مدير "الخط الساخن لمكافحة الإدمان": 20% زيادة فى الموظفين المُقبلين على العلاج استجابة للحملة الرئاسية للكشف عن تعاطى المخدرات

كتب: أسماء زايد ونجلاء فتحى

مدير "الخط الساخن لمكافحة الإدمان": 20% زيادة فى الموظفين المُقبلين على العلاج استجابة للحملة الرئاسية للكشف عن تعاطى المخدرات

مدير "الخط الساخن لمكافحة الإدمان": 20% زيادة فى الموظفين المُقبلين على العلاج استجابة للحملة الرئاسية للكشف عن تعاطى المخدرات

قال الدكتور أحمد الكتامى، مدير «الخط الساخن» بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، إن عدد موظفى المؤسسات والهيئات الحكومية، الذين لجأوا إلى الصندوق للعلاج من الإدمان، زاد بنحو 20%، فى آخر 6 شهور، مشيراً إلى أن الخط الساخن استقبل 40 ألف اتصال تليفونى، بينها 20% من موظفين.

د. أحمد الكتامى لـ"الوطن": استقبلنا 40 ألف اتصال تليفونى من متعاطين خلال 6 أشهر

وأضاف «الكتامى» فى حوار لـ«الوطن» أن 79% من الجرائم ارتكبت تحت تأثير المخدرات، وأبرزها قتل وهتك عرض وسرقة بالإكراه، مؤكداً أن أكثر الأنواع انتشاراً هو الترامادول، وأخطرها «الاستروكس» و«الأبترل»، وهى سبب رئيسى فى تشجيع المتعاطين على ارتكاب هذه الجرائم.. إلى نص الحوار.

ما طبيعة عمل «الخط الساخن» بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان؟

- يقدم خدمات العلاج والتأهيل والدمج المجتمعى لمرضى الإدمان عن طريق المستشفيات والـ«كول سنتر»، فالمريض حال اتصاله بـ«الكول سنتر» يتم استقباله، والإجابة عن كل الاستفسارات الخاصة به، وتوجيهه لأقرب مستشفى، وعند وصوله المستشفى يتم توقيع الكشف الطبى عليه، وإعطاؤه الأدوية وإجراء التحاليل اللازمة له، ولو حالته تستدعى الحجز، يتم توفير خدمة الحجز المجانية، كما أن الخدمة داخل الخط الساخن تعمل على مدار الـ24 ساعة، وهناك 24 متطوعاً يتناوبون على العمل على مدار اليوم، ويعملون فى الإجازات الرسمية أيضاً. ويشترط للتطوع بالخط الساخن أن يكون المتطوع خريج علم اجتماع أو علم نفس، وبمجرد الاتصال يتم تسجيل بيانات المتصل «العمر، والنوع، والمحافظة»، بالإضافة إلى أن الخط الساخن يستقبل اتصالات الإبلاغ عن أماكن بيع المخدرات، والأماكن التى يتم تعاطى المواد المخدرة فيها، بالإضافة إلى تلقى البلاغات عن الأماكن العلاجية غير المرخصة، التى ليس لديها أى خبرات علاجية، ويضرب العاملون فيها المرضى. وبالتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تم تشكيل عدد من اللجان للنزول للمراكز المنتشرة على أطراف المدن الجديدة، وتجميع البلاغات، وتشميع هذه المراكز.

غلق 111 مركزاً غير مرخص لعلاج الإدمان بـ5 محافظات وافتتاح مراكز جديدة فى بنى سويف والفيوم قريباً

ما عدد المراكز العلاجية غير المرخصة التى تم إغلاقها؟

- بالتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، تم تنفيذ 38 حملة ميدانية، لاستهداف 126 مركزاً ومصحة، أغلقنا منها 111 مركزاً، منها 71 فى محافظة القاهرة، و29 فى البحيرة، و4 فى الإسكندرية، و5 فى الإسماعيلية، و2 فى السويس.

هل زادت نسبة اتصال الموظفين بالخط الساخن بعد إطلاق حملة الرئيس السيسى للكشف عليهم؟

- نسبة الاتصالات من فئة الموظفين زادت بنحو 20%، فى آخر 6 شهور، حيث تم استقبال 40 ألف اتصال تليفونى، بينها 20% من موظفين، وهذه الاتصالات تعد جديدة على الخط الساخن، لم تكن موجودة قبل إطلاق الحملة، الموظف يتكلم ويقول «عاوز أتعالج»، والإدمان مستويات، فهناك الـ«user»، وهو الشخص الذى يتعاطى كل يوم خميس، أو فى المناسبات أو الأفراح، ويليه «المتعاطى»، الذى اعتاد شراء وتناول المخدرات.

المتعاطون لجأوا إلى "اليريكا" و"اليرولين" رغم أنها أدوية لعلاج السكر بعد ارتفاع سعر الترامادول

ما أكثر أنواع المواد المخدرة انتشاراً؟ وما أكثرها خطورة؟

- المخدرات المخلقة، التى انتشرت مؤخراً مثل «الاستروكس، والفودو» هى الأكثر خطراً على الجهاز العصبى والمخ، وتنتشر بشكل كبير بين فئات عمرية صغيرة من 15 إلى 20 عاماً، وبشكل عام أكثر نوع مخدرات منتشر بالدولة، وفق بيانات الخط الساخن خلال الـ6 شهور الماضية، «الترامادول»، حيث إن نسبة 62% من الاتصالات التى تلقيناها لأناس يريدون العلاج من «الترامادول»، يليه الحشيش بنسبة 56%، والكثيرون من متعاطى الحشيش لا يعتبرونه إدماناً، لأن أعراض انسحابه بسيطة تتمثل فى تقلب المزاج، والعصبية، وقلة الأكل، وهذه الأعراض متشابهة مع غيرها من الأعراض، التى نمر بها يومياً، إلا أن تعاطى الحشيش على المدى الطويل يسبب أمراضاً نفسية، مثل الفصام، وهو مرض نفسى خطير، يكون مريضه «عايش» فى الخيال، وغير قادر على الفصل بين الخيال والحقيقة، فمن الممكن مثلاً أن يتخيل خيانة زوجته له. ومدمنو الترامادول يتعاطون أنواع «الصينى والهندى»، وخطرها أكبر لأننا لا نعرف تركيبها، بينما الترامادول المصرى لا يتم صرفه إلا من خلال روشتة طبيب ومن الصيدلية.

ومؤخراً انتشر إدمان «اليريكا» و«اليرولين»، بين الكثير من الشباب، خاصة متعاطى الترامادول، بعد غلاء أسعاره، حيث وصل سعر الشريط إلى أكثر من 300 جنيه. و«اليريكا واليرولين» أدوية تستخدم فى الأساس لمرضى السكر، الذين يعانون من الالتهابات الطرفية، وإدمانها سريع جداً، فخلال 15 يوماً يتم اعتماد متعاطيها كمدمن، على الرغم من أن هذه الأدوية آمنة جداً لمرضى السكر، شرط الالتزام بالجرعة الطبية المخصصة، لكن المدمن يتعاطى 5 أقراص أو شريطاً كاملاً. و«الترامادول»، و«التامول» بكافة فئاته مسيطر على مجتمع المتعاطين فى مصر.

أما نسبة تعاطى الهيروين فهى أقل، وسائقو النقل الثقيل يدمنون الترامادول والأفيون، لأن لديهم ثقافة بأنه سيجعلهم يواصلون العمل لمدة طويلة من يوم وحتى 3 أيام، ونسبة كبيرة من حوادث الطرق لها علاقة بالمخدرات، وعلى أولياء الأمور الإبلاغ عن سائقى الحافلات المدرسية، الذين يشكون فى تعاطيهم المخدرات.

79% من جرائم القتل وهتك العرض والسرقة بالإكراه سببها تعاطى المخدرات.. و"الأبترل" منتشر بين الشباب الأقل من 20 عاماً

وماذا عن إدمان المهدئات؟ ونسب الجريمة المرتبطة بتعاطى المخدرات؟

- الالتزام بالوصفات الطبية والجرعة المحددة لا ينتج عنه أى ضرر، المشكلة فى سوء استخدام الأدوية، وزيادة الجرعة المحددة وإدمان المهدئ، ونسبة الذين يدمنون بسبب سوء استخدام المهدئات النفسية لا تتجاوز 2%، وتم إجراء دراسة فى المؤسسة العقابية بالمرج، وتبين أن 79% من الجرائم ارتكبت تحت تأثير المخدر، وأن أبرز مخدر منتشر بينهم «الأبترل»، وهو دواء يستخدم لمرضى الصرع، ويحدث لمتعاطيه نوع من أنواع الطاقة الزائدة، ويصبح عدوانياً «لو حد قاله السلام عليكم هيقوم يفتح دماغه»، وأبرز الجرائم كانت القتل وهتك العرض، والسرقة بالإكراه، وكان «الأبترل» سبباً رئيسياً فيها، وينتشر بين فئات عمرية لا تتجاوز 18 عاماً.

ما أكثر الفئات العمرية تعاطياً؟ وما نسب اتصالات الذكور مقارنة بالإناث؟

- أكثر فئة عمرية بها نسب تعاطٍ، وفق بيانات الخط الساخن، من 21 إلى 30 عاماً، فتلقيت 38% من الاتصالات من هذه الفئة العمرية خلال 6 شهور الماضية، وثانى فئة من 15 إلى 20 عاماً تشكل نسبة التعاطى بها 31%، وهذا المؤشر يعد كبيراً بانخفاض سن التعاطى، سن المراهقة يزيد بها التعاطى بشكل كبير، مرحلة المراهقة لها طبيعة خاصة مثل حب التجربة، ونسب اتصال الذكور على الخط الساخن 85%، والإناث 15%.

القاهرة تحتل المرتبة الأولى فى التعاطى وسكانها الأكثر اتصالاً بنا بنسبة 36% تليها الجيزة والإسكندرية

ما أكثر المحافظات تعاطياً للمواد المخدرة وفق بيانات الخط الساخن؟

- القاهرة تحتل المرتبة الأولى بنسبة 36%، ويرجع ذلك لكثرة عدد السكان بها، تليها الجيزة بنسبة 24%، والإسكندرية بـ7%، ووصلنا لكل المحافظات والهيئات، وتم إجراء الكشف الطبى على الموظفين، خاصة المحليات والوزارات الخدمية، التى تتعامل بشكل يومى مع الجمهور، ويتم إعادة الكشف بنفس الوزارة أو الهيئة أكثر من مرة، ومن يثبت تعاطيه يتم إيقافه عن العمل وإحالته للنيابة الإدارية، ومن يرفض الكشف يتم اعتباره متعاطياً، والموظف الذى طلب العلاج طواعية يتم إعفاؤه وعلاجه بالمجان، وإعطاؤه كارت متابعة يثبت علاجه، وحال إجراء التحاليل بالمؤسسة التى يعمل بها عليه إظهار الكارت الذى يثبت أنه يتلقى العلاج ليتم إعفاؤه، وكل نوع مخدر له فترة وجود بالجسم، ففترة وجود مخدر الحشيش تختلف عن الهيروين.

ما عدد مراكز علاج الإدمان التى تم إنشاؤها حتى الآن؟

- 24 مركزاً لعلاج الإدمان فى 14 محافظة، وهناك توسعات وسيتم افتتاح مركزين خلال الفترة المقبلة، فى بنى سويف بالتعاون مع الصحة وآخر بالفيوم بالتعاون مع جامعة الفيوم، ولدينا خطة لتغطية كل المحافظات عام 2020، وتم افتتاح مركز العزيمة بمحافظة مطروح منذ عدة أسابيع، الذى بلغت تكلفته 9 ملايين جنيه على مساحة 7 آلاف متر مربع، ويضم 27 شاليهاً بطاقة 108 أسرة، بالإضافة إلى مبنى إدارى ومطعم ومركز كمبيوتر ومكتبة، وقاعة اجتماعات وملعب كرة قدم وصالة رياضية تضم أحدث الأجهزة على أحدث مستوى رياضى وغيرها، لتعليم المتعافين حرفاً مهنية تحتاجها سوق العمل، ويهدف إلى تقديم خدمات فى مجال التأهيل النفسى للمتعافين وإعادة دمجهم فى المجتمع وإعلاء قيمة العمل، تحت إشراف أخصائيين نفسيين، إلى جانب فرص تدريبية للمتعافين على العديد من الحرف المهنية وإكسابهم المزيد من الخبرات والمهارات.


مواضيع متعلقة