باحث في "يتفكرون" مع خالد منتصر: نزع القداسة عن النص أفضل وسيلة لفهمه

باحث في "يتفكرون" مع خالد منتصر: نزع القداسة عن النص أفضل وسيلة لفهمه
قدم الدكتور خالد منتصر الجزء الثاني من موضوع تاريخ الأديان والرواية التاريخية الدينية، خلال تقديمه برنامج "يتفكرون" على شاشة قناة الغد، واستضافت الحلقة الباحث العراقي الدكتور خزعل الماجدي باحث في تاريخ الحضارات والأديان، الدكتور فراس السواح، الباحث السوري في تاريخ الأديان.
وطرح "منتصر" مع ضيوفه عددا من الأسئلة منها كيف تأثرت أديان الشرق الأقصى بالنزعات الفلسفية؟ وكيف تشكلت مضامينها في سياق الواقع الاجتماعي آنذاك؟ وما هي طبيعتها الطقسية ودلالاتها الروحية؟ وكيف تأثرت نصوصها بروح التسامح والمرونة على حساب الأيديولوجيا؟ وما هو مبدأ وحدة الوجود الكامن خلف رؤيتها للكون؟ واختتم الحلقة بنصائح موجهة للباحثين والدارسين في هذا المجال.
وقال الدكتور خزعل الماجدي إن نمط الأديان مختلف، فأديان الشرق الأقصى نشأت ذات طبيعة اجتماعية، فالأنبياء فلاسفة أكثر من كونهم أصحاب قدسية ما، وهذه الديانات لم تكن فيها تزمت بل كانت مرونة، ونصوصها أقرب إلى الشعر، مثلا "لاوتسي" الذي يكاد يكون الأول مع كونفوشيوس في نشأة العقائد الدينية الأولى، في هذه المناطق، لم يبشر بدين مطلقا، "لاوتسي" كتب كتابا في فلسفته، تحول هذا الكتاب بعد قرنين أو أكثر بعد البوذية، بعد أن أتت البوذية كديانة بحكم الانتشار في الشرق الأقصى، أصبح هناك معابد تاوية تنسب لـ"لاوتسى" وكذلك الأمر بالنسبة إلى كونفوشيوس، ونشأت هذه الأديان على فلسفة وحدة الوجود، التى تعنى أن الإله موجود فى كل شيء وفى أبسط الأشياء.
بدوره، أضاف الباحث فراس السواح: "مفهوم الحساب والعقاب، والجنة والنار، لم تكن موجودة في ديانات الشرق الأقصى بشكل بارز، بل هذه المفاهيم موجودة في ديانات منطقتنا ومن أبرزها الديانة المصرية، التي اهتمت بفكرة الجنة والنار، والزراديشتية، حتى أن المفهوم لم يكن موجودا في الديانة البابلية ولم يكن الموضوع أيضا موجودا بوضوح في التوراة في بداياتها، لكنها بدأت مع التلمود، بتأثيرات زرادشتية ومصرية، حيث كان في مصر وضوح شديد في موضوع الآخرة".
ووجهت الحلقة نصائح للباحثين في هذا المجال، جاء على رأسها الفصل بين البحث العلمي الذي يخضع لمقاييس العقل والدين الذي من المفترض أن يكون داخل القلب، وكذلك نزع القداسة عن النص باعتبارها أفضل وسيلة لفهمه، لكي يكون الباحث حرا في دراسته، ثم إخضاع كل شيء للمختبر منها التحليل والمناقشة العلمية.