مخططات تركيا لإقامة منطقة آمنة شمال سوريا.. ماذا تريد "أنقرة"؟

مخططات تركيا لإقامة منطقة آمنة شمال سوريا.. ماذا تريد "أنقرة"؟
- شمال سوريا
- منطقة آمنة
- المنطقة الآمنة في سوريا
- أردوغان
- اللاجئين السوريين
- سوريا
- عفرين
- تركيا
- شمال سوريا
- منطقة آمنة
- المنطقة الآمنة في سوريا
- أردوغان
- اللاجئين السوريين
- سوريا
- عفرين
- تركيا
أعلنت وزارة الخارجية السورية، اليوم، رفضها المطلق لأي شكل من أشكال التفاهمات الأمريكية - التركية، معتبرة أنها تشكل اعتداء صارخا على سيادة ووحدة سوريا، في رد منها على المناقشات التي تدور بشأن إقامة "أنقرة" منطقة آمنة شمال سوريا.
وشددت الخارجية السورية في بيان على أن تفاهمات كهذه، تعد انتهاكا فاضحا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، معربة عن استنكارها "لاستمرار التدخل الأمريكي في سوريا، والذي يرمي إلى إطالة أمد الأزمة وتعقيدها".
وتبقى مسألة إقامة تركيا منطقة آمنة في شمال سوريا أمر محط كثير من الجدل والانتقادات، بما تشكله من اعتداء على سيادة الدولة السورية، بحسب متابعين.
مدير "العربي للدراسات": التحركات التركية بشأن منطقة آمنة في شمال سوريا يخالف الأعراف الدولية
من جهته، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية إن "تركيا تريد الحفاظ على أمنها من وجهة نظرها بإبعاد الأكراد عن مناطق الحدود، بحيث تكون خالية من أي مسلح كردي، فالأكراد يمثلون أداة دائمة للضغط العسكري على جنوب تركيا من خلال وجودهم في الشمال الشرقي السوري، وبالتالي تحديد منطقة آمنة وتخلص تركيا من هذه الفصائل يحقق مطلب هام في الأمن القومي التركي".
وأضاف إسماعيل، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، أن "تركيا في السابق احتلت عفرين، وتحركها يأتي في إطار إخلاء شمال سوريا من أي تواجد كردي، ومن ثم تكون هي المهيمنة على تلك المنطقة، وهي خطوة لمحاولة السيطرة على شمال سوريا بالكامل، وهي منطقة هامة للسياسة الخارجية التركية والمصالح التركية في هذه المنطقة".
وتابع: "ربما لم يجري التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في هذا الشأن، لكن تركيا تتحرك بشكل أحادي، ويبقى تحركها ضد القانون الدولي وضد الأعراف الدولية التي تحرم التدخل العسكري في أي دولة دون موافقة هذه الدولية".
واجتمع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مساء أمس الأول، مع مسئولين عسكريين لبحث عملية محتملة شرقي نهر الفرات في سوريا، في حين كثفت أنقرة تحذيراتها من بدء عملية عبر الحدود.
سياسي سوري: "أردوغان" يريد تحول حدوده مع سوريا إلى نموذج "قبرص الشمالية"
ولطالما كانت تركيا العنوان الأهم لدى اللاجئين السوريين خلال سنوات الحرب السورية المندلعة منذ 2011، إلا أن الأسابيع الأخيرة تشهد تهديدات غير مسبوقة لهم خصوصا في مدينة "إسطنبول"، حيث تعتزم البلدية ترحيل بعضهم، بداعي عدم امتلاك بطاقة تمثل إذنا للتواجد في المدينة، إلا أن الأمر يبدو له صلة بمسألة المنطقة الآمنة، بحسب الدكتور محمد شاكر أستاذ القانون والسياسي السوري.
وقال "شاكر"، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "بالنسبة للأتراك سياستهم منذ البداية كانت برجماتية تبحث عن مصالحها والأمن القومي التركي وما يقال عن دعم السوريين مجرد حديث إعلامي".
وأضاف: "إثارة الإجراءات أعتقد أنها تأتي في إطار تهيئة المناخ إعلاميا تركيا تتحدث عن عملية دخول شرق الفرات والقيام بعملية عسكرية هناك".
وقال السياسي السوري إن "تركيا تقوم بهذه الإجراءات لدفع السوريين للذهاب إلى المنطقة الآمنة التي تريد أنقرة القيام بها، وهي خرق واضح للسيادة السورية ومرفوض".
وتابع: "هذه المنطقة الآمنة ستكون مقدمة لتغيير ديمجرافي وإسكان المهجرين من مناطق شرق الفرات ومناطق غرب الفرت، لتتحول منطقة شمال سوريا إلى حالة أشبه بشمال قبرص الموالي لتركيا، هذا هو النموذج الذي يريده الرئيس التركي رجب أردوغان".
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية إن "الذرائع التي يسوقها النظام التركي في عدوانه على سوريا بحجة الحفاظ على أمنه القومي، تكذبها سياسات هذا النظام الذي شكل ولا يزال القاعدة الأساسية للإرهاب".
يأتي ذلك على خلفية المحادثات الجارية بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية حول ما تسميها أنقرة "المنطقة الآمنة" عند الحدود مع سوريا.