ملامح ريادة مصر لأفريقيا قبل تيكاد.. وخبيرة: رؤية السيسي انتشلتها من التجاهل

ملامح ريادة مصر لأفريقيا قبل تيكاد.. وخبيرة: رؤية السيسي انتشلتها من التجاهل
تحت شعار "النهوض بتنمية أفريقيا عبر الشعوب والتكنولوجيا والابتكار"، يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي، غداً الأربعاء، القمة السابعة لمؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الأفريقية "تيكاد 7" بمدينة يوكوهاما اليابانية، بمشاركة ممثلين عن الجهات الدولية الداعمة، في مقدمتها الأمم المتحدة.
وتسلمت مصر في 10 فبراير الماضي، مشعل قيادة القارة السمراء لمدة عام واحد، وانتقلت رئاسة الاتحاد الأفريقي من الرئيس الرواندي بول كاجامي للرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتعد رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، العام الجاري، الأولى في تاريخ المنظمة الأفريقية بالمسمى الجديد لها "الاتحاد الأفريقي"، رغم أن مصر حظيت برئاسة الاتحاد الأفريقي ثلاث مرات، من قبل، إلا أن جميعها كانت قبل تأسيس المنظومة الجديدة التي تحمل اسم "الاتحاد الأفريقي"، حيث كانت المنظمة تحمل اسم منظمة "الوحدة الأفريقية" منذ نشأتها عام 1963 وحتى عام 2002، وتحولت للمشمى الجديد الاتحاد الأفريقي، وبقيت في كليهما في في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.
ومنذ توليها رئاسة اتحاد القارة، تنوع در مصر الرقيادي للقارة ما بين استضافة فعاليات أفريقية وتمثيل القارة في قمم العالية، شارك فيها الرئيس السيسي بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي، وتستعرض "الوطن" أبرز هذه المناسبات، كالتالي:
ملتقى الشباب العربي الأفريقي
في سياق اهتمام الرئيس السيسي بالاستماع لصوت الشباب وتوفير المساحة لهم ليعبروا عن آرائهم واهتماماتهم، من خلال عدد من مؤتمرات الشباب التي حرص على عقدها بشكل دوري، كان على رأس قائمة اهتمامات الرئيس المصري منذ توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، تأسيس منصة يمكن من خلالها الاستماع للشباب القارة، فأطلق ملتقى الشباب العربي الافريقي، الذي استضافته محافظة أسوان في الفترة بين 16 و18 مارس الماضي.
اجتماع قمة الترويكا
في أبريل الماضي، تولى الرئيس السيسي رئاسة اجتماع قمة الترويكا ولجنة ليبيا رفيعة المستوى بالاتحاد الأفريقي، بمشاركة رؤساء رواندا وجنوب أفريقيا عضوي ترويكا إدارة الاتحاد، ورئيس الكونغو بصفته رئيساً للجنة المعنية بليبيا في الاتحاد، فضلاً عن مشاركة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.
وهدفت القمة النعقدة بالاتحاد الأفريقي إلى مناقشة آخر التطورات على الساحة الليبية وسبل احتواء الأزمة الحالية وإحياء العملية السياسية في ليبيا والقضاء على الإرهاب.
قمة العشرين
في يونيو الماضي، شارك الرئيس السيسي، في فعاليات قمة مجموعة العشرين في اجتماعها الرابع عشر الذي استضافته اليابان، لأول مرة العام الجاري، والذي يعد أهم منتدى اقتصادي دولي، يعنى ببحث القضايا المؤثرة على الاقتصاد العالمي.
وجاءت مشاركة الرئيس السيسي في القمة تقدير للدور المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة على المستويين، العالمي والأفريقي، خاصة بعد توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي، هذا العام، ما جعل حضور رئيسها يمثل حضور الصوت الأفريقي في القمة.
القمة التنسيقية الأولى
ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي، في يوليو الماضي، أعمال القمة التنسيقية المصغرة الأولى من نوعها للاتحاد الأفريقي مع التجمعات الاقتصادية الإقليمية في أفريقيا، في نيامي، عاصمة النيجر.
وتُعتبر القمة علامة بارزة في مسيرة التكامل القاري وعملية الإصلاح المؤسسي الجارية في الاتحاد الأفريقي، كما أن انعقادها جاء متماشيًا مع مُحددات الموقف المصري تجاه الجهود القائمة في هذا الصدد، وجرى تخصيصها للنظر في تقسيم العمل وتوزيع المهام بين الاتحاد والتجمعات الاقتصادية الإقليمية الأفريقية، وفقا لتصريح المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، آنذاك.
قمة السبع
تلبية للدعوة الرسمية التي تلقاها من نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، شارك الرئيس السيسي، بصفته رئيس مصر ورئيس الاتحاد الأفريقي، في أعمال النسخة الـ43 من قمة مجموعة السبع، التي انعقدت في الفترة بين 24 و26 أغسطس الجاري، في مدينة بياريتز الفرنسية.
واجتمع الرئيس السيسي ببعض قادة الدول المشاركة، في لقاءات ثنائية، على هامش فعاليات القمة، كما ألقى كلمة، في جلسة الشراكة مع أفريقيا، أكد، خلالها، التحديات التي تواجه الدول النامية، ومن ضمنها الدول الأفريقية، في إطار سعيها للارتقاء بمستوى معيشة شعوبها، وتحقيق التنمية المستدامة.
ترتبط ريادة مصر لقارة أفريقيا ارتباطا وثيقا برؤية الرئيس السيسي، وفقا للدكتورة هبه البشبيشي، الخبيرة في الشئون الأفريقية، موضحة أن مصر تحولت من "علامة سلبية" على خارطة أفريقيا، بعد تجميد دورها في الاتحاد الأفريقي في 2013، ومن دولة يتم تجاهلها أفريقيا إلى دولة فاعلة، يرجع الفضل في دورها لرؤية الرئيس السيسي وفهمه للإشكاليات الموجودة بالقارة ومناطق النزاعات الأفريقية وظاهرة انتشار الأسلحة في بعض دول القارة، ما أدى إلى تحول مصر إلى "علامة إيجابية" ذات دور مؤثر في القارة جعلها جديرة بالريادة.
وأضافت "البشبيشي"، في حديثها لـ"الوطن" أن نشاطات الرئيس السيسي، في خلال فترة رئاسته لاتحاد القارة، تضمنت لقاءه نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في أبريل الماضي، ضمن زيارة رسمية أجراها السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن جولة خارجية بدأها بزيارة العاصمة الغينية "كونكري"، واستكملها بزيارة كل من السنغال وكوت ديفوار، كما كان التطرق لموضوعات التكنولوجيا في الدول الأوروبية وكيفية إدخالها إلى أفريقيا، من أبرز الموضوع التي عني بها الرئيس.
وأوضحت الخبيرة في الشؤون الأفريقية أن مصر برئاستها للاتحاد الأفريقي، اتسع أمامها المجال لإدارة ملفات القارة والتدخل لحل مشكلاتها، كما يُنتظر من مصر، في الفترة المقبلة، طرق أبواب دول الجنوب الأفريقي، مثل جنوب أفريقيا، ومناقشة أوضاعها.