قبل "المصلي على العجلة".. السوشيال ميديا "شائعات أكتر" و"تواصل أقل"

كتب: دينا عبدالخالق

قبل "المصلي على العجلة".. السوشيال ميديا "شائعات أكتر" و"تواصل أقل"

قبل "المصلي على العجلة".. السوشيال ميديا "شائعات أكتر" و"تواصل أقل"

خرجت للنور قبل عدة أعوام كوسيلة للتواصل، إلا أنّ البعض غيّر مسار "السوشيال ميديا" وجعلها منصة لتبادل الشائعات والأكاذيب وتشويه الأفراد، آخرها واقعة الرجل صاحب صورة عيد الأضحى على العجلة في مدينة المحلة الكبرى بالغربية.

الصورة أثارت الكثير من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين الرفض والتبرير، حتى أنّ بعض الشائعات زعمت وفاة محمد سنقر (61 عاما)، قبل أن تزوره "الوطن" وتتأكد من سلامته.

"الوطن" في منزل "المصلي على عجلة": "معنديش جلطة.. ومش هسيب حقي"

 

واقعة المصلي على العجلة لم تكن الأولى التي تداولها رواد السوشيال ميديا بالشائعات، ففي مارس الماضي، وبعد كارثة محطة مصر، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن تعيين المهندس محمد وجيه عبدالعزيز وزيرا للنقل، دون مصادر، قبل أن يعترف مصدر الشائعة في تدوينة أخرى بكذب الخبر، منتقدا تداول وسائل إعلام مقروءة ومسموعة للشائعة على أنّها خبر حصري، مقترنة بسيرته الذاتية.

"التويتة من تأليفي، محمد وجيه عبدالعزيز هو والدي المتوفي من 11 عاما، ليس مهندسا ولا خبيرا في السكة الحديد".. بهذه الجملة فسّر حساب منسوب لشخص يدعى خالد وجيه، قال إنّه يعمل رئيسا تنفيذيا لمجموعة عقارية، سبب نشره لـ"التدوينة الكاذبة"، مؤكدا أنّه حاول إثبات وجهة نظره بأنّ "مواقع التوصل الاجتماعي مركزا لترويج للشائعات".

 

الشائعات المتعددة عبر مواقع التواصل، حذر منها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعدد من رجال الأمن والإعلام، بينهم عبدالفتاح الجبالي رئيس مجلس إدارة جريدة "الوطن"، ووكيل أول المجلس الأعلى للإعلام، إذ قال خلال كلمته في فعاليات الجلسة الافتتاحية لمنتدى إعلام مصر 2018 في أكتوبر المنصرم، إنّ السيطرة على الفضاء الإلكتروني أصبحت ضرورة ملحة، إذ أكدت الدراسات أنّ 50% من تجنيد المنتمين للجماعات الإرهابية تمّ عبر الإنترنت، وهو ما علينا مواجهته بطريقة أو بأخرى.

الجبالي استشهد بقصة "فتاة ناسا" التي أثارت جدلا ضخما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ادعت الشابة سارة أبوالخير عبر حسابها على "إنستجرام"، أنّها عرضت على وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" فكرة مجنونة لوضع اللحم والدجاج أسفل الصواريخ لعمل حفل "باربكيو" كبيرة. 

وزعمت الفتاة كذلك أنّ "ناسا" أعجبت بفكرتها ودعتها لحضور عشاء مع الفريق ومناقشة الفكرة، ونشرت "سكرين شوت" من رسائلها مع الوكالة الفضائية، ليتهافت الجميع على تهنئتها والتواصل معها، وبعد فترة قليلة نشرت مجددا عبر حسابها سالف الذكر، تفاصيل كشفت فيها عن أنّ ما دوّنته غير حقيقي، وأنّها كانت تحاول إجراء تجربة اجتماعية لمعرفة إلى أي مدى يمكن للشخص أن يصبح مشهورا عبر "السوشيال ميديا" بكذبة أو مزحة، ما أثار جدلا ضخما عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض.

 

وقبلها، زعم الطالب وليد محمد عبادي من محافظ البحيرة، حصوله على المركز الأول من صالون موسكو الدولي للاختراعات وتقنيات الابتكار "صالون أرشميدس"، ما أثار جدلا ضخما بعد أن شككت عدة منشورات على "فيس بوك"، في حصول الطالب على المركز، إذ لم يظهر الموقع الرسمي للجائزة اسم الطالب نهائيا، فضلا عن عدم وجود مصر ضمن المشاركين هذا العام.

 

الطالب في كلية الصيدلة بجامعة الأزهر عبدالرحيم راضي، ادعى أنّه فاز بالمركز الأول في مسابقة القرآن الكريم للعام 2016 التي أقيمت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وحصل على لقب أفضل قارئ في العالم، ليحصد تهنئات ضخمة ليتضح فيما بعد أنّه لم يشارك بالأساس في المسابقة، وكذلك نفت السفارة الماليزية في القاهرة إجراء أي مسابقة ذلك العام، وأنّ ماليزيا تنظم مسابقة عالمية لتكريم حفظة القرآن الكريم بحضور الملك، والذي يكرّم عدد من الطلاب في شهر شعبان من كل عام، مؤكدة أنّ الطالب عبدالرحيم لم يشارك في المسابقة.

 

واحتضنت "السوشيال ميديا" العديد من مدعي النبوة، آخرهم يوسف السايح الذي نشر فيديو عبر "فيس بوك"، زاعما بأنّه "كليم الله"، وأنّه التقط صورا مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أن تلقي قوات الأمن القبض عليه، وسبقه في الادعاء ذاته "مؤنس يونس" أحد المدعين بتلقى الوحي، وأنّه "المهدى المنتظر" الذي زعم أنّه يتواصل مع الماسونية العالمية منذ 2007 وأنّه صاحب مشروع الشرق الأوسط الكبير، ويوحى إليه بما يريد عدد من الرؤساء بالعالم.

ومؤخرا، عثر على جثث 3 أطفال بالمريوطية في الجيزة، وروجت "السوشيال ميديا" كونها واقعة سرقة أعضاء، بينما كشفت التحقيقات لاحقا أنّهم أشقاء وتعرضوا لحريق في المنزل أدى لوفاتهم، وتخلصت الأم منهم فيما بعد، حتى لا تتعرض لتوجيه اتهامات.

ومع بداية العام الدراسي الحالي، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأكاذيب والشائعات، وانتشرت صور لتكدس الأطفال وجلوسهم على الأرض بإحدى المدارس، التي اتضح أنّها لمدرسة في كربلاء، وخرج الدكتور طارق شوقي وزير التعليم العالي بشخصه عبر حسابه على "فيس بوك" لإيضاح حقيقة الأمر.


مواضيع متعلقة