، ما يجعلها غير محسوبة على الدراما المصرية، فهناك شرائح معينة سوف تتابع العمل، ما يجعلها من الحالات الفردية الموجودة وليس تُوجه عام للجمهور، وعلى غرار ذلك قال: "إن المنتجين قديماً كانوا يعتبرون العنصرين الفني والتجاري مهمين، في حين في عصرنا الحالي التجاري هو الأهم".

 

وأنهى حديثه قائلا: "هناك العشرات من الأعمال التي لم تحقق مبيعات كبيرة في الأسواق، ولكنها تستحق أن تحول لعمل فني، مثل (سيدة الزمالك) لأشرف العشماوي، (بنات الباشا) لنورا ناجي، (شجرة اللبخ) لعزة رشاد، (قيس ونيلي) لمحمد ناجي".


مواضيع متعلقة