سباق التسلح لعبة أمريكا لضرب خصومها.. فهل تسقط روسيا والصين في فخه؟

سباق التسلح لعبة أمريكا لضرب خصومها.. فهل تسقط روسيا والصين في فخه؟
- سباق التسلح
- أمريكا
- روسيا
- الصين
- انهيار الاتحاد السوفيتي
- الاتحاد السوفيتي
- معاهد الأسلحة المتوسطة
- سباق التسلح
- أمريكا
- روسيا
- الصين
- انهيار الاتحاد السوفيتي
- الاتحاد السوفيتي
- معاهد الأسلحة المتوسطة
مع انهيار العمل باتفاقية الحد من الأسلحة المتوسط والاستراتيجية، بدأت الأنظار تتجه إلى إمكانية اندلاع سابق تسلح بين الولايات المتحدة وروسيا، على غرار مرحلة الحرب الباردة في حقبة الاتحاد السوفيتي.
وعزز هذه المخاوف المساعي الأمريكي لنشر صواريخ من هذا النوع في بعض المناطق التي تعد نطاقا طبيعيا لروسيا وكذلك الصين، لكن سباق التسلح بحسب خبراء ومتابعين قد يكون فخا كبيرا لاستتنزاف طاقات روسيا والصين الاقتصادية، خاصة أنّ سباق التسلح كان العامل الرئيسي في انهيار الاتحاد السوفيتي ومن ثم تفرد الولايات المتحدة نسبيا في قيادة العالم.
مدير "المصري الروسي للدراسات": العالم أمام سباق تسلح جديد.. و"موسكو" لن تنجر إليه
"أعتقد أنّ العالم أمام سباق تسلح جديد".. هكذا علق أشرف كمال رئيس المركز المصري الروسي للدراسات على التوترات القائمة بين روسيا والولايات المتحدة، وقال في اتصال هاتفي لـ"الوطن" إنّ هذا يرتبط بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من المعاهدة، معتبرا أنّ رد الفعل الروسي كان طبيعيا بتعليق العمل بهذه المعاهدة، وأنّ الولايات المتحدة بدأت تجديد نشر هذا النوع من الأسلحة، وهناك معلومات تفيد بأنّ الولايات المتحدة جربت صاروخا من طراز "توماهوك".
وقال كمال: "نتذكر جولة وزير الدفاع الأمريكي مؤخرا إلى آسيا ومنها أستراليا، والجميع كان يظن أنّه يسعى لتكوين تحالف بحري في مواجهة إيران، ولكن في الحقيقة وزير الدفاع الأمريكي كان يتفق أو يجري مشاورات حول إبرام اتفاقيات فيما يتعلق بتشر أسلحة متوسطة المدى في هذه المنطقة".
وعن رد الفعل الروسي، قال كمال: "وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أعلن أمس أنّ روسيا لن تنشر هذا الطراز من الأسلحة، إلا إذا قامت الولايات المتحدة بذلك، والطبيعي أن يكون هناد رد فعل من روسي، وكذلك ربما من الصين، إذ ترتبط مسألة التسليح بعقود تسليح تايوان"، مضيفا: "أعتقد أنّ العالم أمام مشهد جديد وصراع جديد، ولا يمكن لوم موسكو في رد فعها على تصرفات واشنطن، اعتدنا على الأخيرة أن تسير وفق مصالحها فقط، وأولوياتها فقط تحقيق مصالحها دون النظر لأي أمور أخرى".
وفيما يخص التكاليف الاقتصادية في إمكانية اندلاع سباق تسلح جديد، قال مدير "المصري الروسي للدراسات" إنّ "الولايات المتحدة من أقوى الاقتصاديات رغم حجم الديون، إلا أنّ ارتباط الاقتصاد العالمي بالاقتصاد الأمريكي يعطيها فرصة لتكون قوية"، مشددا على أنّ سباق التسلح يضر بالاقتصاد الروسي ضررا كبيرا لأن ميزانية التسليح إذا زادت ستكون على حساب التتنمية الاقتصادية وعلى حساب خطط التنمية.
وقال "كمال" إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أنّ بلاده لن تنجر إلى سباق تسلح، وأشار الخبير في الشأن الروسي إلى أنّ سباق التسلح كان له عامل رئيسي في انهيار الاتحاد السوفيتي، وربما تسعى "واشنطن لجر روسيا إلى هذ المربع مرة أخرى، ولكن بوتين يدرك حجم المؤامرات ومحاولات كبح خطط التنمية الروسية، ومحاولات كبح محاولات روسيا لإقامة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب".
موسكو: لن ننساق خلف الاستفزازات الأمريكية للدخول في سباق تسلح جديد
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف فى تصريحات صحفية، أوردتها قناة (روسيا اليوم)، تعليقا على إعلان البنتاجون عن اختبار صاروخ مداه أكثر من 500 كيلومتر: "من المؤكد أنّ الولايات المتحدة كانت تعمل على تطوير الأنظمة ذات الصلة منذ فترة طويلة، وأنّ الاستعدادات للانسحاب من المعاهدة شملت أعمالا من قبيل الأبحاث العلمية والتصميم والتجارب".
وأشار ريابكوف إلى أنّ واشنطن اختارت نهج التصعيد، مؤكدا أن موسكو لن تنساق خلف الاستفزازات الأمريكية ولن تسمح بإقحامها في سباق تسلح جديد.. وجدد التزام روسيا بحظر نشر الصواريخ طالما لم تنشرها الولايات المتحدة في مكان ما من العالم.
باحث في العلاقات الدولية: الصين لن تقف مكتوفة الأيدي فلديها أدواتها
أما عن الموقف الصيني، قال الدكتور أحمد طاهر الباحث في العلاقات الدولية، إنّ "الموقف الصيني الرسمي هو أنّ بكين لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه نشر أي صواريخ أمريكية في هذه المنطقة، ثم زادت الصين بأنّها ستتخذ تدابير انتقامية حال سمحت أستراليا أو وكوريا الجنوبية واليابان بنشر هذه الصواريخ.
وقال طاهر في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "الموقف الحالي والتحركات الأمريكية تعيدنا إلى أسباب انسحاب أمريكا من اتفاقية الأسلحة المتوسطة والاستراتيجية، لأن الصين تمتلك هذه النوعية من الصواريخ، وبالتالي الانسحاب من هذه المعاهدة يسمح لها بمقارعة الصين في هذا الخصوص، وبالتالي كان الهدف الأساسي لدى واشنطن مواجهة الصين بنفس النوعية من الصواريخ متوسطة المدى".
وبحسب الباحث في العلاقات الدولية، فإنّ "الصين تعلم أنّ دخول سباق تسلح قد يكون استنزاف للاقتصاد الصيني في مرحلة معينة، وأمريكا ترى إمكانية الاستفادة من سباق التسلح في هذا الإطار كما حدث مع الاتحاد السوفيتي، وقد يكون ذلك فخ جديد، وهو ذات الآلية التي استخدمت في تفكيك الاتحاد السوفيتي"، مضيفا: "الصين ستكون أكثر وعيا بهذه النقطة ومن الصعوبة بمكان أن تنجر بكين إلى سباق تسلح، خاصة أنّ الولايات المتحدة لديها مشكلات اقتصادية".
ويرى طاهر أنّه ليس من السهولة بمكان الانتقال لسباق تسلح بين الصين والولايات المتحدة، كذلك الذي حدث بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، معتبرا أنّ ذلك يعود إلى ما وصفه بـ"تشابكية المصالح الصينية الأمريكية" عكس العلاقة مع الاتحاد السوفيتي السابق.
وعن الأدوات التي يمتلكها العملاق الصيني في مواجهة التحركات الأمريكية، قال "طاهر": "الصين ستتخذ تدابير مثل العقوبات أو مواقف حادة حيال اليابان، كما يمكنها توظيف أداوت النفوذ لديها مثل ملف كوريا الشمالية، فلديها كثير من الأدوات من أجل الحد من موافقة الدول للتسليم للولايات المتحدة لنشر هذه الصواريخ، وبالتالي هذه الدول ستردد كثيرا عندما تقبل ذلك".
ودلل "طاهر" على قوة الأدوات الصينية بتصريحات لوزير الدفاع الأمريكي، بأنّ المفاوضات مع الدول السابقة لنشر الصواريخ قد تستغرق أشهرا طويلة.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت أمس تجربة إطلاق صاروخ مجنح يزيد مداه على 500 كيلومتر، وذلك لأول مرة بعد انسحاب "واشنطن" من معاهدة الصواريخ في أغسطس الحالي.