المهمشون يتوعدون الحكومة الإسرائيلية بمظاهرات حاشدة في الشوارع غدا
نشطاء إسرائيليون يعلنون اسئتناف المظاهرات في تل أبيب
جانب من تظاهرات اليهود الفلاشا في إسرائيل
أعلن نشطاء إسرائيليون عزمهم على استئناف مظاهراتهم غدا الاثنين، في مدينة تل أبيب بعد تعليقها بطلب من عائلة الشاب الإسرائيلي ذو الأصول الإثيوبية الذي قتل برصاص شرطي إسرائيلي موقوف الأحد الماضي.
وشهدت العديد من الميادين ومفترقات الطرق في إسرائيل منذ بداية الشهر الجاري تظاهرات واعتصامات ينظمها آلاف الإسرائيليين من أصل إثيوبي، بعد أن قتل شرطي بالرصاص شابا إسرائيليا من أصل إثيوبي منذ سبعة أيام.
ومنذ بداية التظاهرات في إسرائيل، قام الإسرائيليون من أصل إثيوبي بحرق الإطارات وسد شوارع رئيسية في منطقة حيفا، في الوقت الذي تظاهر فيه الآلاف في جميع أنحاء المدن المحتلة، في خضم غضب عارم في المجتمع الإثيوبي بإسرائيل على مقتل شاب أعزل برصاص شرطي خارج الخدمة في الأول من شهر يوليو الجاري.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن تقوم السلطات الإسرائيلية بالتحقيق بسرعة في مقتل سولومون تيكاه (19 عاما)، بعد ساعات من اعتقال الشرطي بسبب القتل وإطلاق سراحه بعد ذلك ووضعه رهن الحبس المنزلي.
وتعهد أفراد من اليهود الإثيوبيين، إنهم يعتزمون إجراء المزيد من التظاهرات الحاشدة في جميع أنحاء إسرائيل، وقرروا الخروج إلى الشوارع في تكرار لحملة 2015، التي بلغت ذروتها في مواجهات عنيفة بين الشرطة وآلاف المتظاهرين في ميدان رابين في تل أبيب.
وهتف المتظاهرون عند تقاطع "عازريئيلي"، بعد أن ساروا بداية في الشارع السريع "أيالون": "أوقفوا القتل، أوقفوا العنصرية".
وسرعان ما رأى سائقو السيارات، الذين فشلوا في اجتياز تقاطع الطرق عدد المتظاهرين يزداد ليصل إلى مئات الأشخاص، في الوقت الذي توقفت فيه حركة المرور تماما، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وقال عضو الكنيست عن حزب "شاس"، موشيه أربل: "هناك مسؤولية تقع على عاتق شيوخ المدينة وقادة الشعب، نحن هنا أيضا لتحمل المسؤولية، أن نأتي وننظر في أعين عائلة تيكاه، وهذا المجتمع المجيد، وأن نقول إننا لم بما فيه الكفاية".
وقالت الدكتورة نعيمة أبو مصطفى، الباحثة الفلسطينية في الشؤون الإسرائيلية، إن تظاهرات الإسرائيليين ذوي الأصول الإثيوبية تعتبر تراكمات وصلت لحد الانفجار ضد الأوضاع التي تمارسها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ضد الفلاشا.
وأضافت الباحثة الفلسطينية لـ"الوطن": "من المتوقع أن ينضم غدا ليهود الفلاشا فئات مختلفة تعاني من التهميش داخل المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي ستتوسع دائرة التظاهرات ضد حكومة نتنياهو والشرطة الإسرائيلية، مع احتمال ضعيف لامتصاص الحكومة الإسرائيلية غضب المحتجين".
وتابعت: "الحكومات الإسرائيلية في بدايتها كانت معترضة على تهجير الفلاشا من إثيوبيا، وعاملتهم بعد ذلك بدونية رغم أن الهدف من استقدامهم كان بدافع إيجاد توازن ديموغرافي بين اليهود والعرب داخل دولة الاحتلال"، مشيرة إلى أن استيعاب يهود الفلاشا لاقى فشلا ذريعا وبالتالي فالجالية الإثيوبية في إسرائيل تحولت إلى قنبلة موقوتة داخل المجتمع بسبب تدني الخدمات المقدمة لهم من قبل الدولة سواء كان التعليم أو الصحة أو العمل.
واختتمت الباحثة الفلسطينية حديثها: "نظرا لمعاناة يهود الفلاشا داخل المجتمع الإسرائيلي فالهدف الظاهري من التظاهرات غدا هو محاكمة الشرطي الذي قتل الشاب ذو الأصول الإثيوبية، لكن الهدف الحقيقي يتمثل في رفضهم للممارسات التي يشعرون من خلالها بشعور القهر الناتج عن الأوضاع السيئة التي يمرون بها منذ استقدامهم لإسرائيل".
وتراجعت حدة المظاهرات الأربعاء الماضي، بعد طلب عائلة تيكاه تعليقها إلى ما بعد انتهاء فترة الحداد التي تستمر 7 أيام حسب التقاليد اليهودية.
واجتمع أمس السبت قادة المجتمع الإثيوبي الإسرائيلي وقرروا إحياء المظاهرات ابتداء من يوم الاثنين.
ولا يتمتع "الفلاشا" بنفس حقوق التعليم والوظائف، في المجتمع الإسرائيلي الذي يعاني من عنصرية مشاكل انقسام عرقي وديني حادة، حيث إن الفلاشا هم المهاجرون من إثيوبيا أو الذين ينحدرون من أولئك الذين هاجروا من إثيوبيا إلى إسرائيل، ويطلق عليهم اسم "بيتا إسرائيل" وتعني جماعة إسرائيل، وهم ما يعرفون بيهود الحبشة أو اليهود الفلاشا الذين تم نقلهم سرا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ويقدر عددهم بنحو 130 ألف.