المصارع هيثم فهمي في حوار لـ"الوطن": أشارك في البطولات على نفقتي.. وأحتاج لراعٍ

كتب: محمد شنح

المصارع هيثم فهمي في حوار لـ"الوطن": أشارك في البطولات على نفقتي.. وأحتاج لراعٍ

المصارع هيثم فهمي في حوار لـ"الوطن": أشارك في البطولات على نفقتي.. وأحتاج لراعٍ

عداد ميدالياته القارية والعالمية لا يتوقف، يتحدى الإصابات والأزمات، بنفس قوة تحديه لمنافسيه على بساط المصارعة، ليقف ويزين كتفه بعلم مصر على منصات التتويج، متسلحًا بإرادة وحب للرياضة، غرسته فيه عائلته منذ الطفولة، فهو يكمل مسيرة أشقائه أبطال مصر في المصارعة، ويسعى لدخول قائمة الشرف الأوليمبية، التي بدأت بذهبية المصارع إبراهيم مصطفى في أولمبياد أمستردام 1928، مرورًا بفضية "محمود حسن علي" وبرونزية إبراهيم عرابي في لندن 1948، وكذلك برونزية هيلسينكي 1952، وفضية عثمان السيد في روما 1960، وانتهت بميداليتي المصارع كرم جابر صاحب ذهبية أثينا 2004، وفضية لندن 2012.

صاحب ذهبية الألعاب الأفريقية: تكريم السيسي أعلى مراحل الفخر وسبب في استكمال مسيرتي الرياضية

"الوطن" حاورت المصارع هيثم فهمي، المتوج بذهبية المصارعة في منافسات وزن 60 كجم بدورة الألعاب الأفريقية في المغرب، والذي ينافس بعد يومين على ميدالية في بطولة العالم بكازاخستان، تحدث فيه عن أهم إنجازاته في اللعبة، وكواليس الفوز بالميدالية الأصعب في مسيرته مع المصارعة الرومانية، والتي جاءت بعدما كاد يقترب من الاعتزال، وأهم المشكلات، التي تقف عائقًا أمام تتويجه بميدالية أوليمبية في طوكيو 2020، ويأمل في حلها، وعلاقته بالمصارع الأوليمبي كرم جابر، وكواليس لقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي يراه سببًا في إكمال مسيرته مع المصارعة حتى اللحظة. 

وإلى نص الحوار..

* كيف كانت المنافسة على ذهبية دورة الألعاب الأفريقية؟

الدورة الأفريقية، كانت من أصعب المنافسات في مسيرتي، نظرًا لعودتي من إصابة صعبة وخطيرة، كادت تتسبب في اعتزالي قبل شهرين من البطولة، وهي خلع في الكوع، ولذك مشاركتي وفوزي بالذهبية يعتبر إعجازا، كما كانت المواجهة أصعب مع اللاعب المغربي في وسط جمهوره، وتضامن التحكيم معه. 

* هل تلك المشاركة الأولى لك بدورة الألعاب الأفريقية؟

مشاركتي هي الثانية في دورة الألعاب الأفريقية، وفي المرتين توجت بالميدالية الذهبية.

هيثم فهمي: المركز الـ12 في أولمبياد ريو جاء بدون معسكرات إعداد وميدالية الألعاب الأفريقية جاءت بعد إصابة كادت تتسبب في اعتزالي

* متى بدأ مشوار هيثم فهمي مع المصارعة الرومانية؟ 

بدأت مسيرتي في سنة 1999، وأول مشاركة دولية كانت في عام 2009. 

* لماذا أقبلت على رياضة المصارعة دون غيرها؟

لأنني من أسرة رياضية، وجميع أشقائي أبطال في المصارعة، حتى إنه في دورة الألعاب الأفريقية، كان يشارك شقيقي ضمن قائمة الحكام في الدورة، فهو حكم دولي وأوليمبي في المصارعة.

* البعض يرى أن المنافسة القارية ليست مقياسًا للحكم على نجاح لاعب على المستوى الأوليمبي أو العالمي.. فما رأيك؟

أعتقد أنها تختلف من وزن لوزن آخر، وكذلك حسب المنافسين، حيث يوجد في بعض الأوزان أبطال عالم في منتخبات عربية وأفريقية مثل الجزائر والمغرب ونيجيريا، ولكن الحمد لله اسم هيثم فهمي متربع على القمة الأفريقية، ودول البحر المتوسط دائما في وزن 60 كيلو. 

أنا من عائلة رياضية.. وشقيقي حكم أوليمبي في المصارعة شارك بالألعاب الأفريقية

* ما أهم الميداليات والإنجازات في مسيرة هيثم فهمي الرياضية؟ 

من أهم الإنجازات، التأهل لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، والحصول على مركز الـ12 فيها، وذهبية بطولة العالم العسكرية، والمركز السابع في بطولة العالم الكبار، والتواجد في التصنيف العالمي عدة مرات، وحصلت أيضًا على فضية دورة ألعاب عالمية عسكرية، وذهبيتين في دورة ألعاب البحر المتوسط، وكذلك ذهبيتي دورة الألعاب الأفريقية، و8 ذهبيات في بطولات أفريقيا، وفضية بطولة عالم مصغرة في بولندا، والعديد من البطولات العربية والدولية كـ"الجائزة الكبرى". 

* ما أهم المشكلات والتحديات التي تواجه هيثم فهمي في مسيرته الرياضية؟

المشكلات هي تأخر الاهتمام باللاعبين سواء ماديًا أو معنويًا، ويتلخص الحل في ضرورة وجود راعٍ، كما تم التواصل مع وزير الشباب والرياضة دكتور أشرف صبحي، ولكن حتى الآن لم أحصل على الراعي في مقابل وجود رعاة لأبطال مصريين أقل في الإنجازات التي حصلت عليها، كما أنني ليس لي وظيفة أو عمل لكي أستطيع تجهيز نفسي بعيدا عن تخبط اتحاد اللعبة، كما حدث في العديد من المشاركات الدولية، التي نافست فيها على نفقتي الخاصة.

فهمي: كرم جابر مصارع أسطوري وأصقل خبراتي في التعامل مع الأزمات

* ارتبطت شهرة المصارعة الرومانية في مصر باسم المصارع الأوليمبي كرم جابر.. فهل تتمنى أن تسير على خطاه؟

كرم جابر أحد أساطير مصر، وأفضل رياضي رأته مصر، وأتمنى أن أسير على خطاه في الإنجازات، والآن هناك أبطال يستطيعون تحقيق هذه الإنجازات وتكرارها في حالة وجود إمكانيات، كما كانت متوافرة في وقته. 

* ما طبيعة علاقتك بكرم جابر وهل يوجه لك أي نصائح في مسيرتك؟

كرم جابر قدوة لكثير من اللاعبين، وأصقل خبراتي في التعامل مع الأزمات، والتصميم على لحلها، والرجوع للقمة من الصفر، أحد أهم السمات، التي تعلمتها من الأسطورة كرم جابر.

* شاركت في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 ولم يحالفك التوفيق.. فماذا حدث وقتها؟

في أولمبياد ريو تعرضت لإصابة صعبة قبل المنافسات بـ3 أيام، وأعتقد أن السبب كان سوء التنظيم، سواء في مواعيد السفر والوصول للبرازيل، الذي جعل الفريق المصري في عجالة وخارج التركيز، كما لم نتلق أي دعم أو مشاركات دولية وقتها، سواء بطولات أو معسكرات.

* ماذا اختلف على مستوى الدعم والاهتمام بالمصارعين خلال الـ4 سنوات الماضية؟

اعتقد أنه لم يختلف شيء غير أنه أصبح لديَّ خبرة في التعايش مع هذه الظروف، ولكن أحب أشكر وزير الشباب والرياضة دكتور أشرف صبحي، لأنه أكثر من يقوم بالدعم المعنوي لي ولبعض المميزين، كما دائما يتواجد الدكتور محمد الكردي مساعد الوزير في أغلب الأزمات مع إدارة اللعبة.

* أنت من المرشحين بقوة لميدالية أوليمبية في طوكيو 2020.. فما ينقصك لنراك على مصنة التتويج؟ 

لا ينقصني لتحقيق الإنجاز في طوكيو غير الإمكانيات، التي أستطيع من خلالها المشاركة في البطولات الدولية والمعسكرات المهمة، التي تسهل الاحتكاك مع الأبطال المسيطرين على الوزن في العالم، وهذا لم يتحقق حتى الآن.

تجنيس أبطال وترك آخرين للمصارعة سببه الإهمال وتحكم من ليس له علاقة بالرياضة باللعبة.. وأسهل كلمة "مع السلامة في غيره كتير"

* مشكلات كثيرة ارتبطت بلاعبي المصارعة واتحاد اللعبة.. مثل خروج لاعبين للعب باسم دول أخرى وأزمة كرم جابر ومن قبله بوجي.. فما سبب تلك الأزمات من وجهة نظرك؟

أعتقد أزمة التجنيس، وترك اللعبة من قبل أبطالها، جاءت نتيجة إهمال، وتحكم من ليس له علاقة بالرياضة بالأبطال، ما تسبب في عدم تقديرهم أو إيصال مقابل لما يقوم به الأبطال للوصول للمنصات الدولية والإنجازات، كما أجد أن أسهل مقولة يقولها من يدير اللعبة "مصر ولادة وفي غيره كتير"، أو "بالسلامة مصر أكبر"، دون النظر لحلول للمشكلة التي تواجه الأبطال، لتفقد مصر قامتها الرياضية.

* وماذا ينقص اللعبة لتعود لأمجادها الأوليمبية التي بدأت بإبراهيم مصطفى وانتهت بكرم جابر؟

أعتقد أن أكثر ما ينقص المصارعة، تواجد أبطالها الدوليين في إدارة اللعبة، لإصلاح ما أفسده الغير، الذي يعد أهم أولوياتهم "السفر والشوبينج والتحكم في الأبطال والظهور فقط"، كما أتمنى وجود لوائح وقوانين أقوى لحماية اللاعب، وهو أساس الرياضة عمومًا، وأعتقد من أهمها هو تفعيل قانون الرياضة الجديد، الذي لم يتم تطبيقه حتى الآن. 

* لأي نادٍ تنتمي.. وكيف ساعدك في مسيرتك مع رياضة المصارعة؟

أنتمي للمؤسسة العسكرية بالإسكندرية، وأعتقد أن المؤسسة العسكرية لها دور كبير جدًا في الحفاظ على الرياضات الفردية، ولكن دعم المؤسسة وحده غير كافٍ للأبطال للوصول للقمة العالمية.

* ماذا عن الدراسة وحياتك العملية.. وكيف توفق بينها وبين الرياضة؟

حصلت على ليسانس الحقوق، ولكن واجهت صعوبة كبيرة في التوفيق بين الرياضة والدراسة، ولم أستطع الحصول على تقديرات عالية، واعتقد أنه لا بد من نظر الدولة لمحاولة إصلاح هذه الفجوة.

المؤسسة العسكرية لها دور كبير جدًا في الحفاظ على الرياضات الفردية 

* كُرمت من الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد دورة ألعاب البحر المتوسط.. كيف كان شعورك وقتها وماذا دار في اللقاء؟

 شعوري بعد تكريم الرئيس هو أعلى مراحل الفخر، ويعد سببا لي في استكمال المسيرة الرياضية، لما يعنيه التكريم من تقدير لجهود أبطال الرياضة المصرية.

* من يدعم هيثم في مسيرته من أسرته ومدربيه؟

يدعمني في الأسرة إخوتي نظرا لخبراتهم في رياضة المصارعة، ولا يمكن وصف دعم أبي وأمي في إنجازاتي فهما الأساس، فهم أكبر داعم يتفهم لكل المراحل التي مررت بها.

* ما المقومات التي يجب أن تتوفر في شخص لممارسة رياضة كالمصارعة الرومانية؟ 

يجب توافر عدة صفات في المصارع سواء نفسية أو جسمانية، والنفسية هي التحدي والإرادة، لأن المصارع يواجه نفسه وضعفه ويتخطى مراحل الإرهاق كل يوم، وكل تدريب يشارك فيه، أما الجسمانية فالمصارع لا بد من أن يكون أقرب للتكامل في المرونة والقوة وقوة التحمل، حيث يضم برنامج المصارع التدريبي أكثر من رياضة مثل الأثقال وحركات من لعبة الجمباز، وكذلك في أوقات، يصبح أقرب لما يكون لعداء.

* أنت تلعب في وزن 60 كجم وهو من الأوزان الخفيفة التي تتطلب مهارات وفنيات عالية.. فهل المنافسة تكون أصعب في تلك الأوزان عن الميزان الثقيل؟ 

وزن 60 كيلو جراما بالفعل من أصعب الأوزان، وكلما زاد الوزن قل الأداء الحركي والفنيات، ولذلك كان كرم جابر طفرة في الوزن الثقيل، نظرًا للمهارات التي كان يمتلكها.

مصارعة المحترفين ما هي إلا "شو" وليس لها علاقة بالرياضة

* من أبرز المنافسين العالميين في ميزانك حتى الآن.. ومن أشهر الدول الآن صاحبة الكلمة العليا في اللعبة؟

أبرز المنافسين هم أبطال روسيا واليابان ومالدوفا والكوري والتركي، ويعد اللاعب الروسي الأقوى، فهو في قمة الهرم والتصنيف العالمي.

* هل من مواقف إنسانية واجهتك طوال مشوارك مع اللعبة أو على البساط؟

 دائما تواجهني المواقف الإنسانية، وأغلبها في إطار الروح الرياضية في التعامل مع الخصم أثناء أو بعد المنافسة خصوصًا في حالة إصابة الخصم. 

* كثيرون يخلطون بين رياضة المصارعة الرومانية وما يرونه في حلبات مصارعة المحترفين.. وضح الفرق للجمهور من متابعي الرياضة؟

مصارعة المحترفين ما هي إلا عرض "شو"، لا يوجد فيه منافسة، وأعتقد أنها ليس لها علاقة بالرياضة.

* حدِّثنا عن تفاصيل يوم في حياتك.. وكيف تختلف حياة الرياضيين عن غيرهم؟

تضحيات المصارعين تبدأ في مواجهة أصعب التدريبات، حيث تعد المصارعة، حسب الأبحاث، أقوى لعبة في المجهود البدني في العالم، مرورًا بعملية إنقاص الوزن، التي قد تجعلني لا أتناول إلا ثمرة فاكهة واحدة في اليوم مع مزاولة التدريب، وأخيرًا حالة الإصابة التي تعد خطيرة، كما واجهت خلعا في الكوع من قبل شهرين، فأعظم مواجهة الإحباط قبل الألم الجسدي.

* بعيدًا عن الأولمبياد.. ما أحلامك الشخصية والعملية؟

أحلامي هي الاستقرار، وضمانة مستقبلي بعد الاعتزال، وإمكانية مساعدة لعبة المصارعة، وتمهيد الطريق لأبطال من الأجيال القادمة حتى لا يواجهوا ما كنت أواجه.


مواضيع متعلقة