أثري يكشف تاريخ بناء مشهد الإمام الحسين منذ أكثر من 850 عاما

كتب: (أ.ش.أ)

أثري يكشف تاريخ بناء مشهد الإمام الحسين منذ أكثر من 850 عاما

أثري يكشف تاريخ بناء مشهد الإمام الحسين منذ أكثر من 850 عاما

تبدأ الدولة حاليا مشروعا لتطوير منطقة مسجد الحسين، بما يتلاءم مع المكانة الدينية والتاريخية والأثرية للمسجد والمنطقة المحيطة به، بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليتكامل ذلك التطوير مع خطة تطوير القاهرة التاريخية، لكي تستعيد القاهرة رونقها، وتنتعش مكانتها كإحدى أهم مدن العالم الإسلامى.

وعن تاريخ منطقة الحسن، قال الأثري سامح الزهار، المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية، إن منطقة الحسين تعد مركز القيادة الروحية في مصر التي يأتي لها المريدون ودراويش سيدنا الحسين من كافة الأقطار ومختلف الأمصار، وفقا لما نقلته وكالة أنباء "الشرق الأوسط" عنه، اليوم.

وأوضح الزهار، أنه تم إنشاء مشهد الإمام الحسين في خلافة الخليفة الفاطمي الفائز بنصر الله سنة 1154، وأشرف على البناء الوزير الصالح طلائع بن رزيك، وفي سنة 1171 أنشأ القائد صلاح الدين الأيوبي مدرسة بجوار الضريح عرفت باسم المشهد، وهي المدرسة التي هدمت فيما بعد وبُني في مكانها الجامع الحالي، مشيرا إلى أنه في أواخر العصر الأيوبي وفي سنة 1235، شرع الشيخ أبوالقاسم بن يحيى بن ناصر السّكري المشهور باسم "الزرزور"، في بناء مئذنة فوق باب المشهد المعروف حاليا باسم الباب الأخضر، وتوفي أبوالقاسم بن يحيى قبل أن يتم بناء المئذنة فاتمها ابنه سنة 1236، وهي مئذنة حافلة بالزخارف الجصية.

وأشار المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية، إلى أنه تبقى من المئذنة قاعدتها المربعة ولوحتان تذكاريتان من الرخام تتضمن تاريخ بناء المئذنة واسم المنشىء، وعلى إحدى اللوحتين كتابة نصها "الشيخ الصالح المرحوم ابو القاسم بن يحيى المعروف بالزرزور ابتغاء وجه الله ورجاء ثوابه وكان تمامها على يدى ولده محمد سنة ثلاثة وثلاثين وست مائة عفا الله عنه"، وعلى الثانية كتابه بنفس المعنى تحمل تاريخ 634هـ، وتبقى من المشهد الأصلي الفاطمي - بالإضافة إلى قاعدة المئذنة الأيوبية - أحد أبواب المشهد وهو المعروف باسم الباب الأخضر وهو مبنى بالحجر.

وأكد الزهار أن ولاة وحكام مصر في كل العصور اهتموا بمشهد الإمام الحسين وعمارته وتجديده وزخرفته ووقفوا عليه أوقافا كثيرة للمحافظة عليه ونظافته واحترامه، ومنهم الوالي العثماني السيد محمد باشا الشريف 1595 -1597 والأمير حسن كتخدا عزبان الجلفي الذي قام سنة 1712 بتوسيع المشهد وصنع له تابوتا من خشب الابنوس المطعم بالفضة والصدف وفي سنة 1761 جدده الأمير عبدالرحمن كتخدا، وفي سنة 1789 قام أحد أعيان القاهرة وهو السيد علي أبوالأنوار بعمارة المشهد وتوسيعه وأثبت ذلك على الباب الشمالي للقبة، موضحا أن منطقة الحسين اشتهرت بوجود عدد من الشخصيات الغريبة والدراويش التي سجلتها الأعمال الأدبية لكبار الأدباء وعلى رأسهم نجيب محفوظ، مشيدا بمشروع تطوير المنطقة الأثرية، الذى يعد من أهم المشروعات التي تقوم بها الدولة حاليا.


مواضيع متعلقة