الشعب بعد الاستقالة: فرحة رحيل «الببلاوى».. وأمل اختفاء «البلاوى»
![الشعب بعد الاستقالة: فرحة رحيل «الببلاوى».. وأمل اختفاء «البلاوى»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/206393_660_5721388_opt.jpg)
ككرة طائرة لا ترضى الثبات على وجهها، هكذا تراوحت ردود الفعل على خبر استقالة حكومة د.حازم الببلاوى، فجيل الآباء صار يسلم بالأمر الواقع بغير توقع أو انتظار، ملقياً بالمسئولية على أبنائهم من الأجيال الشابة التى يرون فيها المستقبل و«البركة»، أما جيل الشباب فقد تأنى فى ردوده، تداعب مخيلته أمارات الفشل التى ظهرت على أداء الحكومات السابقة.
بين أحضان الزحام، وعوادم تبعثها محركات السيارات يجلس عم أمين يمتطى جواد الصبر إلى جوار عربة بيع عليها ما تيسر من الفاكهة بأنواعها، ملامح وجهه السمراء لا تختلف عن مضمون ما يجول بصدره من أسى: «إحنا مايهمناش مين اللى ييجى ولاّ يمشى إحنا ماشفناش من الراجل اللى استقال ده حاجة ولا شُفنا من اللى قبله»، هكذا يرى عم أمين صاحب الستين عاماً، معللاً عدم تعليق آماله على أى رئيس وزراء سابق أو حالى أو «مستقيل» بكبر سنه، وانحدار حال البلد إلى الأسفل «طول ما السن فى الطالع.. الحال هيبقى فى النازل».[FirstQuote]
«زمان كان الرزق كتير وبنبيع كيلو الفاكهة من برتقال أو غيره بقروش دلوقتى الحاجة غليت والناس معهاش فلوس تاكل، أكيد مش هتفكر تحلّى، وماشُفناش من الراجل اللى مشى ولا اللى قبله أى خطوة فما بنطلبش غير أن ربنا يوفق ولادنا، إحنا الدور راح علينا».
وعلى الجانب الآخر، تتبدل الأجيال ويقل عدد سنواتها «عمر» الشاب العشرينى الذى يملك محل بقالة صغيراً بالجيزة، يعبر عن آماله التى يتوسم فى الحكومة المقبلة تحقيقها، بعكس الأجيال السابقة، يرى عمر أن الاعتراف برئيس الوزراء المقبل يتوقف على عدد من القضايا أبرزها حل مشكلة الأمن والأنابيب وتحقيق المساواة بين الشباب فى فرص العمل، مضيفاً: «الببلاوى بيستقيل وهو بيقول حققنا الأمن.. طب إزاى؟ محلاتنا بيطلع عليها الحرامية ويسرقوها تحت تهديد السلاح، والمظاهرات اللى بتطلع بيضربوها وبتطلع تانى توقّف حالنا من غير حل حقيقى».[SecondImage]
يرى «عمر» أن الحكومات السابقة لم تنحَز للفقراء بشكل كبير، موضحاً: «لسة الفقر زى ما هو والناس جعانة ومش لاقية فلوس، ناس تمشى وناس جديدة تيجى، عايزين حلول حقيقية مش كلام، تأجيل الدراسة اللى عمالين يعملوه ده أثر على رزقنا جامد لأن المنطقة كلها مدارس.. نشتكى لمين بقى غير ربنا؟!».
رواد المترو تماثلت سرعة حركتهم مع توالى الأحداث التى تعصف بالمشهد السياسى فى مصر، فعلى درجات محطة مترو البحوث، تترجل سيدة خمسينية نحو الأسفل فى محاولات سريعة للوصول إلى القطار فيما تتحدث دون تروٍّ: «اللى جاى كمان هيبقى عامل زى البلد دى، مفيش حد عارف يحكمها، إحنا بقينا كتير، ومش سايبين حد ياخد فرصته»، وبسؤالها عن رأيها فيما يتوجب على رئيس الوزراء المقبل عمله أجابت وقد انتهت درجات المترو لتفضى إلى طابور مزدحم بالركاب أمام محطة التذاكر تنازع ثغراته الفوضى: «يديهم فوق دماغهم إحنا شعب مايجيش غير كده، يبقى حاسم فى قراراته ومايسيبش حد يتصرف على مزاجه!».
مصطفى سائق سيارة ميكروباص لا يجد غضاضة فى رفع سعر الأجرة نظراً لأن الطريق أصبح خطراً وطويلاً بفضل المظاهرات وغلق الطرق: «بيقفلولنا الطرق ويحجزوا على خط سيرنا والجاز بالشىء الفلانى نعمل إيه يعنى، الببلاوى مشى عشان ماعرفش يحل مشاكل ناس كتير والسواقين تعبوا كتير ومش ذنبهم»، وفيما يجادل أحد الركاب حول ارتفاع سعر الأجرة متهماً إياه باستغلال الإضراب الذى دخل فيه سائقو أوتوبيسات النقل العام، يرد وعلامات الغضب تمكنت من ملامحه: «آديكو شايفين الدنيا غلا علينا كلنا والببلاوى مشى يمكن اللى جاى يبقى أحسن منه» ليرد عليه أحد الركاب وقد أطفأ السائق محرك السيارة ريثما يحصل على أجرته المضاعفة: «قلنا كده على اللى قبله وفى الآخر كله كلام».
اخبار متعلقة
بروفايل|«الببلاوى» النهاية «المحتومة»
«السيسى» يضع «الترتيبات النهائية» لأوضاع «الدفاع» بعد حسم الترشح للرئاسة
بروفايل|«محلب» الصعود من «الشارع»
التحليل النفسى لـ«الببلاوى مستقيلاً»: يعانى الارتباك والتردد وعدم التركيز
خبراء أمنيون: الحكومة «المستقيلة» لم تحقق الأمن وأضاعت فرصة كسب ثقة المواطن
اقتصاديون: فشلت فى احتواء المطالب الفئوية
بروفايل|«الببلاوى» النهاية «المحتومة»
هاشتاج: «ما تفرحوش فى اللى راح.. قبل ما تشوفوا اللى جاى»
خالد عبدالعزيز يقترب من وزارة الشباب والرياضة فى حكومة إبراهيم محلب