توفي اليوم.. "العباسي" أول من رفع علم مصر على خط بارليف

كتب: هبة وهدان

توفي اليوم.. "العباسي" أول من رفع علم مصر على خط بارليف

توفي اليوم.. "العباسي" أول من رفع علم مصر على خط بارليف

قبل 46 عاما من الآن، كان محمد محمد عبدالسلام العباسي الشهير بـ"محمد العباسي"، أول من حملوا العلم المصري على أعناقهم ليغرسه في أول نقطة حصينة تم تحريرها في معارك أكتوبر 1973، واليوم أعلن وفاته عن عمر ناهز 72 سنة.

ويحكي ابن محافظة الشرقية الذي حصل على الشهادة الإعدادية عن موقعة رفع العلم المصري في أحد لقائته التليفزيونية، أنه جُند في الجيش المصري قبل النكسة بأربع أيام فقط، وأنه عقب 6 سنوات تم إعداده للحرب المرتقبة التي لم يكن يُعلن عنها بشكل صريح.

وقال العباسي، إنه تم تسليمهم أسلحة لأول مرة وأنه لم يكن يعلم كيفية استخدامها، إلا أنه على الفور تم إصطحابهم إلى معسكر لتدريبهم عليها وكانت البداية فك وتركيب السلاح ثم أخذه هو وزملائه إلى الرماية ليتلقوا تدريب على إطلاق النيران، وأن التدريب لم يتوقف فكانوا يدربون ليلًا ونهارًا، وأن هذا كان شاق للغاية، ورغم ذلك لم يتذمروا حيث أن لديهم هدف أسمى وهو رد الصهاينة عن قناة السويس.

وأكد الرجل السبعيني، أن هناك الكثير من المواقف المحفزة لهم، إلا أن أكثرهم هو مشاهدة الجنود العائدون من النكسة في ساعات الليل وهم يستيقظون يرددون "حرس سلاح"، والتي تعني أن هؤلاء الجنود كانوا يستغيثون وأن هذه إشاره بأنهم كانوا يستغيثون، وأن هذا دفع الجنود للأخذ بالثأر فضًلا عن أنهم لم يريدون أن يكونوا في نفس موقفهم.

وأضاف العباسي، أنه عام 1968 انتقل هو وزملائه إلى غرب القنال، لمشاهدة الإسرائيليين وهو يقوموا ببناء خط بارليف وشاهدهم وهم يقومون بوضع قرابة 38 دشمه حصينة تمتد من محافظة السويس إلى محافظة بورسعيد، بالإضافة لأن الآلات الكبري كـ"البلدوز" كانت تبدأ عملها في الحفر من الـ7 صباحًا، حيث أنهم يعدون لبناء الخط الذي لا يقهر كما كانوا يقولون، وأن كل ما يفعله الجنود المصريين على الناحية الأخرى هو المراقبة في صمت وحراسة القنال.

وأشار الرجل السبعيني، إلى أن الجنود في هذه الأثناء كانوا ينتظرون فقط ساعة الصفر التي سيعبرون فيها قناة السويس لتدمير الخط الذي لا يقهر كما كانوا يشيعون، وبالفعل جمعهم قائد الكتيبة ليخبرهم أن ما يقال الآن سري جدا ولا يجوز الإفصاح عنه وأنهم على مشارف المعركة الحقيقية وأمرهم بأن غدا إفطار: "في اللحظة دي كل جندي مننا كان منتظر  المعركة ومنتظر الشهادة ومش خايف ولا قلقان كل همنا كل واحد فينا هنقتل كام جندي إسرائيلي عشان نسترد أرضنا".

وقال العباسي، إنه كان يتصدر المجموعة الأولى التي عبرت خط بارليف وأنه قبل العبور صلوا الجمعة على العلم المصري، وعقب الانتهاء من الصلاة، الجميع كان يتهافت لأخذ العلم، إلا أن قائد الوحدة أخبرهم أنهم من الأفضل أن يحاربوا لاسترداد سيناء، وبعد ذلك يفكروا في أمر العلم، وبالفعل بدأ الجنود ينظرون في ساعاتهم في موقف أشبه بانتظار ساعة الإفطار في رمضان، حيث إنهم ينتظرون ساعة الصفر كما أخبرهم القادة وهي الساعة 2 ظهرًا.

وأضاف، "بالفعل انطلقت المدفعية والدبابات وضربوا برج المراقبة الاسرائيلي وده أقوى حاجة وبعدها وبدأ الطيران يضرب من فوق وفي اللحظة دي بدأ الجنود يهللون الله أكبر".

ويستكمل: "أدفنا وعبرنا قناة السويس في 10 دقائق ودي معجزة بس كان جوانا طاقة وحماس يهد جبال.. وبدأ يتسابق الجميع لعبور الأنفاق وكنت أول واحد يعبر ويطلع أعلى نقطة وفي اللحظة دي كلهم قالو لي ارفع العلم يا عباسي".


مواضيع متعلقة