بوتين وأوباما.. مواجهة عنيفة بين «الدب» الروسى و«الحمار» الأمريكى
منذ أعوام لا يتجاوز عددها العشرة، لم تكن هناك قوى عظمى على الساحة العالمية غير الولايات المتحدة الأمريكية، القطب الأوحد الذى يسيطر على غالبية الموارد العالمية من تكنولوجيا وأسلحة واقتصاد وغيرها من أساسيات قيام الدول. ولا أحد ينكر أنه لم تكن هناك فى تلك السنوات العشر أى دولة قادرة على منافسة الولايات المتحدة، فكانت الدول تتقرب منها للحصول على رضاها، وكانت «واشنطن» فى المقابل تمنح نفسها الحق فى التدخل فى شئون دول العالم كله. والآن عادت روسيا وبقوة لتتصدر المشهد من جديد، واعتمدت الجمهورية السوفيتية السابقة على ضعف السياسة الخارجية الأمريكية، فما من دولة تفشل بها سياسات واشنطن إلا ووجدت روسيا تتدخل لتثبت جدارتها ونفوذها فيها، ولم يتوقف الأمر على السياسة الخارجية للدولتين فقط، بل امتد ليشمل حربا كلامية باردة ومعلنة بين زعيمى الدولتين، أوباما وبوتين.
بدأ التوتر بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما والرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالأزمة السورية، فتأييد «بوتين» المطلق لنظام بشار الأسد وتأييد «أوباما» للجماعات المسلحة كان بمثابة الاصطدام غير المباشر بين الدولتين، حيث أكدت الدولة الروسية فى أكثر من تصريح أن أمريكا هى من تزود المعارضة السورية بالأسلحة، بينما صرح الرئيس الأمريكى بأن روسيا هى السبب الرئيسى فى الأزمة السورية.
ونشرت صحيفة «الجارديان» الخميس الماضى فيديو للرئيس الأمريكى باراك أوباما، ينتقد فيه الرئيس الروسى، ويحمله المسئولية عن الأزمتين الأوكرانية والسورية، وقال أوباما: «إن أوكرانيا وسوريا ليستا رقعة شطرنج للحرب الباردة، تتنافس فيها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا». وأثناء زيارة المشير عبدالفتاح السيسى لروسيا، وبعدما أعلن «بوتين» تأييده لخوض المشير الانتخابات الرئاسية المصرية، ما كان من البيت الأبيض إلا أن خرج ببيان على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مارى هارف قائلاً: «بالتأكيد، نحن لا ندعم مرشحا ولا أعتقد بكل صراحة أنه يعود للولايات المتحدة أو لبوتين أن يقررا بشأن من سيحكم مصر.. القرار يعود للشعب المصرى». كما اتهمت الخارجية الأمريكية المخابرات الروسية بأنها وراء تسجيل المكالمة بين مساعدة وزير الخارجية الأمريكى فيكتوريا نولاند والسفير الأمريكى فى أوكرانيا جيفرى بايات، وأنها هى التى قامت بتسريب الفيديو المترجم باللغة الروسية، كما جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكى. وكان هذا الفيديو تتحدث فيه «نولاند» بألفاظ خارجة عن موقف الاتحاد الأوروبى من الأزمة الأوكرانية، كما ناقشت «نولاند» مع السفير الأمريكى خلال التسجيل الوضع فى أوكرانيا، والبرنامج الذى وضعته أمريكا للسيطرة على المعارضين وضمان انحياز أوكرانيا لهم، على حد وصف مصدر الفيديو. ولم تتوقف هذه الحرب عند التصريحات السياسية فقط، بل ظهر أوج الخلاف بين الرئيسين الأمريكى والروسى على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث أفادت صحيفة «ذا ديلى راش» الأمريكية أن الرئيس الروسى «بوتين»، حذف نظيره الأمريكى «أوباما»، من أصدقائه فى صفحته على موقع «فيس بوك»، ليرد الآخر بإسقاطه من صفحته على موقع «تويتر». وبالتوازى، ذكرت صحيفة «إزفستيا» الروسية أنه تم، فى آخر لحظة، تغيير ترتيب مقاعد الرؤساء فى قمة دول مجموعة «العشرين»، حيث تقرر اعتماد اللغة الإنجليزية بدلاً من الروسية فى كتابة أسماء الدول المشاركة، حتى لا يجلس الرئيسان على مقربة من بعضهما، وباعتماد الأبجدية الإنجليزية، فصلت بين مقعدى بوتين وأوباما، دول جنوب أفريقيا والسعودية وكوريا الجنوبية وتركيا وبريطانيا.
أخبار متعلقة
«الوطن» ترصد خريطة الصراع الجديدة بين واشنطن وموسكو من أوكرانيا وفنزويلا إلى دول الشرق الأوسط
بوتين وأوباما.. مواجهة عنيفة بين «الدب» الروسى و«الحمار» الأمريكى
أوكرانيا.. صراع شرس على «الثورة البرتقالية»
فنزويلا.. على خطى «شافيز»
سوريا.. فى «أرض الدم» يكسب الجميع.. ويخسر الوطن
العراق.. من هنا بدأت «المأساة».. ولا تنتهى
إيران.. المصلحة تتحكم
دبلوماسيون وخبراء: نعيش «حروب المصالح».. وعلينا المواجهة بقوة وذكاء