8 سنوات على نهاية الأب الروحي للقاعدة.. فهل لحق حمزة بن لادن بأبيه؟

10:51 م | الخميس 01 أغسطس 2019

جدل كبير أثارته الأنباء المتداولة منذ الأمس، عن مقتل حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن ، حيث تداولت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية أنباء تفيد بمقتله، خلال عملية عسكرية أمريكية.

وأكدت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، مساء الأربعاء، أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها معلومات تفيد بمقتل حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وخليفته المحتمل، وفقا لـ3 مسؤولين أمريكيين، وفقًا لما أوردته "سكاي نيوز عربية".

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن واشنطن لعبت دورا في العملية التي قتل فيها نجل بن لادن، وأضافت أنها لم تستطع الوصول لتفاصيل أخرى، دون أن يورد المصدران تفاصيل عن تاريخ أو مكان أو ظروف مقتله، لكن الأخيرة أشارت إلى أنّه قُتل خلال العامين الأخيرين.

وكان "وارث الإرهاب"، نشر رسائل صوتية ومرئية يدعو فيها لشن هجمات على الولايات المتحدة وبلدان أخرى، ورصدت الحكومة الأمريكية في شهر فبراير الماضي مكافأة قيمتها مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات تقود إلى الكشف عن مكان اختفاءه، حيث يُعتقد أنه تولى قيادة تنظيم القاعدة بعد مقتل والده في عملية نفذتها قوات أمريكية في باكستان في شهر مايو عام 2011.

أنباء مقتل حمزة بن لادن التي أكدتها كذلك شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قابلها صمت من داخل تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي لم يؤكد أو ينفي ما تداولته وسائل الإعلام الأمريكية، إلا أن بعض الأصوات الداعمة للتنظيم خرجت لتشكك في تلك الأنباء خاصة مع صمت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، ورفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التعليق على الأمر برمته.

ونقلت وكالة "بي بي سي" ما كتبه المهاجر الخراساني، أحد أبرز مؤيدي تنظيم القاعدة: "لا نعرف شيئا عن صحة هذا الادعاء وسنؤكد الخبر أو ننفيه بعد التواصل مع القيادة العامة للقاعدة".

فيما حذر من يطلق على نفسه اسم "شبل العقيدة"، وهو كاتب ذو نفوذ في التنظيم الإرهابي، من أن الأخبار "ربما تكون مزيفة وجزء من مؤامرة" للحصول على معلومات عن مكان حمزة عن طريق الإيقاع بالجهاديين في مناقشة الأمر عبر الإنترنت والكشف عن المعلومات عن غير قصد.

وقال إن هذه طريقة تلجأ إليها المخابرات الغربية "في كل مرة يريدون فيها تحديد موقع زعيم جهادي"، مضيفًا أن الإدعاء غير مؤكد ومن مصدر غير موثوق به" وأن الولايات المتحدة أعلنت في الماضي وفاة بن لادن الأب، عدة مرات قبل حدوثها فعليا.

أحمد كامل بحيري، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، قال إن ترجيح مقتل حمزة بن لادن والتكهنات حول موته سببها الرئيسي اختفائه التام منذ مارس العام الماضي، حيث لم يظهر على الإطلاق طوال تلك الفترة التي تقترب من عام ونصف العام، بشكل رسمي أو غير رسمي.

وأكد بحيري في تصريحات لـ"الوطن"، أنه على الرغم من أن حمزة ليس له دور رسمي داخل تنظيم القاعدة، إلا أنه يستمد أهميته من أنه كان الابن المرجح من بن لادن الأب ليكون خليفة له، وكان يعده لخلافته ودربه على القيادة، إلا أنه قتل قبل تسليمه الراية.

حمزة بن لادن واحد من الأسماء المتداولة منذ سنتين داخل تنظيم القاعدة على أنه الأحق بقيادة التنظيم من أيمن الظواهري، حسب خبير الحركات الإرهابية، مؤكدًا أن تنظيم القاعدة أصابه الضعف تحت قيادة الظواهري، الذي أثبت لرجال التنظيم أنه لا يصلح إلا في دور الرجل الثاني.

ولفت بحيري إلى أن القاعدة تحول مع الظواهري من تنظيم إرهابي بحت لا يؤمن إلا بالعنف سبيلًا لتحقيق ما يريد، إلى تنظيم يقبل القليل من التفاوض وبات العنف لديه مرتبط بأجندات ومحدد بها، حيث تحول إلى نسخة مصغرة من حركة طالبان، موضحًا أن طرح اسم بن لادن الابن لقيادة التنظيم جعله هدفًا للولايات المتحدة الأمريكية وبعض الأطراف الإقليمية المستفيدة من وجود الظواهري على رأس التنظيم، وهو ما يرجح مقتله في أي وقت.

في حالة وفاة أو مقتل حمزة بن لادن، فتنظيم القاعدة غير مجبر على الإعلان بشكل رسمي عن مقتله، ولا يوجد كذلك ما يدعوه للعجلة في الإعلان، حسب خبير الحركات الإرهابية، معللًا ذلك بأن بن لادن الابن ليس له دور تنظيمي داخل التنظيم ولا يوجب اختيار بديل له، كما أن التوقيت ربما لن يكون مناسبًا للتنظيم، حيث يحدث مقتله هزة داخل التنظيم دون داعي.