قطار مسرح الشارع يصل الجيزة تحت شعار «2 كفاية» و6 ممثلين جابوا 8 محافظات للتوعية بالحملة

08:54 م | الجمعة 21 يونيو 2019

نصف دائرة مُشكَّلة من الكراسى المتراصة، ومكبرات صوت ولوحتين إرشاديتين، ليكتمل العرض بـ6 ممثلين جابوا شوارع 8 محافظات فى الصعيد، انطلقوا من أسوان يحملون بين طيات عملهم الفنى رسالة يرون أن الفن هو الطريقة الوحيدة كى تصل لمستحقيها، حتى وصل «مسرح الشارع» هذا إلى محافظة الجيزة، أمس، ليتبقى أمامه أن يقدم عرضين فى «البحيرة»، وتكتمل بذلك المرحلة الأولى من خطة وزارة التضامن لنشر الوعى بحملة «اتنين كفاية» التى تحاول أن تقاوم الزيادة السكانية من خلال عرضين مسرحيين فى 10 محافظات هى الأكثر خصوبة بواقع 20 عرضاً مسرحياً.

"وفاء": "الصعيد فيه حاجات كتير مش بتوصله ومحتاج دعم من كل الوزارات".. و"رشا": "عندى 5 بنات هعلمهم يستكفوا بعيلين"

التليفزيون والراديو وإعلانات الطرق هى وسائل اعتادت الوزارات المعنية بأنشطة التوعية بالزيادة السكانية استخدامها منذ سنوات عديدة، وبعد التطور التكنولوجى كان التوجه لتطوير رسائل توعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، إلا أن وزارة التضامن قررت أن تعود بالزمن لطريقة «مسرح الشارع» حتى تصل الرسالة إلى الجمهور المستهدف بشكل أكثر قرباً وحميمية، فبحسب أحمد يونس، منسق مشروع مسرح الشارع «اتنين كفاية» بوزراة التضامن، أن المبادرة جاءت لخدمة مشروع الحد من الزيادة السكانية وتشجيع المباعدة بين الولادات، استهدفت الوزارة المحافظات الأكثر فقراً والأكثر خصوبة.

وعايشت «الوطن» العرض السابع عشر لمسرح الشارع فى الجيزة أمس فى منطقة العمرانية أمام قصر الثقافة، حيث كان راقص التنورة هو طريقة جذب انتباه المارة، فما لبث أن بدأت الرقصة حتى بدأ توافد جمهور متنوع الأعمار، بين أطفال وشباب ونساء وكبار، بخلفيات اجتماعية متباينة، يدفع بعضهم حب الاستطلاع، والبعض الآخر كان يعرف بحكم كونه مستفيداً من برنامج «تكافل وكرامة» التابع لوزارة التضامن، فقد جاء خصيصاً بعد أن تلقى دعوة من جمعيات أهلية تحمست للعمل مع الوزارة فى المشروع ووصل عددها 92 جميعة من مختلف المحافظات.

وانتهى عرض التنورة ونزل 6 ممثلين بين الجمهور الذى لم يستطع الجلوس مكانه، فوقف كثير منهم يتابعون قصة الرجل الذى يجبر زوجته على الحمل مرات عديدة حتى يمكن أن ينجب «الولد السند مش خمس ست بنات»، لتتناول دفة الحديث زوجة تستزيد من الأبناء والبنات بحجة «أربط الراجل جنبى»، وتتتابع الأحداث ذات الطابع الكوميدى الخفيف الذى شد انتباه الصغار قبل الكبار.

وسافرت الممثلة المسرحية وفاء عبدالله مع «اتنين كفاية» من أسوان وحتى القاهرة وتحكى لـ«الوطن» عن تجربتها الجديدة فى مسرح الشارع: «اكتشفت إن وزارة التضامن بتعمل شغل حلو لتوصيل رسالة أقرب بكتير للناس العادية المحتاجة اللى بنقوله.. ناس يمكن ماعندههمش وقت يتفرجوا على التليفزيون ومابتوصلهمش المعلومة بالإعلانات كمان.. الفن عموماً رسالة، لكن لما تروح بنفسك للطبقة اللى مش مستنيها تجيلك يبقى أفضل وأهم المسارح وأصدق».

وتابعت «وفاء»: «الصعيد فيه حاجات كتير مش بتوصل له ومحتاجة دعم من كل الوزارات مش التضامن بس زى الثقافة مثلاً.. قابلنا ناس على طبيعتها جداً وفيه ناس بتتعامل بحذر كأننا مختلفين عنهم.. التضامن عملت حاجة حلوة جداً وقرّبت الناس وبعد ما شافوا المسرحية قرّبوا مننا وبدأوا يسألونا يعملوا إيه ووثقوا فينا».

وعقب أن شاهدت العرض سميحة فوزى، 21 سنة، كان لسان حالها: «المسرحية حلوة جداً، وزى ما قالوا فعلاً لو عايزة أربط جوزى جنبى بالعيال هنسى نفسى.. ولما أخلف كتير مش هلاحق عليهم وممكن يتجوز واحدة تانية مهتمة بنفسها».

خمس من الإناث كان نصيب رشا عبدالتواب، 34 سنة، من الإنجاب بدافع من زوجها الذى يريد «الولد السند»، ليساورها الند م بعدها: «كتر الخلفة بيخلى الواحد يدخل فى مشاكل، وبدل ما تعلم العيل تقعّده فى البيت ويتبهدل معاك.. ودلوقتى بضرب نفسى إنى ماخلفتش اتنين بس»، لكنها اتخذت قراراً: «هعلم بناتى إن اللى ربنا يديلهم بنتين ولا ولدين يحمدوا ربنا عليهم وكفاية علشان ما يغلطوش غلطتى».

وأوضح صبرى عبدالحميد، مدير إدارة التضامن الاجتماعى بالجيزة، أن مواجهة الزيادة السكانية من المشروعات الرائدة على مستوى الجمهورية من أجل النهوض بالدولة ودعم سياساتها فى تنظيم الأسرة».