مواطنون عن سيارات «الإحلال»: الأجرة أرخص من «التوك توك»

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

مواطنون عن سيارات «الإحلال»: الأجرة أرخص من «التوك توك»

مواطنون عن سيارات «الإحلال»: الأجرة أرخص من «التوك توك»

ساحة كبيرة وسيارات متراصة لا حصر لها، فى منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، تقف بترتيب معين وضعه السائقون، فكل منهم له دوره فى التحميل، والذى لا يستغرق وقتاً طويلاً لكثافة إقبال المواطنين على تلك السيارات معللين ذلك بأنها أرخص من التوكتوك ولكنها ليست آمَن منه، فيعتبر البعض منهم أنها «خطر لا بد منه»، والبعض الآخر يطالب بوجود رقابة على تلك السيارات كى لا تحدث كارثة، مشيرين إلى أنهم لا يستطيعون تجنب الركوب بها نظراً لعدم وجود بديل لها.

سيارات محطمة بشكل كلى، ليس بها أبواب ولا شبابيك، كراسى متآكلة، والبعض منها بدون فرامل، كما أكد أصحاب المحلات المقابلة للساحة التى تقف بها: «فى يوم السواق نزل من العربية وهى شغالة، وكانت واقفة فى مكان عالى، وفجأة نزلت بسرعة وأخدت فى وشها كل اللى قدامها، الناس كانت بتجرى وهى مرعوبة، ومحدش عرف يوقفها، لأنها نزلت من مكان عالى، موقفتش غير لما خبطت فى عمود الكوبرى».. قالها عمر محمد، ١٩ سنة، يعمل فى معصرة أمام الموقف، مضيفاً أن وجود السيارات فى تلك المنطقة ليس وليد ليلة وضحاها وإنما منذ فترة طويلة.. «الوطن» رصدت فى جولة لها داخل الموقف وجود سيارات لا تصلح للسير على الطرق، بالإضافة إلى عدد من الأوتوبيسات حمولة ٢٤ مواطناً، وهى عبارة عن هيكل حديدى وليس بها أى وسيلة لأمان المواطنين، كما أن السائقين يعرفون جيداً مدى خطورة تلك السيارات على المواطنين كما يقول أحد السائقين، الذى طلب عدم ذكر اسمه: «مقدرش أنكر إنى ببقى سايق وخايف على الناس، عيل يقع من الباب أو حد يخرج إيده من الشباب فيحصل له حاجه، لكن أنا معنديش بديل، لأنى شغال عليها، والحال واقف ومفيش شغل، وصاحب العربية بيرفض يرممها أو حتى يعمل لها باب، مهو هيصرف ليه عليها، مهو مفيش حد بيفتش عليها، ده لأننا بنمشى فى الشوارع الداخلية».

"محمد": "العربيات محطمة وليس بها أبواب".. وأحد السائقين: "ماعنديش بديل.. وصاحب العربية بيرفض يرممها"

اقتربنا بشكل أكثر من السائقين وعرضنا على أحدهم شراء سيارته فرفض وبرر ذلك بأنه ليس لديه مصدر للدخل سواها ولكنه اقترح علينا الشراء من إحدى محافظات الصعيد، معللاً ذلك بأن جميع السيارات التى تقف فى الساحة قد تعرضت لحوادث كارثية أفقدها الكثير من وسائل الأمان بها، قبل أن يقوم أصحابها بعد ذلك ببيع لوحاتها المعدنية والاحتفاظ بالسيارة، وتنقسم تلك السيارات إلى نوعين، الأول منها يدخل فى الورش ويتم تقطيعها، والنوع الثانى يباع فى القاهرة والجيزة حيث يسير فى المناطق الداخلية التى لا يوجد بها أفراد مرور، نظراً لعدم حيويتها كما يقول السائق.

لم تكن منطقة بولاق هى الوحيدة التى يوجد بها تلك السيارات، ففى حى شبرا تنتشر بشكل كبير السيارات غير المرخصة والتى لا تحمل لوحات معدنية.

مساحة كبيرة استقطعها السائقون من الشارع الرئيسى المجاور لمحطة مترو شبرا الخيمة، يفرضون سيطرتهم على الطريق، ولا أحد يجرؤ على أن يعاتبهم لوقوفهم بهذا الشكل، نوع واحد فقط من السيارات «المينى باصات» وهى الوسيلة الوحيدة لنقل المواطنين من محطة المترو حتى منطقة بيجام بشبرا، «هنعمل إيه يعنى مفيش وسيلة تانية غير العربيات المكسرة دى، ومفيش حد فكر يشوف لنا حل بديل عنها، أنا ببقى راكب العربية ودراعى بره الشباك»، قالها محمود مراد، ٣٩ سنة.

تواصلنا مع محمد الهادى، مدير إدارة المواقف بالقليوبية، الذى أكد أن المحافظة ممثلة فى أجهزتها التنفيذية تنظر بعين الرحمة للمواطنين، حيث أشار إلى أنه فى حالة تهجير السيارات حالياً مع عدم وجود بديل، سيضر بالمواطنين: «لازم نفكر فى المواطن قبل أى حاجة، علشان كده المحافظة حالياً بصدد التعاقد مع شركة نقل جماعى كبيرة، وسيتم تخصيص أوتوبيسات للمواطنين، وبعدها يتم التعامل مع تلك السيارات المخالفة، ولكن إذا تمت المواجهة الآن فسيكون المواطن هو الخاسر الأوحد، لأنه سيلجأ حينها إلى وسائل أخرى بأسعار مرتفعة».


مواضيع متعلقة