النصب باسم الحج.. ضحايا يروون تجاربهم مع شركات الفنكوش: عوضنا على ربنا

كتب: رحاب عبدالراضي

النصب باسم الحج.. ضحايا يروون تجاربهم مع شركات الفنكوش: عوضنا على ربنا

النصب باسم الحج.. ضحايا يروون تجاربهم مع شركات الفنكوش: عوضنا على ربنا

منوا نفسهم بزيارة بيت الله الحرام منذ أعواما، ولكن كانت هناك عوائق تمنعهم، وما أن أتتهم الفرصة، حتى سارعوا للبحث عن شركات السياحة والتي صدموا بأسعارها الخيالية، ليدلهم أصدقائهم على أحد الأفراد الذي يضع تخفيضات على رحلات الحج مقارنة بالآخرين، ولكنهم خُدعوا لقلة خبراتهم، وتعرضوا للنصب، لتضيع آمالهم في تحقيق أحلامهم بتأدية خامس أركان الإسلام.

"تحويشة العمر"، كما وصفونها، دفعها بعض الأشخاص الذين تواصلت معهم "الوطن"، وسردوا حكاياتهم مع النصب باسم الحج لرؤية بيت الله الحرام، ولكنهم فوجئوا بعد دفع الأموال باختفاء الشركة التي كانت متواجدة في شقة مفروشة أو مكتب غير موثق بشوارع القاهرة، وضياع أموالهم، "روحت لشركة في وسط البلد طلبوا مني الباسبور ومبلغ 20 ألف إثبات جدية حجز يستردوا فيما بعد لو هيلغي الحجز"، بحسب محمد عبدالفتاح.

طلبت الشركة من صاحب السبعين عاما، أن يأخذ التطعيم للحج ثم يأتي بباقي مبلغ الحجز، كما أعطوا له تعليمات في كتيب يرشده لبعض التعليمات أثناء أداء الفريضة "قالولي هنكلمك لما التأشيرة تيجي، وبالفعل اتصلوا بيا يبلغوني بميعاد السفر وإني هلاقي مندوب في المطار هيسلمني الباسبور هيخلص الإجراءات".

ولكن صارت الأمور على عكس ماتوقع "عبدالفتاح" الذي لم يشك لحظة في هذه الشركة التي نصبت عليه في مبلغ 60 ألف جنيه، "لقيت واحد واقف بالباسبور مع كذا حد كانوا حاجزين في الشركة فدخلت علشان أخلص الإجراءات لقيت مافيش ولا تأشيرة ولا أي حاجة والمندوب اختفى"، ولكن لم يفقد الأمل ليذهب إلى مقر الشركة ولكن وجدها قد أغلقت أبوابها حيث تم استئجارها لفترة من الوقت، "عملنا محضر بالنصب بس مفيش إثبات مادي حتى الوصل اللي خدوه بالفلوس مضروب ملوش قيمة ولا أي حاجة فاستعوضت ربنا".

كما تعرضت وفاء لطفي، وشقيقتها إيمان أيضا، للنصب في مبلغ 55 ألف جنيه، على يد مكتب عرفوه عن طريق أحد أصدقاء العمل، ليقرر مقابلتهما في محطة مترو بحجة أن الشركة بعيدة في مسطرد مقر سكنهم وأخذ الأموال ولم يعطهم أي أوراق "يوم السفر حضرنا الشنط ورايحين المطار كلمنا قالنا التأشيرة ما جاتش معرفتش اجبها"، لتقع هذه المكالمة كالصاعقة على قلبي الشقيقتين.

لم تقف "وفاء" أمام حقها صامتة ولم تتقدم بأي شكوى رسمية نظرا لأنها لا تمتلك دليل إدانة، ولكنها هددته كثيرا، حتى أرجع لها جزء من المبلغ ولكن بالتقسيط على 3 سنوات،  "كل شهر يديني ألف أو تلاتة ويقولي أنا مش نصاب"، ولكن توقعت الشقيقتان أن هذا الرجل كان يريد استثمار أموالهما في شيء ويربح من فوائده.

وكان لـ"وليد وجيه" قصة أخرى، فلم يتعرض للنصب فقط وإنما كان معرضا للحبس والاتهام بالتزوير حتى أثبت براءته بالعديد من الجلسات وتوكيل أحد المحامين، بعد حجزه في إحدى الشركات السياحية بمبلغ 70 ألف جنيه، "ادتلهم الباسبور أدوني تأشيرة مزورة على أنها حج يعني ولما رحت قبضوا عليا علشان التأشيرة، وفضلت أقنعهم أني مالوش دعوة وما عرفش"، ثم ذهب لعمل محضر فألقوا القبض على الرجل ولكنه أخبر السلطات بأنه كان مسافرا ولا يعلم شيئا عما يقولونه، وفقا لصاحب الأربعين عاما.

 وفي هذا الصدد، وضع باسل السيسي نائب رئيس غرفة شركات السياحة، عدة إرشادات لتجنب الوقوع في فخ الشركات الوهمية والتعرض للنصب، فنصح المواطنين بالاستعلام عن اسم الشركة من قبل وزارة السياحة، قبل أي شيء والتأكد من كونها معتمدة أيضا عند السلطات السعودية. 

كما طالب بضرورة عمل موقع إلكتروني معتمد، يتم فيه ذكر أسماء جميع الشركات المعتمدة والمرخصة، لاطمئنان المواطنين والحماية من عمليات النصب.

ونصحهم "باسل" أيضا المواطنين، بعدم التعامل مع الشركات التي تخفض أسعارها كثيرا مقارنة بالآخرين، "أكيد الشركات دي نصابة لأنه السعر المتدني يعتبر دليل على النصب".

تأكد من وضوح برنامج الشركة، من حيث الإقامة والانتقالات والحافلات التي تقل الحجاج من مكة إلى المدينة، وإذا لاحظت تهرب مسئولي الشركة من عدم إفادتك فلا تعطي لهم أي مبلغ، بحسب "باسل".

كما نصح من تعرضون للنصب ولم يستردوا بالتوجه إلى مباحث الأموال العامة، والإبلاغ عن الشركة حتى لا تكرر فعلتها مع آخرين.


مواضيع متعلقة