يسير بـ"كنافة وقطايف" من القليوبية إلى "السيدة": إحنا آسفين يا "صلاح"

يسير بـ"كنافة وقطايف" من القليوبية إلى "السيدة": إحنا آسفين يا "صلاح"
يشمر جلبابه المتواضع، ويسير بخطوات بطيئة، دافعاً عجلته إلى الأمام بكل ما أُوتى من قوة، بينما تجتمع جميع علامات الإنهاك على وجهه، تكشف عن رحلته اليومية الشاقة لبيع «الكنافة والقطايف والجلاش» فى مناطق مختلفة، المهنة التى ورثها عن والده، ولم يمتنع يوماً عن ممارستها.
فى الصباح الباكر يغادر صلاح السيد منطقته شبين القناطر بمحافظة القليوبية، متوجهاً بدراجته المركونة بجراج فى منطقة زينهم، حاملاً على ظهره بضاعته، وتزن 20 كيلوجراماً: «ضهرى انحنى من شيل شوال البضاعة كل يوم، وكمان صعب علىَّ آجى بالعجلة لحد السيدة زينب، عشان كده لازم أركب مواصلات تجيبنى وتودينى».
تبدأ جولة صاحب الـ65 عاماً، من السيدة زينب، مروراً بالسيدة نفيسة حتى عين الصيرة ومصر القديمة، ويتوقف فور نفاد البضاعة التى بحوزته بالكامل، ويعدها قبل طلوع الفجر مع مساعديه الأربعة: «واحد بيعمل العجينة، والتانى بيقف على ماكينة التقطيع، والباقى بيكيس الشغل، وأنا بآخده أسرح بيه على العجلة».
11 عاماً مرت على «صلاح» بالمهنة، لم يفكر خلالها فى تركها، حتى بعد شيب شعره وضعف قوته، مؤكداً استمراره فى العمل والتجول فى الشوارع طالما لديه قدرة على التحرك والسير: «إحنا واخدين على الشقا، أبويا كان بيسرح بالكنافة على راسه، وأنا بحب أمشى وأتعامل مع الناس، حتى لو هيطلع لى مكسب 5 جنيه، فضل ونعمة من ربنا، مش عايزين أكتر من كده، لكن لو قعدت فى البيت أعيا وأموت».