إلى الفريق سامى عنان.. استرح

عادل نعمان

عادل نعمان

كاتب صحفي

استرح فى العسكرية تعنى انتظر باسترخاء وحرك نصفك الأعلى ولا تخرج عن الصف، واستراح إلى فلان أى سكن إلى فلان، ويستريح إلى رفيقه يطمئن ويسكن إليه، واستراح فى عمله وجد فيه راحته وهدوءه، والريح الهواء إذا تحرك، والريح تعنى الرحمة، وتعنى القسوة، يقال ذهب ريحه أى ذهبت قوته، والريح النصر والغلبة، ويقال الريح أى الدولة، ويقال الريح لفلان أى الحكم والإمارة والرئاسة لفلان، وريح الشوكة أى خُراج يصيب اليد، وريّح نفسه أى ريح جسمه، وأراح النفس أى أدخلها فى الهدوء والطمأنينة، وريح عاصف أى شديد الهبوب. ماذا أنت من هذا..؟ فلم نسمع فى تاريخك انتباها أو يقظة، بل راحة فى الطابور منذ سنوات وأنت منتظر أمراً لم يأت بعد، ولم نقرأ لك سطراً عن بطولة أو كلمة فى تاريخ النضال، دخلت الميدان مستريحاً وخرجت مُريحاً، واستراح إليك رؤساؤك لطاعتك وأمنوا على حالهم معك وأمنت على حالك معهم، يعلمون أن ريحك ساكنة هادئة هانئة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان بأمر ربها بلا جهد أو عرق، وأَذهب الانتظار عنك ريحك وقوتك فأصبحت ضعيفة بعد قوة، هزيلة بعد بأس، مهترئة بعد شدة، كسيرة بعد جبر، ذليلة بعد عز، رأيتها فى عهدك فى عيون جنودك فى الشوارع والميادين بائسة ومسكينة، واحترنا حين رأينا هذا الهُزال والتشتت وتساءلنا أهذا بأسنا وقوتنا وشدتنا وعتادنا وحمايتنا؟ ولا مجيب، حتى هدأت نفوسنا بعد عام فتحول الضعف إلى قوة، والذل إلى عز، واستقامت قاماتهم وهاماتهم واشتد عودهم وبأسهم ليس بفضلك بل الفضل لغيرك لأنه لم يسترح فى طابورك القديم بل شد رحاله وعقد العزم على بناء الرجال، فلن نُعيد الضعف والوهن إلى نفوسنا بمقدمك. وريحك يا سيدى ليست بالغلبة تأتى بالنصر فلقد داست جحافل الإخوان فى عهدك الميمون هامات الأمة يحرقون ويمسحون تاريخا هو عورتهم، وأنت مستريح البال والخاطر بابتسامتك العريضة فلم نفهم أهى ابتسامة رضاك علينا أم ابتسامة الإخوان لك؟ وريح الدولة ليست لك.. حكم الدولة يخونك، أقسم لك يخونك، حتى لو وقف فى طابورك إخوان الدنيا والآخرة، فلقد كانت أرواحنا بين يديك ولم تأمن عليها، ورقابنا على كتفيك خذلتها وأزحتها باستهتار وصنعتها لغيرك وسقطنا منك بإرادتك تحت أقدامهم، لكن شباكنا مستعصية وعصية عن الهدف، فليس لريحنا مرور عليك بعد، وليس للوطن البائس من قوة معك، فلقد خذلته وأضعفته، وليس لنا سبيل معك بعد اليوم، فلقد صُد السبيل وغُلقت أبوابه، فلن تأسرنا ابتسامتك العريضة فالبكاء أرخم منها، عريضة ابتسامتك علينا وعميقة عن فهمها ولا نقرأها، ويقرأها إخوانك، فلن تلدغنا من جحرك مرة أخرى. فاسترح يا سيدى وارحمنا منك، فأنت خُراج فى اليد شُلت مؤقتاً وبرئنا منه وتعافينا وأصبحنا نحرك اليدين معا، فاسترح كما استرحت طوال عمرك من قبل وانتظر أمراً قد يأتى بعد أو لا يأتى، فطول العمر تبلغ بها الأحلام والأمانى، وعمرك طويل مديد فلم تتعب فى تاريخك ولم تُرهق، فعمر الإنسان وطوله وقصره براحته وكمده وهمه وأنت مبتسم طوال عمرك مستريح بلا كمد وبلا هم، فاسترح يا سيدى وعش بعيداً عنا واستبعدنا من طريقك، وكفانا ما لقيناه منك ومن ابتسامتك ومن إخوانك الأعزاء المسلمين.