"العنصرية تتعالى ضد السوريين".. كاتب تركي: أردوغان أشعل الأزمة ويتهرب من عواقبها

"العنصرية تتعالى ضد السوريين".. كاتب تركي: أردوغان أشعل الأزمة ويتهرب من عواقبها
- أردوغان
- رجب طيب أردوغان
- الحرب السورية
- أزمة اللاجئين
- اللاجئون السوريون
- سوريا
- أردوغان
- رجب طيب أردوغان
- الحرب السورية
- أزمة اللاجئين
- اللاجئون السوريون
- سوريا
أكد الكاتب والمحلل السياسي التركي جنكيز أكتار أنه في الآونة الأخيرة بدأت المشاعر العنصرية والطائفية ونداءات "الترحيل" والطرد" بل "المذبحة" و"الإعدام" تتعالى تجاه اللاجئين في تركيا.
وأضاف أكتار خلال مقال نشرته صحيفة "أحوال" التركية، أن السلطة السياسية والمعارضة في تركيا، على حد سواء، أخذتا تتحدثان دون استحياء عن ضرورة الشروع في الترحيل الجماعي، كما أن نظام أنقرة يتفوّه عن جمع اللاجئين لديه في المحافظات الحدودية لإنشاء منطقة عازلة أو إرسالهم قسريا إلى مناطق الحروب والصراع في سوريا، كما كان الحال في العصور الوسطى.
ووفقًا للكاتب، أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن تقرير جديد، يكشف أن أنقرة ترى اللاجئين بيادق بسيطة لها، ولا تعير بالاً لمطالبهم وطموحاتهم، مؤكدًا أن الذين يدعون إلى العقل والمنطق والهدوء من المسؤولين لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين، حيث أصبحت تركيا من الدول العنصرية النادرة، بعدما فتحت أبوابها، ولو كانت بطريقتها الخاصة ورغم كل النقص، لملايين السوريين الذين اضطروا إلى الهروب من أوطانهم من أجل الحفاظ على أرواحهم.
تركيا غيرت لهجتها تجاه السوريين من الاستضافة إلى المكافحة
وأشار الكاتب إلى تغير لهجة تركيا تجاه اللاجئين السوريين، فخطاب "نستضيف إخواننا المنتمين إلى الطائفة نفسها معنا"، الذي تشكل منذ أبريل 2011 عندما بدأ السوريون في النزوح إلى تركيا لأول مرة، تحول إلى خطاب "مكافحة الهجرة غير النظامية" المترجم مباشرة من اللغات الغربية، كما وصفه أكتار.
وقال وزير الداخلية التركي متفاخرًا إن تركيا قامت بترحيل 56 ألف لاجئ من شتى الجنسيات في العام الماضي، مؤكدًا على اعتزامهم رفع هذا العدد إلى 80 ألف لاجئ خلال العام الحالي، الأمر الذي برى الكاتب في مقاله أنه يدل على استبدال أنقرة سياسة "الاستضافة"، التي كانت تحتوي على ثغرات قانونية هائلة، بسياسة "الترحيل" و"الطرد".
الأتراك يضعون السوريين كبش فداء لعدم استطاعتهم محايبة أردوغان على خطاياه
ومن وجهة نظر أكتار فنزعة "معارضة السوريين" عند الشعب التركي تنبع من أن الذين لا يستطيعون أن يتحاسبوا مع نظام أردوغان على سياساته الخاطئة في سوريا، يجعلون السوريين المحتاجين إلى الحماية والعيشة الكريمة "كبش فداء"، ويوجهون غضبهم واستيائهم إليهم.
ومع أن كون اللاجئين مسلمين يضع حدا معينا على الغضب الموجه إليهم، إلا أن ذلك لا يشكل دافعا قويا بالنسبة للمجموعات العلمانية الحضرية والمتنافسين مع السوريين في سوق العمالة، فهم يرون ضرورة عودتهم إلى بلادهم، والطامة الكبرى أن حزب الصالح "القومي" يأتي في طليعة الداعين لإرسال السوريين إلى بلادهم رغم أنه يذكر ضمن أحزاب "التحالف الديمقراطي".
أكتار يؤكد في مقاله أن الأرقام الخاصة بالسوريين ليست كبيرة بما يكفي لتبرير الغضب أو الانفجار الشعبي تجاههم، فمجموع السكان السوريين المسجلين يبلغ 3 ملايين و630 ألفًا و575 لاجئًا، ويعيش 97.15% منهم في المدن. في حين تضمّ إسطنبول، التي تأتي على رأس المدن التي تشهد أحداثًا عنصرية خطيرة، 547 ألفًا و479 سوريًّا.
أعداد السوريين في تركيا ليست مبررا للغضب الشعبي منهم
ويضيف أكتار: "الرقم السابق يمثل 3.63% فقط من سكان إسطنبول، لكن إذا ما نظرتم إلى الأقاويل والمزاعم التي تتدوالها الصحف تحسبون وكأن السوريين استولوا على المدينة كلها، علمًا أن العدد الإجمالي للسوريين العائدين إلى بلادهم بمحض رغبتهم يصل إلى 337 ألفا و729 شخصا".
ويواصل مقاله بالتأكيد على أن هذه المعطيات تدل على أن أنقرة لم تعد قادرة على إدارة أي جانب من جوانب الأزمة السورية، سواء على الأراضي التركية أو السورية، بل إن الأخطاء التي ترتكبها الحكومة التركية على الأرض السورية تفاقم أزمة اللاجئين في تركيا وتصل بها إلى مستويات لا يمكن الخروج منها.
"أنقرة تتصدر الدول المحرّضة للحرب الأهلية في سوريا" عبارة عبّر بها اكتار عن مسئولية تركيا في الأزمة، التي هي السبب الرئيسي للجوء السوريين، كما أن الأغلبية الساحقة من السوريين الذين نزحوا إلى تركيا والدول المجاورة الأخرى، مثل الأردن ولبنان، تتكون من الطائفة السنية... أي الإخوة السوريين السنّيين الذين تزعم أنقرة أنها تقف إلى جانبهم في مواجهة نظام بشار الأسد، ما يعني أن احتضان "تركيا" للسوريين الذين تساندهم في الحرب الأهلية أمر طبيعي للغاية.
أقول "تركيا" متعمدًا، لأن الغالبية الساحقة من الأتراك يدعمون كلا من تدخّل تركيا في الحرب الأهلية، وعمليات الاحتلال والأنشطة الأخرى التي ينفذها الجيش التركي بتعليمات من نظام أردوغان، أي أن الشعب التركي يقف وراء كل تحركات أردوغان في سوريا.
ويختتم أكتار مقاله بالتأكيد على أن الوقوف وراء جميع تحركات ومبادرات نظام أردوغان في سوريا، ومن ثم الهروب من تحمل تبعاتها وعواقبها أمر عبثي، فضلاً عن أن الذين يهربون من قطعان القتلة الجهاديين السنة المدعومين من أردوغان هم السوريون السنة كذلك، وأنه لا يوجد أي مكان آخر سوى تركيا، سواء لأهالي إدلب الذين باتوا محاصرين هناك أو لهؤلاء القتلة الجهاديين بعد انقطاع الدعم المادي واللوجستي عنهم بشكل عاجلا أم آجلا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن أن بلاده ستشن عملية عسكرية في سوريا شرق الفرات، مبينًا أنَّها أعلمت موسكو وواشنطن بذلك، كما أن تقارير كثيرة أثبتت أنَّ أوضاع اللاجئين السوريين وأحوالهم تغيرت وأصبحت التضييقات علامة مميزة لهم، في وقت يرى مراقبون أن هذه الإجراءات كشفت الوجه الحقيقي للنظام التركي، واستغلاله ورقة اللاجئين السوريين لتحقيق مكاسب سياسية.