قيادي بحزب "أردوغان" يدعو لتدريب السوريين عسكريا وإعادتهم لبلادهم

كتب: محمد حسن عامر

قيادي بحزب "أردوغان" يدعو لتدريب السوريين عسكريا وإعادتهم لبلادهم

قيادي بحزب "أردوغان" يدعو لتدريب السوريين عسكريا وإعادتهم لبلادهم

لا تزال مسألة التعامل التركي مع السوريين المقيمين بها، تثير كثيرا من الجدل في الفترة الأخيرة، فبعد تضييقات وترحيل قسري لبعضهم، خرجت دعوات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم بتدريب بعضهم عسكريا وإرسالهم للقتال في سوريا. 

رئيس بلدية أنقرة الكبرى السابق: الشباب السوري على الشواطئ والمقاهي ونحن نحارب من أجلهم

دعا رئيس بلدية أنقرة الكبرى السابق، مليح كوكجك، القيادي في حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تسليح السوريين في بلاده وإعادتهم لسوريا،

وأعرب "كوكجك"، الذي يوصف كذلك بالحليف القوي للرئيس التركي، عبر تغريدات نشرها على حسابه في تويتر، عن تأييده لفكرة تدريب الشباب السوري، ممن هم أقل من سن 35 سنة في معسكرات داخل أراضي تركيا، ومن ثم إرسالهم إلى سوريا للقتال.

وقال المسؤول التركي السابق: "ما يثير غضبي هو أن الشباب السوريين في تركيا الذين بسن العسكرية يجلسون في المقاهي وعلى الشواطئ، وأنا لست ضد وجودهم في بلادي كلاجئين، ولكن يغضبني أننا نحارب لأجلهم وهم في المقاهي وعلى الشواطئ".

واعتبر أنه "لابد من سياسة جديدة" في تركيا تجاه اللاجئين السوريين، مؤكدا على بقاء الرجال والنساء السوريين المتجاوزين سن 35 عاما والأطفال أيضا في البلاد مع اعتبارهم ضيوفا.

خبير عسكري سوري: تصريحات للتغطية على الهزائم

"هزيمة حزب العدالة والتنمية في المدن الكبرى بالانتخابات البلدية كشفت الوجه الحقيقي للأتراك حيال السوريين".. هكذا علق العميد المتقاعد بالجيش السوري علي مقصود على تصريحات رئيس بلدية "أنقرة" السابق، وقال، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "الحزب الحاكم لطالما تاجر بالسوريين على أرضه، واليوم يقترح تدريبهم عسكريا وإعادتهم مرة أخرى إلى سوريا، بداعي أن عودتهم إلى بلادهم تأتي لتحريرها، ولا نعرف من أي شيء يتم تحريرها، بل فقط كل ما يريده أردوغان أن يتحول هؤلاء السوريين إلى ورقة نفوذ لديه ومشروعه التخريبي في سوريا، وإدخالهم إلى المناطق التي تسيطر عليها فصائل موالية لتركيا".

واستبعد الخبير العسكري السوري أن يكون لهذه التصريحات تأثيرا وسط السوريين، قائلا: "السوريين باتوا يدركون أن الجزب الحاكم في حالة تراجع وتآكل، لاسيما أن تركيا تعيش حاليا أزمة اقتصادية حادة وسياسة خارجية متخبطة، هذه السياسة الخارجية جعلتها تعيش حالة توتر مع أمريكا ومع حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، وبالتالي فالتصريحات التركية بشأن تدريب السوريين للقتال في سوريا هي مجرد تصريحات للتغطية على الهزائم التي لاقتها سياسات أردوغان التدخلية في سوريا، فضلا عن أزماته الخارجية".

علي مقصود: تركيا لعبت دور رأس الحربة في الحرب الإرهابية على سوريا والآن تواجه الهزيمة

 ودفعت التصريحات من قبل رئيس بلدية "أنقرة" السابق الخبير العسكري السوري إلى استدعاء بعض ملامح التدخل التركي في سوريا، وقال "مقصود" إن "دور تركيا كان واضحا ومعروفا للعيان، فقد لعبت دور رأس الحربة في الحرب الإرهابية على سوريا، كما شكلت تركيا النافذة الرئيسية لنقل الإرهابيين بعد تدريبهم، التمويل للتنظيمات الإرهابية كان يأتي معظمه من تركيا". وأضاف الخبير العسكري السوري: "الآن تركيا ليس لديها إلا جيب واحد وهو إدلب، أرادت من قبل إقامة مناطق عازلة في مثلث إدلب وهجسر الشغور ومعرة النعمان، وهي الآن تريد إقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، في الوقت الذي تواجه فيه هزيمة كبيرة لفصائلها في إدلب خصوصا الحزب الإسلامي التركستاني وجبعة النصرة، وهي كما نعلم أهم الفصائل الموالية لتركيا". وفي ختام تصريحاته لـ"الوطن"، قال "مقصود": "نحن أمام تحول كبير في إدلب الآن ورسالة للأتراك أن الجيش السوري لن يتوقف حتى استرداد السيطرة على كامل التراب السوري، وهناك عملية عسكرية حاسمة وضع الجيش السوري خطتها، وقد تم التعبير عنها الأيام الماضية بالتقدم حيال إدلب، وهذه العملية العسكرية ستكون بمساعدة الحليف الروسي".

 

رئيس بلدية "أنقرة" يقترح ترحيل أي شاب سوري يرفض الانضمام لمعسكرات التدريب على القتال

وعكست تصريحات رئيس بلدية "أنقرة" السابق الضغوط التركية على اللاجئين السوريين في الفترة الأخيرة، حيث قال "كوكجك": "يجب أن يتم إرسال الشباب السوري الموجود في تركيا، إلى معسكرات تدريب يتم تأسيسها داخل تركيا، ويتم إبلاغهم عن طريق الجمعيات المسئولة عن السوريين في عموم تركيا وإبلاغهم بأنه سيتم ترحيل أي شاب سوري يرفض ذلك بشكل فوري". من جهته رفض وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، المقترح، واصفا إياه بالاقتراح الركيك ولا يمكن القيام به وتطبيقه، قائلا: "لا يمكن إجبار السوريين الفارين على العودة وحمل السلاح".

 وبحسب وسائل إعلام تركية من المتوقع أن يتولى كوكجك، المستقيل من رئاسة بلدية أنقرة في عام 2017، منصب نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وسيشغل هذا المنصب بتعليمات من أردوغان نفسه، الذي يتزعم الحزب الحاكم، في التشكيل الجديد الذي سيشهده "العدالة والتنمية".


مواضيع متعلقة