صاحب أول علامة نصر وقاهر خط بارليف.. أبطال أكتوبر يحكون عن "العباسي"

كتب: ماريان سعيد

صاحب أول علامة نصر وقاهر خط بارليف.. أبطال أكتوبر يحكون عن "العباسي"

صاحب أول علامة نصر وقاهر خط بارليف.. أبطال أكتوبر يحكون عن "العباسي"

قبل 46 عاما رفع علم مصر عاليا على أرض سيناء، لكن مهمته لم تنته بانتهاء الحرب، فأخذ على كاهله رفع اسم مصر في كل لقاء أو ندوة أو مؤتمر، هو البطل المصري محمد محمد عبدالسلام العباسي الشهير بـ"محمد العباسي"، واحدا ممن غرسوا أول نقطة حصينة محررة في حرب أكتوبر 1973، وأعلنت وفاته أمس عن عمر ناهز 72 عاما.

بزيّه البسيط وروحه الطيبة، كان محمد العباسي يجتمع بأصدقاء النصر للحديث عن الحرب في اللقاءات والندوات حسب البطل إسماعيل بيومي، الذي قال عنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات له في أثناء تكريمه في رحلة علاجه بيوغوسلافيا "قاهر خط بارليف".

"مكنتش معاه في الموقع كنت في الجيش التالت في الفرقة 19 ضمن سلاح المهندسين الذي حطم خط بارليف، لكن بعد الانتصار بدأنا نتقابل في الندوات وكنا بنتجمع كتير مع جمعة الشوان ومحمد المصري، وعبدالجواد سويلم الشهيد الحي".. يقول بيومي لـ"الوطن" الذي اعتاد لقاء العباسي في أوقات الندوات واللقاءات، هو "إنسان محترم ومحب للوطن" ولم يتقاعس رغم كبر سنه ومرضه عن المشاركة في أي لقاء لطلبة أو شباب للحديث عن الحرب.

"كان يحب أنّ يجلس إلى جواري في السيارة، رغم أنّي أقود بيد واحد".. قال بيومي، فرغم أنّ البطل الذي خسر عينه وذراعه في المعركة يقود بذراع واحد، إلا أنّ العباسي كان يفضل الجلوس إلى جانبه في السيارة.

ويتابع بيومي: "التقيته للمرة الأخيرة في أكتوبر الماضي في نادي ضباط قناة السويس (الشط)، حيث كان الفريق مهاب مميش يكرمنا كأبطال حرب، وكنا نلتقي في الأوبرا والقرية الأولمبية في إسماعيلية"، ويعود بيومي للعام 2004 تقريبا، حين بدأ في الحديث عن الحرب بعد أنّ أقنعهم البطل الراحل جمعة الشوان أنّهم يجب أنّ يتحدثوا عن بطولاتهم ونقل خبراتهم للأجيال الجديدة.

"محمد أفندي".. هو اللقب الذي اكتسبه العباسي من الأغنية التي قيلت خلال فترة الحرب، لكنه كان بسيطا لا يحب الألقاب وكانوا ينادونه بـ"الحاج محمد" لوقاره.

 

ويقول محمد طه يعقوب صاحب أول علامة نصر على خط بارليف بعد العبور، إنّ أبرز ما يميز العباسي أنّه احتفظ ببساطته طوال الوقت، وكان يظهر بجلبابه في اللقاءات التليفزيونية ويحكي بطولاته دون مبالغة، مؤكدا أنّ من خاض المعارك ووضع روحه على كفه فداء للوطن "استحالة يكون مغرور".

ويتابع طه يعقوب لـ"الوطن" قائلا: "التقيت العباسي كثيرا حيث كنا نجتمع مع كل تكريم أو ندوة أو لقاء، وهو من أوائل الذين عبروا من أبطال الموجة الأولى، وكانت كل مجموعة تعبر ترفع العلم"، موضحا أنّ طول الجبهة كان من بورسعيد للسويس نحو 170 كيلو متر.


مواضيع متعلقة