مُكافح على باب المستشفى.. أمين فاروق: "بغسل الكلى واخرج أبيع ترمس"

01:27 م | الثلاثاء 06 أغسطس 2019

أكثر من 4 ساعات متواصلة يقضيها أمين فاروق، في غرفة الغسيل الكلوي بمستشفى الأقصر العام، 3 أيام كل أسبوع، يخرج بعدها منهكا ومتعبا، ليأخذ عربة خشبية صغيرة من بيته البسيط بجوار طريق الكباش، يبيع عليها "الترمس، والفول السوداني، واللب" أمام المستشفى ذاتها التي يُعالج بها، ليجمع في نهاية اليوم الطويل جنيهات بسيطة تعينه على فتح بيته والصرف على أسرته الصغيرة.

"أمين" الذى يشتهر بين المرضى والعاملين بالمستشفى بخفة ظل وسرعة البديهة، لم يستسلم للمرض، أو يأخذه حُجَّه للجلوس في المنزل وانتظار أن يَمُنَّ عليه الناس، وقرر مواصلة عمله في درجة حرارة مرتفعة، متحديا كل الظروف والمعوقات والآلام التي تواجهه.

يقول أمين فاروق لـ"الوطن"، أعمل منذ طفولتي على هذه العربة البسيطة، وأبلغ من العمر الآن 34 سنة، ومنذ 10 سنوات، أُصبت بفشل كلوي، وقرر الأطباء أن أحصل على جلسات غسيل أسبوعية.

ويضيف: سلمت أمري إلى الله، ولم أياس أو استسلم للمرض وأجلس بالمنزل، وقررت أن أواصل العمل، حتى بعد جلسات الغسيل الكلوي التي أكون بعدها منهكا للغاية.

ويوضح أمين فاروق: عندما شاهدت الرئيس عبد الفتاح السيسي يتحدث عن العمل، وضرورة تحدي الظروف، وعدم انتظار المساعدة من أحد، شعرت أنه يتحدث عني، وأتمنى أن التقيه وأحضر مؤتمرا للشباب وأتحدث عن تجربتي مع العمل والمرض".

ويستطرد "فاروق" ، أود أن أشكر الأطباء، والقائمين على مستشفى الأقصر العام، وقسم الغسيل الكلوي على اهتمامهم، مشيرا إلى أن المرضى هناك وطاقم الممرضين والأطباء، أصبحوا أسرة واحدة، لأنهم يرون بعضهم البعض أكثر من مرة في الأسبوع.

ويُفصِّل: "نشأت بيننا علاقات أسرية طيبة، حيث نقضي فترة الانتظار والغسيل في المزاح والتحدث عن كرة القدم وأمور أخرى كثيرة تهون علينا أوقات الآلام والمرض".

ويتمنى "فاروق" أن تساعده المؤسسات الخيرية في صناعة عربة جديدة بدلا من القديمة التي لم تعد تصلح للعمل، وإمداده ببضاعة حيث أن بضاعته بسيطة جدا، ولا تحقق دخلا مناسبا.

ويشير إلى أن أقصى دخل يمكن تحقيقه في اليوم من بيع الترمس والفول واللب، لا يتعدى 25 جنيها، لا يكفي لبن لطفله الصغير وخبزا وبعض احتياجات المنزل البسيطة، حيث أنه متزوج منذ عدة سنوات، ولدي طفل وحيد.